اخبار لايف

دخلت حيز التنفيذ.. معاهدة للدفاع المشترك بين موسكو وبيونغ يانغ


معاهدة «دفاع مشترك» حظيت باتفاق كلا البلدين، خلال زيارة تاريخية هي الأولى لرئيس روسي إلى كوريا الشمالية منذ 24 عاما.

والبلدان «نوويان» وعلى شقاق مع غرب، وعواقب تلك المعاهدة، حال تعرض أي من الطرفين في لخطر قد يزج العالم نحو «حرب عالمية شاملة» قد لا ينجو منها أحد.

التصديق على المعاهدة

والإثنين، قالت وكالة الأنباء المركزية في كوريا الشمالية إن “الدولة صدقت على معاهدة للدفاع المشترك مع روسيا وقعها زعيما البلدين في يونيو/حزيران وتدعو كل جانب إلى مساعدة الجانب الآخر في حالة وقوع هجوم مسلح».

ويأتي هذا في خضم انتقادات دولية بشأن زيادة التعاون العسكري بين البلدين مع مزاعم غربية، إرسال كوريا الشمالية عشرات الآلاف من الجنود إلى روسيا لدعم حربها ضد أوكرانيا.

وقالت وكالة الأنباء إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وقع مرسوما للتصديق على الاتفاق يوم الاثنين، مضيفة أنه يدخل حيز التنفيذ عندما يتبادل الجانبان صكوك التصديق.

كما وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على المعاهدة لتصبح قانونا، وتنص على أن البلدين يجب أن “يقدما على الفور المساعدة العسكرية وغيرها باستخدام كل الوسائل المتاحة” إذا كان أي من الجانبين في حالة حرب.

وتوصل كيم إلى الاتفاق مع بوتين خلال قمة عقدت في يونيو/حزيران الماضي، ووصفه بأنه خطوة لرفع العلاقات الثنائية إلى ما يشبه “التحالف”.

وقالت سول وواشنطن وكييف إن هناك أكثر من 10 آلاف جندي كوري شمالي في روسيا.

كما أشار مسؤولون أمريكيون ووزير الدفاع الأوكراني إلى أن بعضهم شاركوا في قتال في كورسك بالقرب من الحدود الأوكرانية.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأسبوع الماضي إن القوات الكورية الشمالية تكبدت خسائر في القتال مع قوات بلاده، وإن المعارك الأولى بينهما “تفتح صفحة جديدة من عدم الاستقرار في العالم”.

إقرار المعاهدة

وأوردت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أن المعاهدة تمت “المصادقة عليها بمرسوم” أصدره الزعيم كيم جونغ أون.

وأشارت إليه بمنصبه الرسمي بصفته “رئيسا لشؤون الدولة لجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية”.

ويأتي الإعلان بعد أن صوت المشرعون الروس بالإجماع الأسبوع الماضي على إقرار المعاهدة التي وقعها الرئيس فلاديمير بوتين لاحقا.

وقالت وكالة الأنباء المركزية إن “المعاهدة ستدخل حيز التنفيذ اعتبارا من اليوم الذي يتبادل فيه الجانبان وثائق المصادقة”.

وأصبحت كوريا الشمالية إحدى أبرز الدول الداعمة للغزو الروسي الشامل لأوكرانيا.

«دعم حازم حتى النصر»

وكانت وزيرة خارجية كوريا الشمالية تشوي سون هوي قد زارت موسكو مؤخرا وصرحت أن بلادها “ستقف بحزم إلى جانب رفاقنا الروس حتى يوم النصر”.

ووصفت هجوم موسكو على أوكرانيا بأنه “صراع مقدس”، قائلة إن بيونغ يانغ تؤمن ب”القيادة الحكيمة” لبوتين.

واستندت كوريا الجنوبية وأوكرانيا والغرب على تقارير استخباراتية تفيد بأن كوريا الشمالية نشرت نحو عشرة آلاف جندي في روسيا للمشاركة في القتال ضد أوكرانيا.

وعندما سئل بوتين عن هذه القوات الشهر الماضي، لم ينكر الأمر بل حرف الإجابة لانتقاد دعم الغرب لأوكرانيا.

ويخشى الغرب أن تقدم روسيا لكوريا الشمالية دعما تكنولوجيا يعزز برنامجها النووي مقابل هذا الدعم.

وأجرت الدولة المعزولة مؤخرا اختبارات عسكرية شملت تجربة لصاروخ باليستي عابر للقارات جديد يعمل بالوقود الصلب.

إلى أين تقود الشراكة؟

ورغم المخاوف التي أثارتها الاتفاقية التي لم يكشف كلا البلدين عن كامل تفاصيلها، فإنها لم تكن الأولى بين البلدين فقد سبقتها اتفاقية تعاون عسكري بين كوريا الشمالية والاتحاد السوفياتي السابق، وقعت في عام 1961.

وكانت الاتفاقية من شأنها أن تسمح لروسيا بالتدخل إذا تعرضت كوريا الشمالية لهجوم، وقد ألغيت لاحقًا إثر انهيار الاتحاد السوفياتي واستبدلت بمعاهدة ذات تدابير أمنية أقل.

لكنه من غير المعروف ما إذا كانت الاتفاقية الجديدة تتضمن نفس الإجراءات أو إجراءات مشابهة لاتفاقية عام 1961.

والبلدان حليفان منذ تأسست كوريا الشمالية بعد الحرب العالمية الثانية وتقاربتا منذ أدت العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا عام 2022 إلى عزل بوتين في الساحة الدولية.

الدفاع المشترك

وينص بند الدفاع المشترك الذي تضمنته الاتفاقية مساعدة البلدين لأحدهما الآخر في «صد أي عدوان خارجي».

وأشاد كيم بروسيا لاتخاذها ما وصفه بأنه خطوة استراتيجية مهمة للغاية لدعم كوريا الشمالية، التي تأسست عام 1948 بدعم من الاتحاد السوفياتي السابق.

رسالة لأمريكا والحلفاء

وكان أستاذ الدراسات الكورية لدى جامعة أوسلو فلاديمير تيخونوف، اعتبر في تصريحات سابقة إن “روسيا ستعمل الآن على تخريب نظام العقوبات المرتبطة بكوريا الشمالية بشكل كبير، بالفعل إن لم يكن بالقول”.

وأضاف في لـ”لفرانس برس” إن “البند الجديد المرتبط بالدعم المتبادل هو تذكير للأمريكيين بأن روسيا قد تعقّد حياتهم إذا دعموا أوكرانيا بحماسة كبيرة”، مشيرا إلى حوالى 28 ألف جندي أمريكي ينتشرون في كوريا الجنوبية، الحليفة الأمنية الرئيسية لواشنطن.

ورأى تيخونوف أن الاتفاق بين موسكو وبيونغ يانغ “يمكن أن يجعل من التخطيط العسكري الأمريكي في شبه الجزيرة الكورية أمرا أكثر تعقيدا بكثير”.

ولا تزال الكوريتان في حالة حرب تقنيا منذ نزاعهما بين العام 1950-53 وتعد الحدود الفاصلة بينهما من بين الأكثر تحصينا في العالم.

aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز US

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى