«ثورة 30 يونيو والاستجابة للقدر» يكشف مخططات الإخوان
يشارك الباحث السياسي والروائي المصري السيد الحراني في النسخة الـ56 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، بإصدار جديد من تأليفه يحمل عنوان “ثورة 30 يونيو.. والاستجابة للقدر”.
يستعرض الكتاب أحداثا سياسية مهمة عاشتها مصر، بدأت من عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وانتهت بإسقاط حكم جماعة الإخوان الإرهابية.
للوقوف على فكرة الكتاب والمحاور الخاصة به التقت “العين الإخبارية” مؤلفه السيد الحراني ودار هذا الحوار..
السيد الحراني.. بداية.. هل يمكن أن تحدثنا عن الكتاب الجديد الذي أصدرته في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025؟ وما أبرز المحاور التي يتناولها الكتاب؟
الكتاب بعنوان “ثورة 30 يونيو والاستجابة للقدر”، وهو محاولة لتقديم تحليل شامل لفترة مهمة في تاريخ مصر المعاصر، الكتاب يتناول أكثر من 300 حدث وواقعة تبدأ من في عهد محمد حسني مبارك، مرورا بدور الإخوان في استغلال ثورة 25 يناير، حتى أحداث 30 يونيو 2013، كما يبرز دور الإخوان في محاولاتهم فرض سيطرتهم على مؤسسات الدولة المختلفة، وكيف حاولوا التلاعب بالثورة لتحقيق مصالحهم الخاصة.
الكتاب يتناول بشكل موسع دور الإخوان في أحداث 25 يناير 2011.. هل يمكنك أن تشرح لنا كيفية استغلالهم هذه الثورة؟
الإخوان حاولوا استغلال أحداث 25 يناير لتحقيق أهدافهم في السيطرة على مصر بعد اندلاع الثورة، رأوا الفرصة سانحة لتعزيز وجودهم السياسي على حساب القوى الأخرى، قاموا باستخدام الفوضى الناجمة عن الثورة لتوسيع نفوذهم داخل مؤسسات الدولة، بما في ذلك الجيش، الشرطة، القضاء، الأزهر والكنيسة، وتحقيق هدفهم في “تمكين” الجماعة من السلطة، كان لديهم خطة طويلة الأمد للسيطرة على مفاصل الدولة، وهو ما تكشف بوضوح في سعيهم لتعديل الدستور لصالحهم، وخلق تنظيمات مسلحة لنشر الفوضى في البلاد.
هل يمكن أن توضح لنا بشكل أكبر كيف تمكن الإخوان من استخدام العنف والفوضى في فترة حكمهم؟
الإخوان كانوا يعتمدون على العنف والفوضى كأداة لتمرير مخططاتهم خلال فترة حكم مرسي، تم إطلاق يد التنظيم المسلح للإخوان لزعزعة الاستقرار في البلاد، كانت هناك تنظيمات مسلحة تابعة لهم تهدف إلى إشاعة الفوضى وتعطيل المؤسسات، كما حاولوا الهيمنة على مراكز الشباب في مختلف الأماكن وتحويلها إلى معسكرات تدريب للمقاتلين، وهو ما يعكس سعيهم للاستفادة من الثورة في تحقيق أهدافهم التي لم تكن مرتبطة بمصلحة الشعب المصري.
كيف سلط الكتاب الضوء على محاولات الإخوان للهيمنة على المؤسسات المصرية؟
الإخوان كان لديهم هدف واضح: السيطرة على مؤسسات الدولة الكبرى مثل الجيش، الشرطة، القضاء، والأزهر. كانوا يعتقدون أن بإمكانهم فرض سيطرتهم على هذه المؤسسات عبر التعيينات المتحيزة لمرشحيهم، كما كانوا يحاولون الحصول على الولاء من أفراد هذه المؤسسات، كان هناك أيضا سعي للتأثير على صناعة الدستور وضمان أن يكون لصالحهم، وكذلك محاولة إقناع الشعب بقبول مشروعهم في إدارة البلاد عبر أدوات ديمقراطية مزيفة.
هل ترى أن دور الإخوان في الأحداث السابقة كان بمثابة استجابة لظروف خاصة بهم أم أن لهم أهدافا أكبر تتعلق بالمنطقة؟
الإخوان كانوا يسعون لتحقيق أهداف أكبر بكثير من مجرد السيطرة على مصر، كانوا جزءا من مشروع إقليمي أكبر يهدف إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط بما يتناسب مع رؤيتهم للإسلام السياسي، دعمهم لفكرة “الدولة الدينية” لم يكن مقتصرا على مصر فقط، بل كان جزءا من مخطط يشمل دولا أخرى في المنطقة، حيث كان الإخوان يحاولون تشكيل تحالفات مع جماعات إسلامية أخرى لزيادة نفوذهم.
كيف تصف ثورة 30 يونيو من وجهة نظر تاريخية؟ هل كانت مجرد رد فعل أم كانت نتيجة تراكمات طويلة من الأزمات؟
ثورة 30 يونيو كانت نتيجة تراكم طويل من الأزمات والصراعات التي مرّت بها مصر منذ عهد مبارك، مرورا بعهد الإخوان، كانت بمثابة استجابة شعبية ضد محاولات جماعة الإخوان لتفكيك الدولة المصرية وفرض سيطرتهم عليها، الشعب المصري كان عازما على استعادة وطنه لإنقاذ البلاد من مخططات كانت تهدد كيانه.
في الختام.. هل يمكن أن توضح لنا رسالة الكتاب التي ترغب في إيصالها للقراء؟
الكتاب ليس مجرد تأريخ للأحداث، وإنما محاولة لفهم الدروس المستفادة من الثورات والصراعات السياسية، أريد أن أرسل رسالة مفادها أن الوعي الجمعي والمعرفة هما السبيل لحماية الوطن.
ما حدث في ثورة 30 يونيو كان مثالا حيا على قدرة الشعب المصري على التفاعل مع قدره والتصدي للتحديات.
الكتاب يعزز فكرة “إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر”، ليؤكد أن الإرادة الشعبية هي القوة الحقيقية التي يمكن أن تصنع التغيير.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA==
جزيرة ام اند امز
