اخبار السعودية

خطاب التغيير حين يتجاوز حدّه

فالنفس لا تتغير بالقسوة، بل بالأمان.

وفي فضاءات الوعي وتطوير الذات، صارت بعض الرسائل تُقدَّم بنبرة تُشبه صوت القاضي أكثر من صوت المرافق؛

رسائل تبدأ بنية التوجيه، لكنها تصل أحياناً محمّلة بلغة تأنيب، وكأنها تُعلّق على باب المستمع لافتة تقول: “أنت السبب.”

ومع تكرار هذا النمط، بدأ البعض يشعر بالخوف من الاستماع أصلاً.

ليس خوفاً من النصيحة نفسها، بل من الأثر الذي تتركه خلفها:

شعور بالنقص، بعدم الجدارة، بأن الآخرين يتقدمون وهو ما زال واقفاً.

أحياناً، يخرج أحدهم من بودكاست قصير وهو يحمل همًا لم يكن فيه قبل دقائق،

وتنتابه أفكار مربكة:

هل أنا وحدي الذي لم يتجاوز؟

لماذا لا أملك تلك الشجاعة التي يتحدثون عنها؟

هل فشلي صمتٌ مني؟ تقاعس؟ أم عيب في تكويني؟

وبين هذه الأسئلة، تبدأ النفس بالانسحاب، لا من الوعي… بل من الألم المغلّف بكلمات منمقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى