حزب الله يضبط بوصلة الحوثي.. تكريس الارتهان واختطاف للقرار
تشكل سيطرة حزب الله اللبناني على موارد الحوثي وتشكيل مجلس خبراء لإدارة ملفات الجماعة عسكريا وأمنيا ومدنيا، خطوة يراها مراقبون “مصادرة لقرار وصلاحيات المليشيات”.
واعتبر خبراء يمنيون إدارة حزب الله لملف الموارد المالية الحوثية وتشكيل مجلس خبراء بصنعاء لإدارة القرار الأمني والعسكري والمدني للانقلابيين “أفقد المليشيات حق التحكم بقرارها وصلاحياتها وكرس ارتهانها المطلق للنظام الإيراني”.
وكانت مصادر خاصة أكدت لـ”العين الإخبارية”، إسناد حزب الله مهمة إدارة الموارد التي تجنيها مليشيات الحوثي في مناطق سيطرتها إلى لجنة خاصة يترأسها أحد خبرائه المتواجدين في صنعاء وكنيته أبو رضوان وذلك للتحكم بالنفقات العسكرية للجماعة.
يأتي ذلك عقب تشكيل مجلس خبراء بصنعاء ليكون سلطة عليا للمليشيات الحوثية، وقد ضم خبراء عسكريين وأمنيين من حزب الله وإيران وخبيرا عسكريا من العراق وقيادات حوثية تمثل زعيم الجماعة أحدهم القيادي أحمد حامد مدير ما يسمى بمكتب الرئاسة، وفقا لذات المصادر.
ارتهان قرار الحوثي
وتعليقا على ذلك، قال مدير مركز “سوث 24” للأخبار والدراسات في عدن، يعقوب السفياني، إن “توجه إيران نحو تشكيل مجلس خبراء لإدارة القرار الأمني والعسكري والمدني لمليشيات الحوثي هو محاولة من إيران وحزب الله لإحكام السيطرة على مصدر قرار المليشيات”.
وقال السفياني خلال حديثه لـ”العين الإخبارية”، إن “التوجه الإيراني سينعكس على توجه المليشيات الحوثية المستقبلي، من خلال مزيد من الارتهان لقرار الحوثي لطهران”.
وأضاف أن “ذلك سيؤدي إلى مزيدٍ من الانقسام في صفوف الحوثيين، كونهم مكونين من عدّة أجنحة، هناك الجناح الرئيسي، والسياسي، والجناح المتطرف، الذي يُوجَه من طهران بشكل مباشر، والذي يُعد أكثر أُصولية وأيدلوجية للولاية الخمينية”.
وأشار السفياني إلى أن “مليشيات الحوثي تعد جزءا مما يسمى بمحور المقاومة بقيادة إيران، فيما يعتبر حزب الله في لبنان من أكبر مجموعات ذلك المحور، وأكثر خبرة وتسليحا وتدريبا، وبرزت خلال سنوات الحرب في اليمن العديد من التقارير الموثوقة عن وجود خبراء من حزب الله والحرس الثوري الإيراني في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي”.
ولفت إلى أن “خبراء حزب الله والحرس الثوري هم الذين يديرون منذ وقت طويل عمليات الحوثيين العسكرية بالبلاد، ويشاركون في صناعة اقتصاد وتمويلات الحرب الحوثية، وكثير من التفاصيل بما في ذلك الجانب المالي والعسكري والأمني والاستخباراتي للمليشيات”.
توجيه بوصلة الحوثي
من جهته، يقول الخبير العسكري اليمني العقيد محسن ناجي، إن إيران أسندت فعليا لحزب الله مهمة الإشراف العسكري والمادي على الحوثي، حيث أصبح حزب الله له دور هام في توجيه البوصلة العسكرية والمادية للجماعة وذلك بما لا يخل بالتوجه السياسي الإيراني في المنطقة.
وأوضح ناجي لـ”العين الإخبارية”، أن “علاقة إيران بأذرعها العسكرية في المنطقة علاقة معقّدة، وتقوم بالأساس على العديد من الجوانب العقائدية والسياسية والعسكرية والأمنية”.
ويضيف أن “حزب الله، هو من يمسك بالملف العسكري الحوثي من خلال خبرائه العسكريين والتقنيين المتواجدين في اليمن إلى جانب الخبراء الإيرانيين الذين لهم دور أيضاً في الإشراف على العمليات العسكرية الحوثية ضد الحكومة اليمنية، وعلى السفن التجارية في الممرات الملاحية الدولية”.
كما أن “حزب الله أيضاً وخلال الفترة الأخيرة بدأ يدير ملف الموارد المالية التي تتدفق على مليشيات الحوثي سواء كانت من المناطق التي تسيطر عليها أو من الأموال القادمة عن طريق إيران والتي تأتيهم عن طريق الحزب ذاته، وهو الذي يشرف بشكل مباشر على ملف أموال الحوثي”، وفقا للخبير العسكري.
وأشار الخبير العسكري إلى أن حزب الله اللبناني يسيطر أيضاً على الدعم الذي تحصل عليه المليشيات من خلال التجارة العابرة غير المشروعة بالمخدرات والأسلحة المهربة عبر منافذ التهريب المنتشرة في شمال وغرب البلاد.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز