اخبار لايف

«حتى منتصف الليل».. هكذا يدير ترامب البيت الأبيض


بعيدًا عن البروتوكولات، يتبنى ترامب نهجًا يمزج بين الاجتماعات المتداخلة والتفاعل المباشر، محولا البيت الأبيض لخلية نحل تعجّ بالنشاط.

فمنذ استيقاظه في الساعات الأولى من الصباح وحتى منتصف الليل، يمضي الرئيس ترامب يومه في اجتماعات مكثفة، واتخاذ قرارات مثيرة للجدل، وعقد مباحثات مع قادة العالم، في مشهد يعكس تصميمه على إعادة ترتيب الأولويات الوطنية بوتيرة غير مسبوقة، بحسب صحيفة “نيويورك بوست” الأمريكية.

وبينما يضع ترامب ثقته في شخصيات بارزة مثل إيلون ماسك لقيادة مبادرات الإصلاح الحكومي، يواصل ترامب تحدي الأعراف، محققًا تأثيرًا واسع النطاق يمتد من السياسة الداخلية إلى العلاقات الدولية. في هذا السياق، يصبح البيت الأبيض ليس فقط مركزًا للسلطة، بل ساحةً لحراك متسارع يعكس رؤية رئيس يرى في كل لحظة فرصة لإحداث تغيير جوهري.

ويشير التقرير الذي طالعته “العين الإخبارية”، أن ترامب صافح، خلال هذه الفترة الزمية القليلة من تولية منصبه، عددًا هائلًا من الأشخاص لدرجة أن يده اليمنى باتت مغطاة بشكل شبه دائم بضمادة بلون الجلد، تغطي الكدمات والخدوش الناتجة عن حماس أنصاره أثناء المصافحة.

يبدأ ترامب يومه في الساعة السادسة صباحًا، وتنتهي عادةً قرب منتصف الليل، بعد عشاء ودي مع شخصيات بارزة داخل البيت الأبيض.

وعلى الرغم من بلوغه 78 عامًا، إلا أنه يبدو أكثر نشاطًا من معظم الأشخاص الذين يصغرونه بأربعة عقود.

عند استيقاظه، يقول ترامب إن أول ما يخطر بباله هو “العمل.. كل شيء عمل.. الآن، إنه عمل سياسي.”

ويضيف متهكمًا على سلفه: “لا أفكر في الاستجمام أو الذهاب إلى الشاطئ مثل جو بايدن النائم، الذي غلبه النعاس أمام الصحفيين. كيف تغفو أمام الصحافة؟”

ويعود ترامب إلى منزله في بالم بيتش يوم الجمعة لقضاء ليلتين في أجواء دافئة، حيث يقف أعضاء ناديه الخاص “مار إيه لاغو” الأنيقون مصفقين له كلما دخل إلى الشرفة الذهبية لتناول العشاء، الذي يضم في قائمته أطباقًا منزلية مثل “رغيف اللحم الخاص بماري ترامب”.

وخلال أقل من 3 أسابيع، أحدث ترامب ضجة في الولايات المتحدة والعالم بنشاطه المتواصل، إذ وقع على 500 إجراء تنفيذي، وعقد اجتماعات في البيت الأبيض مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ورئيس وزراء اليابان شيغيرو إيشيبا، كما تحدث مع عشرات القادة العالميين والسياسيين الأمريكيين.

وتقول كبيرة موظفي البيت الأبيض، سوزي وايلز، لمؤيدي ترامب لتبرير وتيرة العمل السريعة: “لدينا بلد يجب إنقاذه”.

وعلى النقيض من سلفه الذي كان يفضل اللقاءات الصحفية المحدودة، يعقد ترامب مؤتمرات صحفية حاشدة ويجيب عن أسئلة الجميع.

كما يبدي الرئيس الأمريكي فخره بكارولين ليفيت، التي أصبحت أصغر متحدثة باسم البيت الأبيض في التاريخ عن عمر 27 عامًا، وقد نالت إشادة الصحافة والجمهور، لدرجة أنها حظيت بترحيب حار عند ظهورها في “مار إيه لاغو” ليلة الجمعة.

وأعرب ترامب عن فخره بالملياردير إيلون ماسك، الذي يقود جهودًا للقضاء على الهدر والفساد، موفرًا أكثر من تريليون دولار سنويًا لدافعي الضرائب.

ويترأس ماسك فريقًا من العباقرة الشباب داخل “إدارة الكفاءة الحكومية” (DOGE).

وبعد إحداث تغييرات كبيرة في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، قال ترامب: “أعتقد أنه يجب إغلاقها ودمجها ضمن وزارة الخارجية”.

ومنح ماسك الإذن يوم الجمعة الماضي لتوظيف 45 فردًا إضافيًا من شركاته التكنولوجية المختلفة. وستكون المهمة التالية مراجعة وزارة الدفاع، وربما مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووكالة المخابرات المركزية (CIA).

ويقول ترامب: “إنه أعظم شيء حدث لهذا البلد منذ سنوات. إنهم يكشفون عن الهدر والاحتيال والفساد الذي لم يعتقد أحد أنه سيتم البحث عنه”.

ويضيف: “كنت أعلم أن هناك فسادًا، لكن لم يكن لدي فكرة عن حجمه. كنت أعتقد أن من بين كل 100 قضية، سيكون هناك فساد في 2 فقط.. لكن الواقع عكس ذلك، فـ98 قضية من أصل 100 كانت فسادا.. إنه أمر فظيع”.

وبحسب التقرير ذاته، يتعامل ترامب مع ماسك بمودة أبوية، ويرى أن أغنى رجل في العالم “ربما” يعتبره شخصية أبوية في حياته، ويصفه قائلاً: “إنه شخص مختلف.. رجل جيد جدًا.. ذكي للغاية.. لطالما اعتقدت أنه انطوائي، لكنه أصبح اجتماعيًا بشكل مذهل.. إنه يشعر أن ما يفعله الآن هو أحد أهم الأمور التي يمكنه القيام بها”.

وزار ماسك والصحفي تاكر كارلسون المكتب البيضاوي، وكانا يرتديان قبعات “MAGA” الحمراء الضخمة. وقد خصص ترامب غرفة صغيرة بجوار المكتب البيضاوي، والتي كان يطلق عليها سابقًا “غرفة مونيكا”، لعرض مختلف منتجات حملته مثل القبعات والأحذية الذهبية وزجاجات المياه ونسخ من كتبه المصورة.

بعد الاجتماع، نشر ماسك على منصته “إكس” للتواصل الاجتماعي قائلًا: “أنا أحب دونالد ترامب بقدر ما يمكن لرجل مستقيم أن يحب رجلًا آخر”.

aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز US

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى