اخبار لايف

خطة لوقف حرب أوكرانيا.. دروس من الماضي ومقترحات للمستقبل


بعد أكثر من ثلاث سنوات على اندلاع الحرب في أوكرانيا، لا تزال الجهود الرامية لإنهاء الصراع تواجه عقبات كبرى، في وقت تتمسك فيه كل من موسكو وكييف بهدف تحقيق انتصار حاسم.

وفي ظل تشكك الطرفين في جدوى أي هدنة، خشية أن تكون مهلة لإعادة التنظيم والاستعداد لجولة قتالية جديدة، تبرز تحديات عملية هائلة، أبرزها كيفية مراقبة خط تماس يمتد لأكثر من ألفي ميل، وفقا لموقع مجلة ريسبونسبول ستيت كرافت.

في هذا السياق، قدمت مؤسسة “راند” الأمريكية للأبحاث تقريراً يوضح أن هذه العقبات يمكن تجاوزها عبر اتباع خطوات مدروسة، مستندة إلى دروس من تجارب سلام سابقة ناجحة.

دروس من فشل اتفاقيات مينسك

يشدد التقرير على ضرورة تجنب أخطاء اتفاقيات “مينسك” التي سبقت العملية العسكرية الروسية الشاملة في 2022، والتي فشلت بسبب غموض بنودها، وضعف آليات التنفيذ والمساءلة، وعدم وضوح آلية التعامل مع الخروقات.

كما يلفت إلى أن المفاوضات آنذاك جرت بعجلة، وبغياب الخبراء الفنيين، وتحت ضغط ميداني متصاعد.

مقترحات عملية لاتفاق مستدام

يدعو خبراء “راند” إلى ضرورة قيام القادة الغربيين بالتحضير المسبق والمبكر لصياغة اتفاق لوقف إطلاق النار، وذلك قبل الدخول في مفاوضات رسمية، لتجنب أخطاء الماضي التي نتجت عن التسرع والضغوط الميدانية.

ويؤكدون على أن يكون أي اتفاق مستقبلي مُصمّماً ليكون قابلاً للاستمرار، من خلال تضمينه آليات مساءلة قوية وواضحة للتعامل مع أي انتهاكات محتملة، وهو عنصر كان غائباً بشكل كبير في الاتفاقيات السابقة.

كما يشدّد التقرير على أهمية الوضوح والتحديد الدقيق لأدوار ومسؤوليات جميع الأطراف المشاركة في العملية، بما في ذلك القوى الدولية الضامنة، لضمان عدم وجود غموض قد يؤدي إلى تفسيرات متضاربة وإفشال الاتفاق.

وإدراكاً للجذور العميقة للنزاع، يوصي التقرير بألا يقتصر النقاش على وقف القتال فحسب، بل يمتد ليشمل فتح مسار تفاوض منفصل ومتوازن يعالج هواجس روسيا الاستراتيجية، ولا سيما موضوع التوسع المستقبلي لحلف الناتو شرقاً، والذي يُعد أحد المفاتيح الأساسية لأي تسوية سياسية شاملة.

التكنولوجيا بديلاً عن القوات البشرية

يواجه تطبيق أي اتفاق تحديًا لوجستياً هائلاً يتمثل في مراقبة خط تماس يتجاوز طوله ألفي ميل.

وبحسب المعايير التقليدية لعملية حفظ السلام، قد تتطلب هذه المهمة نشر ما يقارب 330 ألف جندي، وهو رقم غير واقعي بالمرة في ظل الظروف الراهنة.

لذلك، يقترح التقرير حلاً مبتكراً يعتمد على التكنولوجيا لتعويض النقص الحاد في العنصر البشري، وذلك عبر نشر طائرات مسيّرة (درونز) مزودة بتقنيات مراقبة متطورة لتغطية المساحات الشاسعة والمناطق الريفية الممتدة، إلى جانب تركيب شبكات من الكاميرات وأجهزة الاستشعار الثابتة في المناطق الحضرية والضواحي لتشكيل نظام مراقبة متكامل ومستمر، مما يمكن أن يوفر آلية مراقبة فعالة وقابلة للتطبيق عملياً.

إرادة التفاوض والضغوط المطلوبة

تبقى هذه المقترحات حبراً على ورق دون اقتناع الأطراف المتحاربة بضرورة التفاوض. فبينما تمتلك أوكرانيا حافزاً للتفاوض بسبب وضعها العسكري الصعب، ترفض روسيا حتى الآن إنهاء الحرب فورياً رغم الضغوط الناتجة عن الهجمات على بنيتها التحتية للطاقة.

ويلاحظ التقرير أن تغيير حسابات موسكو يتطلب ضغوطاً ملموسة، مشيراً إلى أن العقوبات الغربية لم تحقق التأثير المطلوب، في حين أثبت الدعم العسكري المستمر لأوكرانيا فعاليته الأكبر.

ويخلص إلى أن على الغرب، والولايات المتحدة خاصة، إرسال رسالة واضحة إلى موسكو مفادها الاستعداد لمواصلة تسليح أوكرانيا دون سقف زمني.

صفقة سلاح جديدة بتمويل أوروبي

في سياق متصل، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الموافقة على أول حزمة تسليح لأوكرانيا بتمويل أوروبي، بقيمة 500 مليون دولار، تشمل صواريخ دفاع جوي وذخائر لمنظومات “هيمارس”.

وقد بدأت الشحنات بالوصول بالفعل، فيما تتوقع تقارير موافقة واشنطن على مزيد من صفقات السلاح لكييف قريباً.

aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA==

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى