جولة مسقط تفضح الحوثي.. أولوية لأسرى «الدم الأزرق»
كشفت جولة مسقط الأخيرة بين الحكومة اليمنية والحوثيين بشأن ملف الأسرى والمختطفين، عن عنصرية المليشيات، وعدم اكتراثها بإطلاق سراح أسراها.
اهتمام الحوثيين -خلال مفاوضات مسقط- لم يكن سوى بالمعتقلين الذين يُطلق عليهم “أصحاب الدم الأزرق”، من المنتمين لـ”السلالة المقدسة” عند المليشيات دونًا عمن غُرر بهم وقاتل معهم من غيرهم.
وهو ما كشفه أعضاء الوفد الحكومي المفاوض المشارك في مفاوضات مسقط الأخيرة، من خلال التلاعب بقوائم الأسماء تارةً، والحرص على إطلاق سراح أصحاب “الدم الأزرق” دون غيرهم من عامة الأسرى والمختطفين.
الألقاب الخاصة
عضو الوفد الحكومي، عبدالله أبو حورية، كشف هذه الحقيقة، من خلال الإشارة إلى أن الحوثيين، وفي كل جولات المفاوضات التسع السابقة، وحتى ما قبل جولات ستوكهولم، لم يكونوا يركزون إلا على أسماء معينة وقيادات محددة من المعتقلين.
وأضاف: وهي شخصيات يعتبرونهم من أصحاب “الدم الأزرق’، ومن ذوي الألقاب الخاصة، وهؤلاء فقط هم من يهتم بهم الحوثيون.
وتابع أبو حورية: «أما نحن في الوفد الحكومي، وبحسب توجيهات المجلس الرئاسي، فإن كل الأسرى والمختطفين هم أولوية ولا ميزة أو تفرقة فيهم».
ويشير أبو حورية إلى أن “الوفد الحكومي تفاوض على إطلاق سراح مئات الأسرى من المحافظات الجنوبية وقوات العمالقة والمقاومة الوطنية، وأسرى جبهات مأرب وكتاف وميدي، وكل الكتاف، جميعهم تم إطلاق سراحهم قبل أن يخرج ابن وشقيق عضو المجلس الرئاسي طارق صالح”.
وتابع: “هذا دليل أنه لا يوجد لدينا فرق، وأن هؤلاء جميعهم أولادنا، ولن نتقاعس عن إطلاقهم حتى ننهي هذا الملف ونبيضه ونعمل على تصفيره، ونخرج كل الأسرى والمعتقلين والموقوفين قسريا من كل الأطراف، بحسب أبو حورية.
اختراق مهم
وتحدث أبو حورية عن الاتفاق خلال مفاوضات مسقط على موضوع إطلاق سراح محمد قحطان والتوقيع رسميا برعاية أممية، وقال: “أعتقد أن هذا التوقيع اختراق مهم، لأن 9 جولات سابقة، و9 سنوات وملف محمد قحطان كان هو العائق لكثير من اللقاءات”.
ولفت إلى أن “الفريق الحكومي استطاع أن يصل إلى حل لهذا الملف، ونجحنا في تبادل قوائم وناقشنا مئات الأسماء، وتحدثنا عن كثير من الأسماء التي تم الموافقة عليها من الطرفين”.
واستدرك: “لكننا فوجئنا في اليوم السادس تقريبا من المحادثات بتغير موقف وفد مليشيات الحوثي بشكل كلي ورفع سقف الطلبات بشكل تعجيزي”.
وحدة «الصف الجمهوري»
وخاطب أبو حورية ما وصفه بـ”الصف الجمهوري”، وقال “إننا كممثل للمقاومة الوطنية لدينا توجيهات صريحة من رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية العميد طارق صالح، أننا لا يمكن أن ننزلق إلى معارك جانبية سياسية أو إعلامية أو عسكرية، وهذا أمر مستحيل”.
وواصل: “رؤيتنا واضحة وبوصلتنا صنعاء، ويستحيل أن ننشغل بمعارك جانبية، لذلك أنا أنصح كل الأطراف أن نبتعد جميعا عن المزايدات وعن التجريح في بعضنا، فأمامنا وطن منهوب وتحديات كبيرة».
وأضاف: «خلافاتنا مع أطراف الشرعية قد تكون خلافات سياسية، لكن خلافنا مع الحوثي خلاف وجودي، وهذا هو الشيء الخطير، وعلينا جميعا توحيد صفوفنا وأن نكون على مستوى التحديات الماثلة».
وحذر أبو حورية من أن كلمة عبدالملك الحوثي الأخيرة خطيرة جدا، والتصعيد في كل مراحله خطير جدا على مستقبل اليمن ومستقبل أولادنا؛ لذلك دعا إلى توحيد الصف الجمهوري وأن المقاومة الوطنية تنظر إلى أهمية جبهة مأرب بنفس أهمية جبهة الساحل، وجبهة الضالع وميدي وكتاف وشبوة، وسقوط أي جبهة هو سقوط لنا جميعا”.
مماطلة الحوثيين
وتطرق أبو حورية إلى مماطلة الحوثيين وتهربهم من عقد لقاءات لمناقشة ملف الأسرى، وقال: لأكثر من 3 مرات، خلال عام و3 أشهر، يرفض الحوثي الحضور إلى أي مكان يتم الاتفاق عليه مع الأمم المتحدة.
حيث تم الاتفاق أن يكون هناك لقاء في سويسرا، في جنيف أو بيرن، لكن في آخر لحظة تراجع الحوثيون عن هذا، ثم كان اتفاق أن يكون هناك لقاء في العاصمة الأردنية عمان، وتراجعوا قبل اللقاء بأسبوعين، وفقا لأبو حورية.
وأضاف: الاتفاق كان مقررا في نهاية شهر أبريل/نيسان من العام الجاري، وكان الحوثي قد سلم رسالة رسمية إلى المبعوث الأممي، عبر رئيس الوفد الحوثي المفاوض محمد عبدالسلام، تضمنت الموافقة على اللقاء، لكننا فوجئنا بتراجع الانقلاب عن الموعد بأسبوعين للحضور إلى عمان.
واستطرد: “بعدها حاولت مليشيات الحوثي فرض أماكن معينة للاجتماع، ونحن عرضنا عدة أماكن منها الكويت والرياض، وعدن وسويسرا والأردن، لكن مليشيات الحوثي أصرت على مسقط، وكانت تظن أن الوفد الحكومي سيرفض، لكننا ومن أجل الأسرى وعائلاتهم ذهبنا للتفاوض ورغم ذلك أفشلها الحوثيون لاحقا بمطالبات تعجيزية”.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز