اخبار لايف

رسالة من الرئيس الصيني لصديقته الأمريكية.. جسر يعبر السياسة


كيف يمكن لصداقة أن تطغى على “التنافس الجيوسياسي”؟ سؤال يقفز إلى عقلك حين ترى رد الرئيس الصيني، شي جين بينغ، “السياسي” على رسالة صديقة أمريكية.

الرسالة تحمل بعدا شخصيا في حياة الرئيس شي جين بينغ، يمكن تجريده ليتحول إلى إشارة على آفاق العلاقات بين الصين والولايات المتحدة في المستقبل بعيدا عن التنافس “الجيوسياسي” والاقتصادي”. 

مصدر الرسالة: سيدة أمريكية تدعى سارة لاندي تبلغ من العمر 85 عاما، احتضنت عائلتها الرئيس الصيني، إبان زيارته للولايات المتحدة، وبالتحديد لولاية أيوا، في مهمة دراسية، قبل أكثر من 3 عقود، وصاغت البعد الإيجابي في نظرته للولايات المتحدة. 

وردا على رسالتها التي لم تذكر الصحف الصينية فحواها، قال الرئيس الصيني، اليوم الخميس، إن الإنجازات في العلاقات بين الصين والولايات المتحدة ترجع في المقام الأول إلى الجهود الجماعية لشعبي البلدين.

وفي رسالته، قال شي إنه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة قبل 45 عاما، اجتازت العلاقات الثنائية اختبارات من الصعوبات والتحديات ونمت لتصبح شجرة شامخة، تحمل ثمار التعاون وتحقق المنافع للبلدين والعالم بأسره.

وقال شي إن تقدم العلاقات الصينية-الأمريكية يعتمد بشكل كبير على الشعبين، قبل أن يزيد أن مستقبل العلاقات الصينية-الأمريكية يعتمد على الشبان.

50 ألف شاب

ومستشهدا بالمثل الصيني “اقرأ 10000 كتاب وسافر 10000 ميل”، أعلن الرئيس الصيني أن بلاده ستدعو 50 ألف شاب أمريكي إلى الصين للمشاركة في برامج تبادل ودراسة خلال الأعوام الخمسة المقبلة.

شي أعرب عن أمله في أن يزور المزيد من الشبان الأمريكيين الصين ويروا الصين بأعينهم ويستمعوا إلى الصين بآذانهم ويلمسوا أرض الصين بخطواتهم، من أجل اكتساب معرفة موجزة بالصين الحقيقية بطريقة متعددة الاتجاهات وشاملة، وبناء المزيد من جسور التقارب الوثيق بين الشعبين.

ومضى قائلا: “أرحب بطلاب موسكاتاين للمشاركة في هذا المشروع”. هنا يستعيد الرئيس الصيني جزء من فترة في الولايات المتحدة، إذ أقام في موسكاتاين عام 1985 في منزل لاندي وزوجها. 

وفي معرض إشارته إلى أن الصين أكبر دولة نامية والولايات المتحدة أكبر دولة متقدمة في العالم، ذكر شي أن مستقبل هذا الكوكب يحتاج إلى استقرار العلاقات الصينية الأمريكية وتحسينها.

وأوضح شي أيضا أن الصين مستعدة للعمل مع الولايات المتحدة للدفع نحو تحقيق تنمية مطردة وسليمة ومستدامة للعلاقات الثنائية، من أجل تحقيق المزيد من المنافع لشعبي البلدين وتقديم المزيد من المنافع العامة للمجتمع الدولي وبناء عالم نظيف وجميل يجسد السلام الدائم والأمن للجميع والرخاء المشترك والانفتاح والشمول معا. 

تصريحات إيجابية ترسم آفاقا أفضل لعلاقات سيطر عليها التنافس والشد والجذب في السنوات الماضية، وتنطلق من “أبعاد شعبية وشخصية”، متعلقة برؤية واضحة لتطوير روابط الشعبين. 

صداقة قديمة

ووفق ما طالعته “العين الإخبارية” في مواقع أمريكية بينها “بيزنس إنسايدر”، قام شي في عام 1985، أي قبل ثلاثة عقود من صعوده ليصبح الزعيم الأعلى للصين، بزيارة ولاية أيوا لدراسة الزراعة كجزء من وفد مكون من خمسة أشخاص.

وبحسب الموقع نفسه، تنتمي لاند وزوجها إلى بلدة موسكاتاين الصغيرة في ولاية أيوا، والتي يقطنها 24 ألف شخص. 

وذكرت وسائل الإعلام الصينية والأمريكية، أن العائلة استضافت شي (كان وقتها يبلغ من العمر 31 عاما) في غرفة نوم ابنها، وأن علاقة صداقة نمت بينهما منذ ذلك الوقت.

وقالت لاندي عن شي، وفقا لمقابلة أجرتها وكالة أنباء شينخوا نشرت العام الماضي: “كانت لديه ابتسامة لا تتوقف. كان فضوليا بشأن كل شيء وطرح أسئلة حول كل شيء”.

زيارة حديثة 

وزار شي ولاية أيوا مرة أخرى في عام 2012، وهذه المرة خلال زيارة دولة بصفته نائب الرئيس الصيني، والتقى مجددا مع عائلة لاندي في منزلهم الفيكتوري في موسكاتاين.

وقال شي لسكان موسكاتاين، بحسب وسائل الإعلام الرسمية: “لقد كنتم أول مجموعة من الأمريكيين الذين اتصلت بهم”، مضيفا “بالنسبة لي، أنتم أمريكا”.

وكانت الزيارة كبيرة بالنسبة إلى موسكاتاين، حيث حضرها مسؤولون صينيون ومحليون وحظيت بتغطية إعلامية واسعة.

aXA6IDE5Mi4yNTAuMjM5LjExMCA= جزيرة ام اند امز GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى