دفاعات أمريكا تحت الضغط.. ترامب أمام تهديدات الصواريخ الأسرع من الصوت
مع تولي دونالد ترامب منصبه رسميًا في 20 يناير/كانون الثاني الجاري، ستكون طاولة الرئيس المنتخب مُتخمة بالعديد من القضايا التي سيكون ترتيب أولوياتها مرتبطًا بالسياسة التي ستنتهجها الإدارة الجديدة.
إحدى تلك القضايا، التهديدات الصاروخية التي تواجه الولايات المتحدة فيما دفاعاتها لا تزال متأخرة، مقارنة ببرامج الصواريخ الأسرع من الصوت الصينية والروسية التي تتقدم بسرعة كبيرة.
ويقول موقع «ذا ناشيونال إنترست» الأمريكي، إنه بعد فترة وجيزة من توليها منصبها، ستتعهد إدارة ترامب الجديدة بإجراء مراجعة شاملة للتهديدات الصاروخية التي تواجه الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن التطورات الجيوسياسية والتقنية تقوض الأسس الراسخة لسياسة الدفاع الصاروخي الأمريكية؛ فالخصوم المحتملون مثل روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية ينشرون محفظة متوسعة من الصواريخ الباليستية والصواريخ الموجهة والصواريخ الأسرع من الصوت – مدعومة بأساطيل كبيرة من الطائرات بدون طيار الاستطلاعية والضاربة.
وتعمل هذه البلدان على تجميع مواردها في مجال الصواريخ؛ فكل من إيران وكوريا الشمالية تقدم لموسكو صواريخ وطائرات بدون طيار لاستخدامها ضد أوكرانيا، في حين تساعد روسيا برامج الفضاء الجوي لهذين الشريكين. وفي الوقت نفسه، تتجاوز التكنولوجيا الحدود الفاصلة بين أنظمة الصواريخ الإقليمية والوطنية.
ويقدر أحدث تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية عن القوة العسكرية الصينية أن «بكين تمتلك ترسانة الصواريخ الأسرع من الصوت الرائدة في العالم». وقد استخدمت روسيا عدة صواريخ فرط صوتية ضد أوكرانيا، بما في ذلك صاروخها الباليستي متوسط المدى الجديد أوريشنيك في ديسمبر/كانون الأول.
ويرى القادة الصينيون والروس أن الأسلحة الأسرع من الصوت تزود بلادهم بقدرات استراتيجية وعملياتية بالغة الأهمية، فيما على المستوى الاستراتيجي، يمكن للمركبات الانزلاقية الأسرع من الصوت بعيدة المدى التي تحلق في مسارات غير متوقعة في الغلاف الجوي العلوي أن تتحايل على الدفاعات الصاروخية الوطنية الأمريكية الحالية.
وعلى المستوى الإقليمي، يمكن للصواريخ الباليستية الأسرع من الصوت أن تدمر بسرعة أهدافًا عالية القيمة مثل مراكز القيادة الأمريكية والقواعد العسكرية والقوات المنتشرة في المقدمة.
فهل تحركت أمريكا لمواجهة تلك التهديدات؟
يقول الموقع الأمريكي، إنه لقد حدثت بالفعل بعض التغييرات المفيدة؛ فالبنتاغون ينشر صاروخا اعتراضيا من الجيل التالي قبل نهاية هذا العقد، سيجعل نظام الدفاع الأرضي المتوسط الذي يحمي أمريكا الشمالية من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات أكثر فعالية.
كما أطلقت وكالة الدفاع الصاروخي فريق عمل جديد للتحول لتقييم الخيارات المتاحة لإعادة تنظيم المهام والمسؤوليات، ودمج القدرات عبر المجالات، وتحديث التكنولوجيات الرقمية، وتحسين العمليات الداخلية للوكالة، وتعزيز التعاون مع القوات العملياتية والشركاء الآخرين.
ولقد كان التقدم الذي أحرزته الولايات المتحدة في قدرات الدفاع الصاروخي واضحا في الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط. وبوسع الولايات المتحدة أن تستفيد من هذه التقنيات لبناء درع صاروخي أكثر شمولا. لكن القيود المفروضة على الميزانية والأولويات المتنافسة من شأنها أن تؤدي إلى تدهور القدرات وزيادة المخاطر.
ورغم ذلك، إلا أن الدفاعات الأمريكية ضد الصواريخ الأسرع من الصوت متخلفة؛ فالجيشان الصيني والروسي يبنيان عدة أنواع من أنظمة الإطلاق التقليدية والنووية الأسرع من الصوت القادرة على التحليق بسرعة تفوق سرعة الصوت بعدة مرات، بحسب «ذا ناشيونال إنترست».
ماذا على أمريكا أن تفعل؟
يقول الموقع الأمريكي، إن الولايات المتحدة تحتاج إلى خطة مُحكمة البناء لصد هذه التهديدات التي تفوق سرعة الصوت، مشيرًا إلى أن وزارة الدفاع تعمل على تطوير مجموعات من الأقمار الصناعية التي ترصد المركبات الأسرع من الصوت والصواريخ الباليستية لتوفير تغطية مستمرة للمركبات الأسرع من الصوت أثناء الطيران.
كما تعمل وزارة الدفاع على تقييم برنامج برمجي لتحديث رادار التمييز بعيد المدى الذي يجري بناؤه لتحديد الأهداف الأسرع من الصوت.
لكن رؤية وتتبع الطائرات الشراعية سريعة المناورة في الغلاف الجوي العلوي لا يمثلان سوى نصف المشكلة؛ إذ تحتاج الولايات المتحدة أيضًا إلى إسقاطها.
وقد حدد الكونغرس موعدًا نهائيًا للولايات المتحدة لنشر قدرة اعتراضية تفوق سرعة الصوت بحلول نهاية هذا العقد. وبناءً على ذلك، يبني البنتاغون أول نظام مُحسَّن لمهاجمة الطائرات الشراعية تفوق سرعة الصوت.
ورغم أن هذه القدرة جديدة، فإن نظام اعتراض مرحلة الانزلاق (GPI ) هذا يستفيد من التقنيات المثبتة التي استخدمتها البحرية لإسقاط مئات الصواريخ والطائرات بدون طيار في الشرق الأوسط.
وعلى النقيض من برامج الصواريخ الهجومية الأسرع من الصوت في الولايات المتحدة، والتي شهدت انتكاسات فنية متكررة، كانت الجهود الدفاعية في المقام الأول مرتبطة بالميزانية وليس بالتكنولوجيا.
وبحسب «ذا ناشيونال إنترست»، فإن وزارة الدفاع الأمريكية تنفق أقل سنويا على الصواريخ الاعتراضية الأسرع من الصوت مقارنة بإنفاقها على مقاتلتين جديدتين من طراز إف-35.
وقد أجبرت قيود التمويل وزارة الدفاع الأمريكية على تقليص الاتصالات البحثية والتطويرية اللازمة لتشغيل الطائرات الشراعية الأسرع من الصوت.
وفي الوقت نفسه، ظهرت مقترحات لتحويل التمويل المحدود لبناء صاروخ اعتراضي طرفي لـ«سد الفجوات» بقدرات محدودة لتوفير حماية متقطعة إلى أن يتم نشر نظام الدفاع الجوي الأرضي.
ورغم أن الصواريخ الاعتراضية الطرفية التي تحمي بضعة مواقع حرجة قد تساعد في بناء دفاع متعدد الطبقات، فإن تمويل أي صاروخ لسد الفجوات ينبغي أن يكمل ميزانية نظام الدفاع الجوي الأرضي بدلاً من تقسيمها، ما من شأنه أن يحمي منطقة أوسع كثيراً.
ويتضمن برنامج GPI -كذلك- تقاسمًا للأعباء. وتخصص الحكومة اليابانية 368 مليون دولار لدعم تطويره من خلال اتفاقية التنمية التعاونية مع الولايات المتحدة ووسائل أخرى.
ويتعين على الرئيس والكونجرس الاستفادة من هذه الأموال المطابقة لدعم برنامج صارم لتطوير GPI واختباره ونشره.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA==
جزيرة ام اند امز