دور غدة الطفولة في مقاومة السرطان.. اكتشاف علمي مذهل
تقع الغدة الزعترية خلف عظمة القص وتشتهر بدورها الأساسي في تطوير الجهاز المناعي خلال الطفولة، إلا أن دراسة جديدة تسلط الضوء على أهميتها المستمرة لدى البالغين.
تبين أن المرضى الذين خضعوا لاستئصال الغدة الزعترية (thymus) يواجهون خطرًا مضاعفًا للوفاة خلال السنوات الخمس التالية للعملية وفقًا لبعض الأبحاث، إلى جانب زيادة ملحوظة في احتمالية الإصابة بالسرطان مقارنةً بأولئك الذين احتفظوا بها.
الدراسة التي أجراها فريق من الباحثين بقيادة الطبيب ديفيد سكادن، اختصاصي علم الأورام بجامعة هارفارد، توصلت إلى نتائج مثيرة للقلق. يقول سكادن: “لقد أثبتت البيانات أن الغدة الزعترية تؤدي دورًا حاسمًا في الحفاظ على صحة الإنسان، حيث لوحظ أن استئصالها يرتبط بارتفاع ملحوظ في مخاطر الوفاة والإصابة بالسرطان”.
تحليل البيانات يكشف ارتباطًا غير متوقع
وفقًا لموقع sciencealert اعتمد الباحثون على بيانات صحية موسعة لمتابعة 7,146 مريضًا خضعوا لجراحات قلبية صدرية. من بين هؤلاء، خضع 1,146 شخصًا لاستئصال الغدة الزعترية، وأظهرت النتائج أن خطر الوفاة تضاعف لدى المجموعة الثانية، حتى بعد الأخذ بعين الاعتبار عوامل مؤثرة مثل العمر، الجنس، والعرق.
وأشارت التحليلات إلى أن السرطان الذي أصاب هذه المجموعة كان أكثر شراسة وأسرع عودة بعد العلاج مقارنةً بالمرضى الآخرين.
دور مستمر للجهاز المناعي
تراجع نشاط الغدة الزعترية مع البلوغ، لكنها تستمر في إنتاج خلايا تائية، أحد العناصر الرئيسية في جهاز المناعة، وأظهرت الفحوصات انخفاضًا ملحوظًا في مستويات هذه الخلايا لدى المرضى الذين أزيلت الغدة لديهم، ما قد يفسر ارتباط العملية بزيادة خطر الإصابة بالأمراض الخطيرة.
وأوضح الباحثون أن المرضى الذين يفقدون الغدة قد يواجهون استجابة مناعية ضعيفة، تؤثر سلبًا على مقاومتهم للأمراض، بما فيها السرطان وأمراض المناعة الذاتية.
رغم أن الدراسة لا تؤكد وجود علاقة سببية مباشرة، يشير الباحثون إلى ضرورة إعادة تقييم القرارات الطبية المتعلقة باستئصال الغدة الزعترية، كما يوصون بإجراء أبحاث إضافية لفهم تأثيراتها طويلة المدى على صحة البالغين.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA==
جزيرة ام اند امز