خطوة الطاقة الذرية المحفوفة بالمخاطر.. سيناريوهات وتوقيت الرد الإيراني
بعد تبني مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي، قرارا يدين تكثيف إيران لبرنامجها النووي، توعدت طهران بالرد.
ورغم ترددها في الآونة الأخيرة خشية تصعيد التوتر في الشرق الأوسط، أيدت الولايات المتحدة القرار الذي قدمته لندن وباريس وبرلين ووافق عليه 20 بلدا من أصل 35. وصوتت روسيا والصين ضد القرار فيما امتنعت 12 دولة عن التصويت وغاب عضو واحد.
ويتضمن القرار، الأول منذ أكتوبر/تشرين الأول 2022، مزيدا من الانتقادات لإيران، إلا أن الأخيرة اعتبرت أن هذه الخطوة «متسرّعة وغير حكيمة»، وحذّرت من «تأثير مدمّر على عملية التفاعل الدبلوماسي والتعاون البنّاء».
فكيف سترد إيران؟
يقول معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن لطهران تاريخا في تصعيد «انتهاكاتها» النووية بعد التوبيخ العلني؛ محذرًا من أن التصعيد الإيراني المتوقع، قد يكون له آثار إقليمية سلبية، وخاصة في الأوضاع الحالية.
وبحسب معهد واشنطن، فإن قرار الوكالة الدولية، يعد «خطوة محفوفة بالمخاطر»، مشيرًا إلى أن قرارات الرقابة السابقة الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية دفعت طهران إلى الانتقام بدلاً من التعاون.
واستدل على رؤيته ببعض الوقائع، التي من بينها:
- يونيو/حزيران 2022، أزالت طهران، بعض كاميرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية من المنشآت النووية، ردًا على اللوم الذي تعرضت له.
- نوفمبر/تشرين الثاني 2022.. بدأت إيران في تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%.
- مارس/آذار 2023.. عندما زار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إيران، وحصل على وعود لحل هذه الخلافات وغيرها، تعثرت طهران في الوفاء بالتزاماتها، ثم صعدت الوضع بعد بضعة أشهر من خلال حظر بعض مفتشي الوكالة الأكثر خبرة.
- وزار غروسي إيران مرة أخرى الشهر الماضي لكنه عاد إلى مقره في فيينا محبطًا بسبب «عناد» طهران، بحسب المعهد الأمريكي.
وفي مقابلة مع مجلة «الإيكونوميست» بعد وقت قصير من رحلته، ذكر غروسي، أن الاتفاق النووي لعام 2015 أصبح الآن «قشرة فارغة».
وفي الواقع، زاد نشاط التخصيب الإيراني والانتهاكات الأخرى بشكل كبير في السنوات التي تلت انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الصفقة في عام 2018. وفشلت المفاوضات مع إدارة بايدن.
وبحسب معهد واشنطن، فإن كيفية رد طهران على انتقادات الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجديدة هي مجرد تخمين، لكن وجود رد من نوع ما يكاد يكون مؤكداً.
ورغم ذلك، إلا أن الرد الإيراني المتوقع قد يتأخر بسبب تحطم المروحية الأخيرة الذي أودى بحياة رئيسها ووزير خارجيتها، وحفز الاستعدادات لإجراء انتخابات طارئة.
فماذا يعني دخول إيران النادي النووي؟
يقول معهد واشنطن، إن دخول إيران إلى نادي الأسلحة النووية سيكون له عواقب بعيدة المدى أكبر من تلك التي حدثت قبل عقدين من الزمان بدخول كوريا الشمالية.
وبحسب غروسي، فإن «الشرق الأوسط مختلف تمامًا. هنا، سيكون لديك وضع من شأنه أن يؤدي إلى قيام المزيد من البلدان، إن لم تكن تسعى علنًا للحصول على أسلحة نووية، بمحاولة الاقتراب من ذلك؛ لأنها ستشعر بأن نظام ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية فاشل».
وأعرب غروسي، عن المخاوف بشأن الانتشار النووي، قائلا: «للأسف، ما نراه هو اتجاه، وجاذبية متزايدة، وإغراء الأسلحة النووية موجود. لا يمكننا أن ننكر ذلك. إنه أمر مؤسف للغاية».
وفي مارس/آذار الماضي، أشار مسؤولو المخابرات الأمريكية إلى أنه لا يوجد دليل على أن إيران تحاول حاليًا تخصيب اليورانيوم الخاص بها، لكن العديد من المراقبين يشككون في هذا التقييم، كما يتضح من التقارير المتكررة التي تفيد بأن إيران لن تحتاج سوى إلى بضعة أيام لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب.
لكن ما رد أوروبا المتوقع على أي خطوة إيرانية؟
يقول معهد واشنطن، إنه يمكن للمسؤولين الأوروبيين أن يقرروا إطلاق رصاصة أخرى على طهران من خلال التهديد بـ« إعادة» العقوبات الدولية التي تم تعليقها بموجب الاتفاق النووي لعام 2015.
إلا أنه مع ذلك، لا يبدو أن مثل هذا الإجراء محتمل قبل عام 2025، عندما ينتهي رسميا بند إعادة فرض العقوبات من تلقاء نفسه بموجب شروط الصفقة.
ومع الانتخابات الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني، والانتخابات البريطانية في يوليو/تموز، والانتخابات البرلمانية الفرنسية التي أُعلن عنها للتو في وقت لاحق من هذا الشهر، ربما يكون هناك الكثير من الأجزاء المؤثرة بالنسبة لأي متابعات غربية جريئة لقرار الرقابة في عام 2024.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز