خور أمبيخة.. متحف حي للأنظمة البيئية في حضرموت
أدرجت الحكومة اليمنية مؤخرا “خور أمبيخة” على قائمة المحميات الطبيعية وذلك استجابة لمطالب نشطاء البيئة
ويتميز هذا الوادي بالأرضي الرطبة الوحيدة في حضرموت (شرق) وينفرد بنمو وتكاثر أشجار المانجروف من نوع AVICENA Marina على طول ساحل المحافظة المطلة على بحر العرب.
ووفقا لمصادر بيئة فإنه بجانب أشجار ”المانجروف”، وهي من الأشجار الاستوائية النادرة، والتي تزدهر في ظروف لا يمكن أن تتحملها معظم الأشجار، تستوطن في خور أمبيخة بعض الطيور النادرة، منها “الطائر الحزين الرمادي”، و”البلشون الأبيض”، والطيور المائية والمهاجرة.
كما تضم المحمية أكثر من 300 كائنا بحريا وتعد متحف حيا للأنظمة البيئية وخاصة الأنظمة البيئية للأراضي الرطبة وغنية بالتنوع الحيوي، طبقا لذات المصادر.
وقعت اليمن في عام 2006 على الاتفاقية الدولية لحماية الأراضي الرطبة والمحميات الطبيعية؛ وهي التي تمتلك عديد محميات تنتشر في مناطق واسعة من البلاد، خاصة في المناطق الساحلية كعدن وحضرموت وشبوة.
وكان رئيس مجلس الوزراء اليمني أحمد بن مبارك أقر مؤخرا على انشاء وإدارة الأرض الرطبة “خور امبيخة” بمديرية المكلا حاضرة حضرموت كمحمية طبيعية، بهدف توفير إدارة سليمة للموارد الطبيعية وحماية الأحياء المهددة والنادرة.
وتسعى الخطوة لتحقيق الحكومة اليمنية التزاماتها تجاه الاتفاقية الدولية للأراضي الرطبة، إذ يحوي خور امبيخة العديد من أنواع النباتات والطيور وغيرها والتي تشكل إمكانية كبيرة لتهيئته للسياحة البيئية والتعليمية.
تهديدات بشرية
قال مواطنون في حضرموت إن الوضع في منطقة خور امبيخة الراهن، كان يهدد تحولها إلى محمية طبيعية إثر انتشار المخلفات البشرية في المنطقة، وتهديدها للحياة الطبيعية فيها، مما يستدعي تحرك السلطات.
وبحسب المواطن علي الحاج، وهو أحد السكان قرب المنطقة أن هناك مخلفات ونفايات، ومياه صرف صحي، منتشرة مما يهدد زوال التنوع البيئي في المنطقة.
وأكد خلال حديثه لـ”العين الإخبارية”، أن تحركات السلطة المحلية بالمحافظة، وتوجيهات الحكومة اليمنية، مبادرة ضرورية للحفاظ على ما تبقى من المنطقة، التي تمتلك مميزات بيئية كبيرة تجعلها محمية طبيعية بامتياز.
تناقص الغطاء النباتي
المنطقة كغيرها من مناطق اليمن، تعرضت لمخاطر بيئية عديدة، نتيجة التغيرات الحادة في المناخ.
ويقول المختص في زراعة أشجار المانجروف، بسام ريدان، إن كافة المؤشرات تؤكد أن شجرة المانجروف بدأت بالتناقص داخل منطقة خور أمبيخة، بالإضافة إلى أن سائر الغطاء النباتي فيها يتعرض لنفس المشكلة.
وأرجع ريدان، في حديثه مع “العين الإخبارية” أسباب هذا التراجع إلى “الظروف البيئية المحيطة بالمنطقة، الناتجة عن التغيرات المناخية، واختلاف درجات الحرارة، وتغير حالة المياه، وانتشار أشجار مُنافسة”.
ووصف ريدان التوجيهات الحكومية بأنها “خطوة في الطريق الصحيح لاستعادة رونق المنطقة، وحماية التنوع الحيوي والبيئي الذي تتمتع به، والحفاظ على كونها متحفا حيا وطبيعيا للحياة البيئية”.
متنفس طبيعي
من جانبها، قالت مديرة الهيئة العامة لحماية البيئة في ساحل حضرموت، المهندسة نجوى بن زيدان، إن السلطات في حضرموت أقرت على ضرورة إزالة كافة الانتهاكات الموجودة في خور أمبيخة.
وأضافت بن زيدان لـ”العين الإخبارية” أن ذلك يأتي للحفاظ على المنطقة كمحمية طبيعية ومتنفس طبيعي للأهالي والمواطنين القادمين إليه من كل المحافظات.
يشار إلى أن التوجيهات الحكومية كلفت وزارتي المياه والبيئة والشؤون القانونية بالتنسيق مع السلطة المحلية بمحافظة حضرموت، لاستكمال إجراءات إعلان خور امبيخة محمية طبيعية، وحماية الأراضي المحيطة من الاعتداءات.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز