جبهات جديدة للقتال في السودان.. «العين الإخبارية» ترصد خريطة السيطرة
اقتربت حرب السودان من عامها الثاني، فيما خريطة السيطرة والنفوذ ما زالت تتأرجح بين طرفي الصراع.
ومع تصلب مواقف قوات الجيش والدعم السريع، باتت فرص تحقيق السلام محدودة، إذ لا يتوقع أن تصمت أصوات الرصاص والمدافع قريبا، رغم الجهود الإقليمية والدولية.
وترصد “العين الإخبارية” خريطة السيطرة والنفوذ لطرفي الحرب، بعد تطورات ميدانية لافتة في الاسابيع الماضية، وتوقعات بفتح جبهات جديدة في الفترة المقبلة.
وأحكم الجيش السوداني، السبت الماضي، سيطرته على مدينة “ود مدني” عاصمة ولاية الجزيرة، في وسط السودان، باعتبارها منطقة استراتيجية، ما شكل تحولًا هائلًا في ميزان الصراع العسكري، فيما نقلت قوات “الدعم السريع”، عمليًا المعركة إلى شمال السودان، ما يعني اتساع رقة الحرب إلى ولايات آمنة نسبيًا وتتمتع بثقل اقتصادي وأمني وعسكري.
واستهدفت قوات “الدعم السريع” فجر أمس، بالمسيرات محطة الكهرباء الرئيسية في سد مروي، على بعد 450 كيلومترا شمالي العاصمة الخرطوم، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في عدة ولايات.
وطبقا لمصادر عسكرية تحدثت لـ “العين الإخبارية”، فإن المسيرات التي أطلقتها قوات “الدعم السريع”، هاجمت محطة كهرباء “سد مروي” وعطلت المحولات الرئيسة، رغم إسقاط الدفاعات الأرضية مسيرات أخرى حاولت استهداف أجزاء حيوية في جسم السد الذي يولد نحو 40% من الكهرباء المستهلكة في السودان.
وكانت قوات “الدعم السريع”، أطلقت مسيرات انتحارية، الأسبوع الماضي، تسببت في تلف جزئي بالمحطة التحويلية لكهرباء مدينة مروي بالولاية الشمالية، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في أجزاء واسعة من الولاية استمر عدة أيام.
ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تهاجم قوات “الدعم السريع” مدنا في ولايتي نهر النيل والشمالية بالمسيرات، التي استهدف أغلبها مطاري عطبرة ومروي بالولايتين، بداعي ممارسة الجيش أنشطة عسكرية فيهما.
جبهات قتال جديدة
وقال مصدر عسكري في “الدعم السريع”، لـ “العين الإخبارية”، إن “المرحلة المقبلة ستشهد نقل الصراع إلى ولايتي نهر النيل والشمالية، والسيطرة على مناجم الذهب ومخازن الأسلحة وإجبار قادة الجيش السوداني ورموز الحركة الإسلامية النافذين الذين ينحدرون من تلك المناطق، إلى وقف الحرب وتحقيق السلام في البلاد”.
وأضاف المصدر العسكري، الذي فضّل حجب هويته، أن المرحلة المُقبلة ستشهد تجهيز 6 آلاف مقاتل لفتح جبهات جديدة في مدن “الدبة” و “دنقلا” و “عطبرة” و “شندي” و “مروي”، شمالي السودان.
من جهته، قال الخبير العسكري، فخر الدين يوسف، إن “توازن الضعف ما زال يخيم على المشهد العسكري في السودان”، لافتا إلى أن أيا من الطرفين المتحاربين لا يمكنه تحقيق نصر حاسم على الأرض لاستلام البلاد بالكامل والاستحواذ على سلطة مُعترف بها دوليًا.
وأضاف يوسف، في حديث لـ “العين الإخبارية”: “الجيش السوداني سيطر أخيرًا على مدينة ود مدني، وهو نصر كبير، لكن بالمقابل فإن قوات الدعم السريع أطلقت مسيرات تحلق لمسافة 5 آلاف كيلومتر ووصلت إلى مدينة مروي شمالي السودان، وأحدثت أضرارا بالغة بمحولات الكهرباء”.
وأكد أن استمرار حرب الاستنزاف بهذه الطريقة سيحولها إلى حرب أهلية في ظل التجييش وتفشي خطاب الكراهية، داعيا إلى تشكيل جبهة مدنية عريضة لوقف الحرب وتحقيق السلام.
