حمى التطوع تتلاشى مع فقدان الثقة.. الجيش الأوكراني مرهق ومأزوم
تواجه الجهود المبذولة لتجنيد الشباب الأوكراني عراقيل بسبب السياسة والتركيبة السكانية والإحجام المتزايد عن الانضمام إلى الجيش.
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن القوات الأوكرانية في حاجة ماسة إلى قوات جديدة لصد الهجمات الروسية الضخمة، لكن التردد السياسي يترك وحدات الخطوط الأمامية في حالة مهترئة.
وبحسب الصحيفة، فقد تسبب فشل الهجوم المضاد الكبير الذي شنته أوكرانيا العام الماضي وفقدان عشرات الآلاف من الجنود في هذه العملية واستنزاف القدرات العسكرية، في هز ثقة الأوكرانيين في قدرتهم على استعادة الأراضي وتبديد قوتهم البشرية.
يضاف إلى ذلك، ما ذكرته استخبارات الجيش الأوكراني من أن روسيا، التي يبلغ عدد سكانها 3 أضعاف سكان أوكرانيا، وترسل آلاف الجنود في هجماتها أسبوعياً، ويُمكنها تجنيد 30 ألف جندي جديد كل شهر.
قصور عملية التجنيد:
لا يزال مشروع القانون الذي يهدف إلى توسيع عملية التجنيد في أوكرانيا عالقا في البرلمان الأوكراني، بعد أشهر من النقاش، حيث يمثل نقص الجنود أكبر تحدٍ يواجه أوكرانيا إلى جانب نقص الذخيرة.
في بداية الحرب، كانت أوكرانيا تعتمد على متطوعين تدفقوا إلى مكاتب التجنيد، لكن هذه الموجات من التطوع تراجعت. واعترف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أيضاً بضرورة منح الجنود الذين يقاتلون منذ عامين راحة.
لكن عملية التجنيد في أوكرانيا تشوبها أوجه قصور. ففي الوقت الذي يبلغ فيه عدد أفراد الجيش الأوكراني ما يقرب من 600 ألف جندي، إلا أن غالبيتهم يؤدون أدواراً داعمة بعيداً عن القتال على الجبهة.
وفي الصيف الماضي، أقال زيلينسكي جميع المسؤولين عن التجنيد في الجيش في جميع مناطق البلاد بعد سلسلة فضائح فساد. ولا يزال مئات الآلاف من الرجال يتهرّبون من التقدم للتجنيد.
التجنيد الإجباري:
أشارت الصحيفة إلى أن مكاتب التجنيد، كثيراً ما تقيم نقاط تفتيش في الشوارع، وتوقف الرجال في سن القتال وترسلهم إلى شرق البلاد. ويقول بعض الرجال إنهم تعرضوا للضرب أو الاحتجاز لعدة أيام حتى وقعوا على أوراق التجنيد. ومع ذلك، تجنب مئات الآلاف من الرجال التسجيل، وفقاً للصحيفة.
وأشارت “وول ستريت جورنال”، إلى انتشار مقاطع فيديو على الإنترنت، تُظهر هروب شباب من المُجنِدين العسكريين في مدن في جميع أنحاء البلاد.
وقال أوليه سينلتشينكو، أوكراني يبلغ عمره 24 عاماً، للصحيفة: “لا أستطيع أن أقول إنني أشعر بأنني متهرب من الخدمة العسكرية”. وانضم شقيقا سينلتشينكو إلى الجيش في وقت مبكر من الحرب، لكنهما حذراه من مجرد التسجيل للالتحاق بالجيش.
وأضاف سينلتشينكو: “لم أتلق أي استدعاء. معظم الناس في البلاد يجلسون في منازلهم ويتظاهرون بأن لا شيء يحدث”.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز