«دماء في الماء».. قصة أشرس مباراة في تاريخ الأولمبياد
مع تبقي أيام قليلة فقط على انطلاق دورة الألعاب الأولمبية “باريس 2024″، هناك العديد من القصص التاريخية التي تستدعيها الذاكرة سواء لغرابتها او إثارتها.
وتقام الألعاب الأولمبية في باريس للمرة الثالثة، خلال الفترة من 26 يوليو/ تموز الحالي وتستمر حتى 11 أغسطس/ آب المقبل.
وعند الحديث عن القصص التاريخية، يجب ذكر واحدة من أعنف المباريات في تاريخ دورة الألعاب الأولمبية والتي جمعت بين المجر والاتحاد السوفياتي على مستوى كرة الماء، حيث أطلق عليها وصف “دماء في الماء”.
جذور الأزمة
تعود جذور الأزمة إلى يوم 23 أكتوبر/ تشرين الأول 1956، عندما خرجت مظاهرة في العاصمة المجرية بودابست، اعتراضا على احتلال الاتحاد السوفياتي، وفي ذلك التوقيت، أعلن المتظاهرون رغبتهم في تحرير بلادهم من قبضة المحتل.
ومن 1 نوفمبر/ تشرين الثاني إلى 10 من الشهر ذاته، أرسل الاتحاد السوفياتي الدبابات بشكل متواصل إلى عاصمة المجر، وبدأت القوات بإيقاف الانتفاضة بواسطة استراتيجية أسلحة الضربات الجويّة، والقصف والمدفعي، وتنسيق أعمال المشاة.
انتقام أولمبي
بينما كانت تدور أعمال الشغب من المتظاهرين للرد على الجيش السوفياتي، كان المنتخب المجري لكرة الماء يتدرب بكل قوة من أجل رد الاعتبار في الأولمبياد.
وشهد أولمبياد 1956، الذي أقيم في أستراليا، مواجهة بين المنتخب المجري ونظيره الاتحاد السوفيتي في مباراة كانت تحظى باهتمام إعلامي كبير، نظرا للأبعاد السياسية التي تحيط بها.
وبدأت المباراة بهدوء بين الطرفين وكانت تسير بخطى ثابتة، لكن اللاعب المجري المتألق آنذاك زادور انتزع آهات الجماهير، بعدما سجل هدفين.
وواصل المنتخب المجري تفوقه وعزز تقدمه بتسجيل هدفين مرة أخرى لتصبح النتيجة (4-0)، وهو ما دفع لاعبي الاتحاد السوفيتي للاشتباك مع الخصم خاصة زادور نجم المباراة الأول.
وأجبر زادور على ترك المباراة، بعدما تعرض لجرح شديد نتيجة لكمة قوية من فالانتاين بروكوبوف، وكان ذلك بمثابة اندلاع الأزمة، ليتوقف اللقاء لمدة دقيقة ثم دخل رجال الشرطة لاحتواء الموقف.
وانتشرت صور إصابة زادور في الصحافة حول العالم، ليطلق عليها اسم مباراة “دماء تحت الماء”.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA=
جزيرة ام اند امز