خريطة السيطرة
ومع بدء العام الجديد، أعلن الجيش السوداني، السيطرة على مدينة “ود مدني” عاصمة ولاية الجزيرة التي ظلت تحت قبضة قوات “الدعم السريع”، لأكثر من عام.
وحاليًا يسيطر الجيش على ولايات البحر الأحمر، كسلا، القضارف، سنار، نهر النيل، والشمالية من جملة الولايات البالغ عددها 18 ولاية.
كما تسيطر قوات “الدعم السريع” بشكل كامل على ولايات جنوب، شرق، وغرب ووسط دارفور، وأجزاء واسعة من الحدود مع تشاد وأفريقيا الوسطى، كما تتحرك بحرية على الحدود الشمالية الغربية مع ليبيا.
ويتقاسم الطرفان السيطرة والنفوذ في ولايات الخرطوم، الجزيرة، شمال دارفور، جنوب كردفان، شمال كردفان، غرب كردفان، والنيل الأزرق، والنيل الأبيض.
المواقع العسكرية
ومنذ اندلاع الحرب منتصف أبريل/نيسان 2023، يسيطر الجيش السوداني، وفق مصادر عسكرية تحدثت لـ “العين الإخبارية”، على ثكنات عسكرية ومواقع استراتيجية أبرزها: “سلاح الإشارة”، ومعسكر “الكدرو” ، ومعسكرات “الأسلحة” و “حطاب” و “العيلفون”، بمدينتي بحري وشرق النيل، في الخرطوم.
كما يسيطر على مقر “القيادة العامة” بوسط الخرطوم، وسلاح “المدرعات” وسلاح “الأسلحة” جنوبي العاصمة، و”سلاح المهندسين” و”السلاح الطبي”، وكلية “القادة والأركان”، و”الاحتياطي المركزي”، وقاعدة “وادي سيدنا” العسكرية بمختلف وحداتها وثكناتها العسكرية، بمدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم.
وطبقا للمصادر، فإن قوات “الدعم السريع”، ما زالت تسيطر على “مصفاة الجيلي”، منطقة “قري الصناعية”، معسكرات “المظلات”، “الجيلي”، “السواقة”، “أبو كراتين”، “الجريف شرق”، “كافوري”، في مدينتي بحري وشرق النيل.
كما تسيطر على مواقع استراتيجية بالعاصمة الخرطوم، أبرزها، “القصر الرئاسي”، “جياد الصناعية”، “مطار الخرطوم”، “بنك السودان المركزي”، “برج شركة زين للاتصالات”، “برج الفاتح”، مبنى “رئاسة الوزراء”، منطقة “السوق العربي”، مقر “الاستراتيجية العسكرية”، “أرض المعسكرات – سوبا”، “المدينة الرياضية”، “معسكر الباقير”، معسكر “الدفاع الجوي”، مقر “الاحتياطي المركزي”، معسكر “طيبة”، مقر “جهاز الأمن والمخابرات”، مباني “فرع الرياضة العسكري”، مباني “معهد الاستخبارات العسكرية”، أكاديمية “الأمن العليا”، إدارة “العمليات الخاصة”، مقر “الشرطة العسكرية”، “اللواء الخامس مشاة”، “المنطقة المركزية”، وزارة الداخلية، وزارة الخارجية، “كلية الشرطة”، مقر “رئاسة الوزراء”، وبقية جميع مباني الوزارات والمؤسسات الحكومية والمستشفيات ومقار الشركات العامة والخاصة.
خريطة الجسور
وحسب المصادر العسكرية، فإن الجيش السوداني يسيطر على جسور “كوبر” و “الحديد”، من اتجاه الخرطوم، و”الحلفايا” و”السلاح الطبي”، و”الفتيحاب”، و”شمبات” من ناحية مدينة أم درمان، ومقر “الإذاعة والتلفزيون” بحي “الملازمين” بمدينة أم درمان.
فيما تسيطر قوات “الدعم السريع” على جسور “سوبا”، و”شمبات”، من اتجاه بحري، و”كوبر” من اتجاه بحري، و”القوات المسلحة” من اتجاه بحري، و”توتي”، و “السلاح الطبي” من ناحية الخرطوم، و”الفتيحاب” من ناحية الخرطوم، و”خزان جبل أولياء”، جنوبي الخرطوم، ومدخل ولاية الخرطوم من اتجاه الشمال، ومدخل ولاية الخرطوم، من اتجاه شارع مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، ومدخل ولاية الخرطوم من ناحية ولاية النيل الأبيض.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز