ربع قرن على وفاة تحية كاريوكا.. تزوجت 14 مرة ونقلت حياتها من الرقص للنضال
تحل اليوم ذكرى مرور 25 عاما على رحيل الفنانة المصرية القديرة تحية كاريوكا، التي ودّعت عالمنا في 20 سبتمبر/ أيلول 1999 عن عمر ناهز 84 عاما.
تعتبر كاريوكا واحدة من أبرز الوجوه التي أثرت السينما العربية وتركت بصمتها في الفن من خلال مسيرة طويلة جمعت بين الرقص والتمثيل والنضال الوطني.
بداية المشوار
وُلدت تحية كاريوكا باسم “تحية محمد علي النيداني كريم” في مدينة الإسماعيلية في 22 فبراير/ شباط 1920.
منذ نعومة أظافرها، أظهرت شغفًا كبيرًا بالفنون، وانتقلت إلى القاهرة بحثًا عن فرصة للظهور على الساحة الفنية، واكتشفتها الراقصة الشهيرة بديعة مصابني وضمتها إلى فرقتها عام 1935.
هناك، قدمت كاريوكا رقصة “الكاريوكا” الشهيرة التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من اسمها وهويتها الفنية.
صعود إلى الشهرة
بدأت تحية كاريوكا حياتها الفنية كراقصة شرقية، وحققت شهرة واسعة في الأربعينيات عندما قدّمت رقصة “الكاريوكا” التي أطلقتها إلى قمة الشهرة.
ولكن الرقص لم يكن كافيًا لطموحاتها؛ فقد قررت الابتعاد عن عالم الرقص في الخمسينيات لتكرّس نفسها للتمثيل السينمائي. رغم ذلك، لم تنسَ بصمتها الخاصة في الرقص، التي وضعتها ضمن قائمة الأساطير في هذا المجال.
أفلام خالدة
قدّمت تحية كاريوكا العديد من الأفلام التي أصبحت اليوم من كلاسيكيات السينما المصرية.
من بين أبرز أعمالها “لعبة الست”، “شباب امرأة”، “خلي بالك من زوزو”، و”وداعًا بونابرت”. وكانت تمتاز بأدائها المتقن الذي يجمع بين الكوميديا والدراما، مما جعلها تحظى بإعجاب الجماهير والنقاد على حد سواء.
التجربة المسرحية
لم تقتصر مواهب تحية كاريوكا على السينما فقط، بل امتدت إلى المسرح، حيث شاركت في مسرحيات ناجحة بجانب الفنان الكبير إسماعيل ياسين.
أسست أيضًا فرقة مسرحية مع زوجها الفنان فايز حلاوة، حيث قدما العديد من الأعمال التي أثرت في المسرح المصري.
حياة عاطفية مثيرة
عرفت تحية كاريوكا بأنها واحدة من الفنانات اللواتي كانت حياتهن العاطفية مثيرة للجدل.
تزوجت 14 مرة، ومن أشهر زيجاتها كانت مع النجم رشدي أباظة، الذي يُعتبر من أشهر “دنجوانات” السينما المصرية.
ومع ذلك، لم تكن زيجاتها تقف عائقًا أمام مسيرتها الفنية، بل كانت دائمًا قادرة على الحفاظ على توازنها بين الحياة الشخصية والعملية.
دور وطني بارز
بجانب مسيرتها الفنية، كان لتحية كاريوكا دور وطني بارز خلال فترة الاحتلال الإنجليزي لمصر. ساهمت بشكل كبير في دعم الفدائيين المصريين من خلال تقديم المساعدات لهم، كما حصلت على جائزة تقديرية من الرئيس الراحل محمد أنور السادات لدورها في دعم الوطن.
الانسحاب في هدوء
في آخر سنوات حياتها، اختارت تحية كاريوكا الانسحاب بهدوء من الساحة الفنية والتفرغ للحياة الروحانية. وفقًا لما ذكره الفنان رشوان توفيق، فقد كانت تقضي أوقاتًا طويلة في العبادة وقراءة القرآن في المدينة المنورة، مما يعكس تحولها الروحي في سنواتها الأخيرة.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز