دراسة أمريكية تحذر من الجلوس لفترات طويلة
أشارت دراسة جديدة إلى أن كبار السن الذين تبلغ أعمارهم 60 عاما فما فوق والذين يقضون فترات طويلة في الانخراط في أنشطة خاملة، مثل مشاهدة التلفزيون أو الجلوس لفترات طويلة أثناء القيادة، قد يواجهون مخاطر مرتفعة للإصابة بالخرف.
وقدمت الدراسة الحالية رؤى نقدية حول العلاقة بين نمط الحياة المستقرة ومخاطر الخرف.
وأشارت الدراسة الحالية، التي أجريت في كلية الطب جامعة “لندن” ونشرت نتائجها في عدد يناير من مجلة ” الجمعية الطبية الأمريكية” إلى أن خطر الإصابة بالخرف يتصاعد بشكل كبير بين الأفراد الذين يقضون أكثر من 10 ساعات يوميا في الانخراط في سلوكيات مستقرة.
ووفق الدراسة فإن المواطن الأمريكي العادي يقضي بالفعل ما يقرب من 9.5 ساعة يوميا في الأنشطة المستقرة، مما يؤكد أهمية هذا الاكتشاف.
وسلطت الدراسة الضوء على أن خطر الإصابة بالخرف يزداد بشكل ملحوظ بمجرد أن يتجاوز الشخص 10 ساعات من السلوك اليومي المستقر، بغض النظر عن كيفية توزيع هذه الفترات المستقرة، وهذا يعني أن المدة الإجمالية للسلوك المستقر هي التي تدفع في المقام الأول إلى الارتباط بمخاطر الخرف وأن الانخراط في مستويات أقل من السلوك المستقر، حتى حوالي 10 ساعات في اليوم، لا يبدو أنه يزيد من المخاطر.
واستخدمت الدراسة بيانات من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، وهي قاعدة بيانات طبية حيوية واسعة تضم مشاركين من جميع أنحاء المملكة المتحدة، وشارك أكثر من 100، 000 بالغ في دراسة فرعية، يرتدون مقاييس التسارع (أجهزة يرتديها المعصم لقياس الحركة) 24 ساعة في اليوم لمدة أسبوع واحد، وركز الباحثون على عينة من حوالي 50، 000 بالغ تتراوح أعمارهم بين 60 وما فوق ولم يصابوا بالخرف في بداية الدراسة.
وتم تطبيق خوارزمية التعلم الآلي لتحليل بيانات مقياس التسارع، وتصنيف السلوكيات بناء على مستويات مختلفة من كثافة النشاط البدني، مثل التمييز بين السلوك المستقر والنوم، وسمحت القياسات الموضوعية للباحثين بتحديد الوقت الذي يقضونه في الانخراط في أنواع مختلفة من السلوكيات المستقرة، وبعد فترة متابعة متوسطة مدتها ست سنوات، حدد الباحثون تشخيصات الخرف باستخدام سجلات المرضى الداخليين وبيانات سجل الوفيات، واكتشفوا 414 حالة من الخرف، وتم تعديل التحليلات الإحصائية لمختلف التركيبة السكانية وخصائص نمط الحياة والعوامل الصحية التي يمكن أن تؤثر على صحة الدماغ.
وتساهم هذه الدراسة في فهم كيفية تأثير السلوك المستقر على مخاطر الخرف، فإن إجراء مزيد من البحث ضروري لتحديد السببية واستكشاف ما إذا كان النشاط البدني المتزايد يمكن أن يخفف من خطر الإصابة بالخرف، كما تعزز هذه الدراسة أهمية الحد من السلوك المستقر الخامل لدى كبار السن لتعزيز صحة الدماغ بشكل أفضل.
اقرأ أيضاًدراسة أمريكية تكشف ارتباط اضطراب مابعد الصدمة بمنطقة «المخيخ» في الدماغ
دراسة ألمانية: الخلايا الدهنية تساعد في إصلاح الأعصاب التالفة