اخبار لايف

دبلوماسيون بكوريا الشمالية.. كيف تبدو الحياة في البلد المعزول؟


في ظل العقوبات المشددة المفروضة على كوريا الشمالية، يواجه الدبلوماسيون الأجانب تحديات لوجستية كبيرة.

خلال جائحة كورونا، أغلقت كوريا الشمالية حدودها لكن قبل ذلك كان الزوار الأجانب مُجبرين في الغالب على استكشاف البلاد ضمن مجموعات سياحية منظمة لكن فرص التفاعل الحقيقي مع السكان نادرة بسبب الرقابة الدائمة من المرافقين الكوريين.

لكن هناك مجموعة واحدة من من الأجانب مسموح لها بالتجول بحرية في العاصمة بيونغ يانغ هذه المجموعة هي الدبلوماسيين الذين تحدث عدد منهم لصحيفة “تليغراف” البريطانية عن نمط الحياة في الدولة المعزولة.

وبسبب العقوبات، فإنه من المستحيل سحب أو إرسال الأموال إلى كوريا الشمالية مما يعني أن موظفي السفارة يضطرون للسفر إلى الصين وإحضار حقائب مليئة بالنقود لتمويل مهامهم.

وقال مايك جيفورد، الذي شغل منصب السفير البريطاني لدى كوريا الشمالية من 2012 إلى 2015 “كنت أنا أو أحد الموظفين نستقل الطائرة إلى بكين شهريًا، ونأخذ ٣٠ أو ٤٠ ألف يورو نقدًا، ونعود بها”.

وأضاف “كان الأمر غريبًا بعض الشيء.. ستكون في المطار وترى السكرتير الثالث الألماني يحمل حقيبة تسوق عليها علامة صغيرة مكتوب عليها الحكومة الألمانية.. لكن هذا ما فعلناه جميعًا لأنه لم يكن هناك خيار آخر”.

من ناحية أخرى، لم يكن العثور على المنتجات الأساسية أمرا سهلا.. وقال جيفورد “كنا نقضي الكثير من وقت فراغنا في التسوق، ليس لأن السوق نابض بالحياة، ولكن لأننا كنا مضطرين لذلك” مشيرا إلى أنه لم يكن هناك سوى عدد قليل من محلات السوبر ماركت التي تلبي احتياجات الأجانب.

كما كانت الرحلات المنتظمة إلى الصين لتخزين الإمدادات جزءًا من روتين الدبلوماسيين،  وقال جيفورد إن رحلاته إلى الصين كانت عادةً عبارة عن رحلات بالقطار إلى داندونغ، وهي مدينة تقع على الحدود الكورية الشمالية، أو رحلات جوية إلى بكين

وأضاف “كنا نعود بصناديق مليئة بالأشياء، والتي تُعتبر في المملكة المتحدة من المواد الغذائية الأساسية، مثل الجبن والزبدة ولحم الخنزير المقدد”.

وقال توماس شايفر، الذي شغل منصب سفير ألمانيا لدى كوريا الشمالية لفترتين غير متتاليتين “عندما عبرنا الجسر من كوريا الشمالية إلى الصين، شعرنا أخيرًا أننا في بلد الحرية”.

كما كانت الرعاية الصحية أيضًا سببًا للتوجه عبر الحدود فرغم وجود طبيب يعمل في مكاتب الأمم المتحدة في بيونغ يانغ، يمكنه علاج الدبلوماسيين من الأمراض البسيطة، كان يُنصح الأجانب بالذهاب إلى الصين في الحالات الأكثر خطورة.

وتضم بيونغ يانغ عددًا لا بأس به من الحانات والمقاهي والمطاعم بما في ذلك مطعم بيتزا إيطالي ومقهى فييني لكن تكوين صداقات مع السكان لم يكن أمرا سهلا.

وقالت ليندسي ميلر، التي قضت عامين في بيونغ يانغ كزوجة لدبلوماسي بريطاني، إنهم كانوا دائمًا يجلسون بعيدًا عن الكوريين في الحانات، لكنها تمكنت من تكوين صداقة مع شابة تُدير حانة ليست بعيدة عن مجمع السفارة.

وأوضحت أنها كانت تعاني طوال وجودها هناك بحثا عن طريقة للتعرف على الناس ومعرفة ما يفكرون به وهي لا تتمكن من سؤالهم مباشرة.

وذكرت أن صديقتها تلك كانت قد قضت وقتا خارج البلاد وتتحدث اللغة الإنجليزية لكن قدرتها على مشاركة تفاصيل حياتها كانت محدودة.

وأشارت إلى أن التواصل مع الأصدقاء في الخارج كان صعبا أيضا فرغم توافر خدمة الواي فاي في المجمع الدبلوماسي في مونسو-دونغ شرق العاصمة بيونغ يانغ، إلا أنها كانت بطيئة جدًا.

وقالت ميلر “كان بإمكانك الرد على رسائل البريد الإلكتروني وإرسال رسائل فيسبوك، لكن كان عليك الانتظار طويلًا لتحميل مقطع فيديو على يوتيوب”.

كانت السيدة ميلر تقضي أيامها في التجول في المدينة، وتلقي دروس التايكوندو، والذهاب إلى منتجع كوري تقليدي لكنها أشارت إلى إن صالة الألعاب الرياضية وغيرها من الأماكن كانت في مبان مجهولة الهوية.

وفي تصريحاتهم لتليغراف”، كشف عدد من الدبلوماسيين السابقين عن أن انعدام الأمن هو أحد أسباب عدم إعادة فتح بعض البعثات سفاراتها بعدما أجبرتها “جائحة كوفيد-19” على المغادرة، إضافة إلى الشراكة القوية بين موسكو وبيونغ يانغ فيما يتعلق بحرب أوكرانيا.

aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA==

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى