رائدة في عالم الأزياء المستدامة تجمع بين الأناقة والابتكار والتكنولوجيا ‹ جريدة الوطن

قال أمار ناغارام، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لعلامة فيرجيو، إن تأسيس العلامة جاء من إيمان عميق بضرورة جعل الأزياء المستدامة في متناول الجميع، دون أن تفقد أناقتها أو طابعها العصري. وأضاف: “لاحظنا فجوة واضحة في السوق؛ فإما أن تكون الأزياء المستدامة باهظة التكلفة، أو أنها تفتقر إلى التصاميم المواكبة للموضة. أردنا سد هذه الفجوة من خلال تقديم أزياء مصممة بعناية، عالية الجودة، تواكب تطلعات المستهلك الواعي بيئيًا واجتماعيًا، دون التضحية بالذوق أو السعر.”
وأوضح ناغارام أن الاستدامة ليست مجرد خيار ضمن توجهات الشركة، بل هي جوهر كل عملية داخل فيرجيو، من التصميم وحتى التوصيل. وقال: “نستخدم أقمشة صديقة للبيئة، ونعتمد على تقنيات صباغة مسؤولة، ونُنتج بأقل قدر ممكن من الفاقد. نعمل مع مورّدين ومصنّعين أخلاقيين، ونستفيد من تحليلات البيانات لتصميم منتجات تلبي ما يريده المستهلك فعليًا، مما يقلل من الفائض في الإنتاج.”
وأشار إلى أن التكنولوجيا تلعب دورًا محوريًا في نهج فيرجيو، حيث تعتمد الشركة على الذكاء الاصطناعي لرصد الاتجاهات الصاعدة بدقة، ما يسمح بإنتاج قطع مطلوبة فعلًا، وتفادي الهدر. كما أن سلسلة التوريد القائمة على البيانات تساعد في توسيع الإنتاج بكفاءة دون المساس بالمبادئ البيئية.
وأضاف: “أطلقنا كذلك ‘جواز السفر الرقمي’ لكل منتج، يتيح للمستهلكين معرفة البصمة الكربونية للقطعة التي يشترونها. بهذه الطريقة، نعزز الشفافية، ونمكّن المستهلك من اتخاذ قرار واعٍ.”
وفي ما يخص التوسع، أشار ناغارام إلى أن فيرجيو دخلت مؤخرًا سوق دولة الإمارات، ضمن خطتها لتوسيع حضورها العالمي. وقال: “نطمح إلى أن نصبح علامة عالمية في مجال الأزياء المستدامة، ونحن ندرس حالياً التوسع في أسواق أخرى، مع التركيز على منطقة الشرق الأوسط. استراتيجيتنا تعتمد على المنصات الرقمية، والتعاون مع مجتمعات مهتمة بالموضة الواعية، إلى جانب تقديم مجموعات تراعي الذوق المحلي وتتمسك في الوقت نفسه بروح الاستدامة.”
وفيما يتعلق بالمنافسة الشديدة في سوق الموضة الرقمية، أوضح ناغارام أن السر يكمن في الابتكار والمرونة. وأضاف: “نُصمم بناءً على رؤى واضحة مستمدة من بيانات المستهلكين، ونعطي مساحة كبيرة للمصممين الشباب للمشاركة في صناعة التصاميم. لدينا منصة خاصة تتيح لهم ابتكار قطع جديدة بالتعاون معنا، بما يضمن أصالة التصميم ويواكب الطلب الحقيقي.”
وأكد أن فيرجيو لا تكتفي بإنتاج الملابس، بل تبني مجتمعاً من المستهلكين الواعين، وقال: “نُشجّع على التفاعل عبر المحتوى الذي ينشئه المستخدمون بأنفسهم، ونتيح للمجتمع فرصة التعبير عن تجاربهم مع الموضة المستدامة. نحن أكثر من مجرد علامة، نحن مساحة تواصل للنساء ليتحدثن عن الموضة والحياة.”
وعن مستقبل صناعة الأزياء، يرى ناغارام أن الرقمنة، والتصميم الدائري، والابتكار في المواد، ستكون محاور رئيسية. وأضاف: “المستهلك المعاصر لا يبحث فقط عن الأناقة، بل يطالب بالقيمة الحقيقية—جودة، وأخلاق، ووعي بيئي. الشفافية لم تعد ترفاً، بل ضرورة، والتقنيات مثل البلوك تشين ستلعب دوراً مهماً في تتبع سلسلة الإنتاج بالكامل.”
وأكد ناغارام التزام فيرجيو التام باستخدام أقمشة تراعي معايير الاستدامة العالمية مثل GOTS وOEKO-TEX، مشيراً إلى أن العلامة تقدّم منتجات حاصلة على اعتماد PETA وخالية من القسوة على الحيوانات، وقال: “حصلنا على جائزة شركة الأزياء النباتية لهذا العام من PETA، كما أن سلسلة التوريد لدينا تلتزم بمعايير Sedex الأخلاقية.”
أما بالنسبة للأقمشة المعاد تدويرها، فأوضح ناغارام أنها جزء أساسي من استراتيجية الاستدامة لدى فيرجيو. وقال: “نستخدم البوليستر المعاد تدويره من نفايات بلاستيكية، ونعيد توظيف الأقمشة المتبقية من الإنتاج في مجموعات محدودة الإصدار. كما أطلقنا مجموعات معاد تدويرها من أقمشة مهملة، نحولها إلى قطع فريدة عالية الجودة.”
وتحدث أيضاً عن قرار الشركة بالاستغناء التام عن البلاستيك في عمليات التغليف، قائلاً: “استخدام البلاستيك يتسبب في أزمة بيئية عالمية. اعتمدنا بدائل قابلة للتحلل مثل عبوات مصنوعة من نشا الذرة، ما يقلل من الأثر البيئي ويشجع على سلوكيات أكثر مسؤولية.”
وتسعى فيرجيو دائماً لاستكشاف تقنيات ومواد جديدة، مثل استخدام منسوجات مصنوعة من زهور متبقية في أحدث مجموعاتها. وعلّق ناغارام: “هذه المجموعة تحتفي بجمال الطبيعة، وتُظهر كيف يمكن أن ندمج التراث والابتكار في آنٍ واحد. كما نستخدم نماذج عرض رقمية تعمل بالذكاء الاصطناعي لتقليل الحاجة إلى جلسات تصوير مادية مكلفة بيئيًا.”
وفي سياق الحديث عن موازنة الاستدامة والتكلفة، أشار ناغارام إلى أن العلامة تعتمد سياسة “التسعير العادل”، موضحًا: “نُقدم شرحًا تفصيليًا لتكلفة كل منتج، ما يمنح المستهلك شفافية كاملة ويعزز الثقة. نحن نُخفض التكاليف من خلال تحسين الكفاءة، وليس على حساب الجودة أو القيم.”
أما التحديات، فقال إنها تتضمن تأمين أقمشة مستدامة بكميات كبيرة، وتغيير ثقافة المستهلك، وأضاف: “تغلبنا على هذه العقبات عبر بناء شراكات قوية مع مورّدين مسؤولين، والاستثمار في تثقيف المجتمع بأهمية الأزياء الواعية.”
واختتم ناغارام حديثه بالتأكيد على دور المجتمع في مسيرة العلامة، قائلاً: “أشركنا جمهورنا مؤخراً في حدث IIFA، حيث دعونا عدداً من عميلاتنا للمشي على السجادة الخضراء بدلاً من ممثلي الشركة. هذا تجسيد حقيقي لرؤيتنا: الأزياء المستدامة ليست عن الشركة فقط، بل عن الأشخاص الذين يدفعونها للأمام.”