ذكرى توحيد القوات المسلحة.. الإمارات عاصمة للعطاء والإخاء والإنسانية

تحل، الثلاثاء، الذكرى الـ49 لتوحيد القوات المسلحة الإماراتية، في وقت يواصل فيه جنود دولة الإمارات البواسل مهمات إنسانية حول العالم.
مهام رسخت مكانة الإمارات كعاصمة للعطاء والإخاء والإنسانية وعمل الخير، وسط إشادات دولية ورسمية وشعبية بالإمارات وقيادتها وقواتها المسلحة على جهودهم النبيلة.
وتواصل القوات المسلحة الإماراتية حاليًا جهودها الإنسانية الرائدة، ضمن عملية «الفارس الشهم 3» التي أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، العمليات المشتركة في وزارة الدفاع بتنفيذها لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة، ضمن مبادرات إنسانية ودبلوماسية عديدة لدعم القطاع.
تتواصل العملية على مدار نحو 19 شهرًا، وسط تقدير وامتنان من مختلف شعوب العالم، وعلى رأسهم أهل غزة، للإمارات وقيادتها وقواتها المسلحة.
تقدير شعبي من أهل غزة يأتي بعد أيام من تكريم حكومة ميانمار فريق الإمارات للبحث والإنقاذ، التابع لهيئة أبوظبي للدفاع المدني، والقيادة العامة لشرطة أبوظبي، والحرس الوطني، وقيادة العمليات المشتركة بوزارة الدفاع، تقديرًا للجهود الكبيرة التي بذلها خلال تنفيذه المهام الإنسانية والإغاثية في المناطق المتضررة من الزلزال الذي ضرب ميانمار مؤخرًا، وخلف خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.
تكريم جاء بعد أسابيع من حصول دولة الإمارات على وسام الشرف من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال برنامج “نتّحد”، الذي أقيم بمناسبة إحياء الذكرى الثانية لزلزال 6 فبراير/شباط 2023، حيث كان لدولة الإمارات وقواتها المسلحة دور رائد في تقديم المساعدات لتركيا عبر عملية “الفارس الشهم 2”.
مبادرات إنسانية عابرة للحدود والقارات تتوج سجلًا إماراتيًا مضيئًا في دعم الجهود الإغاثية حول العالم، الأمر الذي يؤكد أن القوات المسلحة الإماراتية ليست فقط درعًا قويًا للدفاع عن الوطن، بل هي أيضًا قوة إنسانية فاعلة.
إشادة القيادة
مهام إنسانية نبيلة، أشاد بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، في كلمة وجهها إلى منتسبي القوات المسلحة بمناسبة الذكرى الـ49 لتوحيدها.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في هذا الصدد: “بفضل جهودكم القيمة في المهمات الإنسانية المتعددة، ووقوفكم الدائم إلى جانب الفئات المنكوبة في الكوارث والأزمات، باتت سمعة قواتنا المسلحة، وطنيًا ودوليًا، عنوانًا بارزًا للعطاء والإخاء.”
وبيّن أن تلك المهمات النبيلة جسدت الإيمان الصادق بالمبادئ التي غرسها الوالد المؤسس وإخوانه الحكام في كل الأجيال.
قرار تاريخي
وفي مثل هذا اليوم، قبل 49 عامًا، وبالتحديد في السادس من مايو/أيار 1976، أقر المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأعضاء المجلس الأعلى للاتحاد القرار التاريخي بتوحيد القوات المسلحة تحت علم واحد وقيادة مركزية واحدة، تسمى القيادة العامة للقوات المسلحة، لتوطيد دعائم الاتحاد وتعزيز مسيرته، وتوطيد أركانه وتعزيز استقراره وأمنه، وتحقيقًا للاندماج الكامل لمؤسسات دولة الإمارات.
وفي ذكرى توحيد القوات المسلحة، يستذكر أهل الإمارات بفخر واعتزاز مقولة القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إن: “دمج قواتنا يعني جمع الشمل وتوحيد الكلمة والتآزر بين إخوة تربطهم أواصر القربى والدم والجوار.”
قرار تاريخي رسخ مرتكزات دولة الاتحاد، لتكون قواتها المسلحة هي حصنها المنيع في مواجهة كل من تسوّل له نفسه تهديد أمنها واستقرارها، الأمر الذي أسهم في تعزيز مسيرة التنمية التي تجني ثمارها الإمارات حتى اليوم، بل وضع أسسًا وقواعد مستقبل واعد، يستهدف أن تكون الإمارات أفضل دول العالم مع حلول ذكرى مئوية تأسيسها عام 2071.
قرار جعل الولاء للاتحاد والدولة فوق كل ولاء، وأكد المصير المشترك لكل أبناء الإمارات وتصميم القيادة والشعب على ترسيخ قواعد الاتحاد، والمضي قدمًا في تحقيق الأهداف الكبرى للتطور والنهوض.
قرار لا يرمز فقط لوحدة القوات المسلحة، وإنما أيضًا يعبر عن تجذر قيم الولاء والانتماء في شرايين أبناء الوطن جميعًا، والتي تجعل الجميع يتنافس للالتحاق بصفوف القوات المسلحة، والخدمة فيها، باعتبارها مصنع الرجال ودرع الوطن المتين وسياجه الحصين.
قوة إنسانية فاعلة
تحل تلك المناسبة في وقت أضحت فيه دولة الإمارات، أحد أسرع دول العالم استجابةً للكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية، بفضل دبلوماسيتها الإنسانية وقيادتها الحكيمة، ومؤسساتها المختلفة، وعلى رأسها القوات المسلحة.
وتواصل القوات المسلحة الإماراتية حاليًا جهودها الإنسانية الرائدة ضمن عملية «الفارس الشهم 3» التي أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان العمليات المشتركة في وزارة الدفاع بتنفيذها لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة، ضمن مبادرات إنسانية ودبلوماسية عديدة لدعم القطاع.
وبلغ إجمالي المساعدات المقدمة منذ بدء العملية في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 وحتى 21 مارس/آذار الماضي أكثر من 65 ألف طن من المواد الغذائية والطبية والإغاثية، بقيمة تتجاوز 1.2 مليار دولار، تم إيصالها عبر مختلف الوسائل الجوية والبرية والبحرية لضمان وصول الدعم للمحتاجين بأسرع وقت.
وأقامت دولة الإمارات في إطار عملية “الفارس الشهم 3” العديد من المبادرات، تضمنت إنشاء مستشفيين ميدانيين، الأول داخل قطاع غزة، تعامل مع 51,853 حالة، مقدمًا خدمات علاجية متكاملة، والثاني مستشفى عائم قبالة ساحل مدينة العريش، تعامل مع 10,370 حالة، كما تم تعزيز المنظومة الصحية بـ17 سيارة إسعاف مجهزة بأحدث المعدات، كما تم دعم المستشفيات المحلية بـ1200 طن من المعدات والمستلزمات الطبية.
وفي إطار الجهود لتأمين الاحتياجات الأساسية، تم إنشاء 6 محطات تحلية تنتج مليوني غالون مياه يوميًا يُجرى ضخها إلى قطاع غزة، لتوفير مياه الشرب النقية للمتضررين، إضافة إلى 12 صهريج مياه لضمان إمدادات المياه للمرافق الطبية والمخيمات. كما تم تشغيل 21 مخبزًا ميدانيًا لإنتاج الخبز يوميًا، إضافة إلى 50 تكية خيرية تعمل على تقديم الوجبات الساخنة يوميًا للعائلات المتضررة.
وشكل تسيير الجسر الجوي لإرسال المساعدات عنصرًا أساسيًا في العملية، حيث تم تنفيذ 594 رحلة طيران حملت آلاف الأطنان من المساعدات.
كما ساهمت “طيور الخير”، وهي عمليات الإسقاط الجوي، في إيصال 3,700 طن، من خلال 53 عملية إسقاط إلى المناطق المعزولة والتي لا تصل إليها المساعدات في قطاع غزة.
وتستعين “طيور الخير” بصناديق مخصصة مزودة بتقنية للتوجيه بنظام “GPS”، حيث يتم وضع المساعدات بداخل هذه الصناديق بهدف إيصالها إلى المواقع المحددة وضمن التوقيتات المناسبة.
وعلى الطرق البرية، وصل عدد شاحنات المساعدات التي دخلت القطاع ضمن عملية “الفارس الشهم 3” إلى 3495 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية التي تشمل المواد الغذائية، وطرود الإغاثة، وخيم الإيواء، والاحتياجات الضرورية الأخرى. في حين وصلت عبر البحر 14 سفينة، منها 7 سفن عبر ميناء العريش و7 سفن أخرى عبر قبرص، لضمان تدفق الإمدادات عبر مختلف المنافذ.
ويأتي إرسال المساعدات الإغاثية بحرًا وبرًا وجوًا تجسيدًا لالتزام دولة الإمارات التاريخي والراسخ في دعم الشعب الفلسطيني، حيث لا تتوانى عن تقديم كافة أشكال الدعم الإنساني إلى الأشقاء الفلسطينيين.
ومنذ بدء التصعيد الإسرائيلي بغزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لم تتوقف جهود دولة الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على مدار الساعة وعلى مختلف الأصعدة، لوقف حرب غزة وإعادة تصحيح المسار لتحقيق سلام شامل وعادل.
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، قد أمر في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، العمليات المشتركة في وزارة الدفاع ببدء عملية “الفارس الشهم 3” الإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ووجه قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع بالتعاون والتنسيق الشامل مع كل من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومؤسسة زايد بن سلطان للأعمال الخيرية والإنسانية، وباقي المؤسسات الإنسانية والخيرية في دولة الإمارات العربية المتحدة، لتقديم الدعم الإنساني إلى الشعب الفلسطيني في غزة.
تكريم ميانمار
وفي محطة جديدة على طريق التقدير الدولي المتنامي لدبلوماسية الإمارات الإنسانية، كرمت حكومة جمهورية اتحاد ميانمار في أبريل/نيسان الماضي، فريق الإمارات للبحث والإنقاذ، تقديراً للجهود الكبيرة التي بذلها خلال تنفيذه المهام الإنسانية والإغاثية في المناطق المتضررة من الزلزال الذي ضرب ميانمار 28 مارس/آذار الماضي، وخلف خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.
وأشاد وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة ميانمار، ونائب وزير الشؤون الداخلية خلال التكريم، بالدور الإنساني البارز لدولة الإمارات العربية المتحدة، وما تقدمه من دعم فعال وسريع للدول المتأثرة بالكوارث الطبيعية، مؤكداً أن حضور الفريق الإماراتي أسهم بشكل ملموس في إنقاذ الأرواح والتخفيف من معاناة المتضررين.
وكانت دولة الإمارات قد سارعت تنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وبشكل عاجل إلى إرسال فريق البحث والإنقاذ لدعم جهود البحث والإنقاذ للمتأثرين من آثار الزلزال الذي ضرب ميانمار، لتواصل تجسيد قيم التعاون والتضامن والتآزر العالمي، من خلال سرعة مساعدة المتضررين والجرحى والمصابين، والتخفيف من معاناة المتأثرين والمنكوبين، وهو دور إنساني راسخ تضطلع به الإمارات في مختلف أنحاء العالم.
وأرسلت دولة الإمارات في 31 مارس/آذار الماضي وبشكل عاجل فريق البحث والإنقاذ الإماراتي التابع لهيئة أبوظبي للدفاع المدني والحرس الوطني وقيادة العمليات المشتركة، لدعم جهود البحث والإنقاذ للمتأثرين من آثار الزلزال الذي ضرب ماينمار.
وباشر فريق البحث والإنقاذ الإماراتي مهامه في 6 مواقع بكفاءة عالية دون توقف، ضمن نظام مناوبات صباحية ومسائية، بهدف تسريع وتيرة الاستجابة، والوصول إلى أكبر عدد ممكن من المواقع المتضررة في أقصر وقت ممكن.
وبعد أن أنهت فرق الإنقاذ الإماراتية مهامها الإنسانية في المناطق المتأثرة بالزلزال، أرسلت دولة الإمارات 11 أبريل/نيسان الماضي، بتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مساعدات إنسانية عاجلة إلى جمهورية ميانمار، وذلك في إطار استجابتها السريعة لتداعيات الزلزال الذي ضرب البلاد مؤخرًا.
وتم تنفيذ المبادرة من قبل قيادة العمليات المشتركة بالتنسيق مع وزارة الخارجية وهيئة أبوظبي للدفاع المدني وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي وقيادة الحرس الوطني والقيادة العامة لشرطة أبوظبي،من خلال تسيير عدة رحلات جوية، وذلك تأكيداً على التزام الإمارات الدائم بالعمل الإنساني، واستجابتها الفاعلة للأزمات الإنسانية الدولية.
تكريم تركي
تكريم ميانمار جاء بعد أسابيع من حصول دولة الإمارات على وسام الشرف، من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال برنامج “نتّحد”، الذي أقيم بمناسبة إحياء الذكرى الثانية لزلزال 6 فبراير/شباط 2023، حيث كان لدولة الإمارات دور رائد في تقديم المساعدات لتركيا.
وبعد نحو 5 شهور من العمل الإغاثي، أعلنت قيادة العمليات المشتركة بوزارة الدفاع، في 13 يوليو/تموز 2023 انتهاء عملية “الفارس الشـهم 2” التي نفذتها بناء على توجيهات رئيس دولة الإمارات، بمشاركة وزارة الداخلية، ووزارة الخارجية، ودائرة الصحة أبوظبي، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، لدعم الأشقاء والأصدقاء المتضررين من الزلزال المدمر في كل من سـوريا وتركيا.
ونفذت دولة الإمارات في أعقاب الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا عملية “الفارس الشهم 2″، التي أسفرت عن إنقاذ عشـرات الأشخاص من تحت الركام، وعلاج 13500 مصاب، إضـافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية التي بلغت 15.200 طن عن طريق الجسر الجوي الذي تضمن تنظيم 260 رحلة جوية، حملت على متنها 6912 طناً من مواد المساعدات العاجلة بما في ذلك الخيام والأغذية الأساسية والأدوية، في حين تم نقل 8252 طناً من المساعدات الإنسـانية باستخدام 4 سفن شحن، لنقل مواد الإغاثة ومواد إعادة الإعمار إلى المناطق المتضررة.
عاصمة الإنسانية
جهود الإمارات وقيادتها وقواتها المسلحة ، لم تتوقف على دعم أهل غزة ولا المتضررين من الزلازل في ميانمار وتركيا وسوريا، بل كانت حاضرة دائما لإغاثة ونجدة المتضررين من الكوارث الطبيعية حول العالم، ومدت الإمارات يد العون للعديد من الدول خلال الفترة الماضية مثل بوركينا فاسو، والبرازيل، والفلبين، وإثيوبيا، وكينيا، والكونغو الديمقراطية، وموريتانيا، ونيجيريا، والنيبال، وجنوب أفريقيا، وساحل العاج، والكاميرون.
مبادرات إغاثية سجلت عبرها دولة الإمارات اسمها كأحد أسرع دول العالم استجابة للكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية والتي استحدثت خلالها حلولاً مبتكرة في تنفيذ مهامها لتترك بصمتها الإنسانية أثراً طيباً في حياة الملايين حول العالم.
وأسهمت المبادرات الإنسانية للإمارات وقيادتها وقواته المسلحة في تعزيز مكانة الإمارات ضمن الدول الرائدة عالمياً في تقديم المساعدات التنموية والإنسانية والعمل الخيري، وذلك سيرا على نهج المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وضمن مبادئ الأخوة الإنسانية وقيم التسامح والتعايش والسلام التي تتبناها دولة الإمارات وتساهم في تعزيز نشرها على المستوى العالمي.
مبادرات تُرجمت على أرض الواقع باحتلال الإمارات لسنوات عديدة المركز الأول عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم قياساً إلى دخلها القومي.
بلغة الأرقام، بلغت حجم المساعدات الإماراتية الخارجية منذ قيام اتحاد الدولة في عام 1971، وحتى منتصف عام 2024 ما قيمته 360 مليار درهم (98 مليار دولار أمريكي)، بمتوسط 6.8 مليار درهم سنويا على مدار 53 عاما متواصلة.
أرقام كبيرة تبرز حرص الإمارات على عمل الخير واستدامته، حتى أضحت عاصمة عالمية للعطاء وعمل الخير.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز