رغم الخسارة من ترامب.. حملة هاريس تواصل جمع التبرعات
رغم هزيمة كامالا هاريس أمام دونالد ترامب، لا تزال لجنة جمع التبرعات الموالية لها تسحب الأموال شهريًا من حسابات المتبرعين.
تشكل الاستقطاعات أحدث جدل حول أخلاقيات جمع التبرعات عبر الإنترنت، خاصةً عندما يتعلق الأمر بتسجيل المتبرعين بمبالغ صغيرة في مساهمات متكررة ببطاقات الائتمان يتم تفعيلها تلقائيًا، وفقا لموقع مجلة “بوليتكو” الأمريكية.
لم يتفاجأ العاملون في الحزب الديمقراطي بالاستقطاعات التي حصلت عليها اللجنة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، نظرًا للنفقات التي تُختتم بها أي حملة (على الرغم من تحصيل فريق هاريس أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أكثر من 1.8 مليون دولار نقدًا).. لكن ما حدث في يناير/ كانون الثاني الجاري أثار سخط المتبرعين.
وقال المتبرعون لصندوق هاريس إن اللجنة لم تطلب موافقة صريحة لمواصلة التبرعات بعد الانتخابات، رغم أنها أرسلت رسائل بريد إلكتروني تقول: “شكرًا على التزامك الشهري السخي”، وأن التبرعات ستستمر “حتى تتصل بنا”.
يشار إلى أن حملة الرئيس المنتخب دونالد ترامب لعام 2020 جمعت مبالغ هائلة عندما جعلت على الصعب من المتبرعين رؤية أنهم يوافقون على تبرعات شهرية تلقائية، بما في ذلك إخفاء هذا الخيار في مربعات محددة مسبقًا وغير واضحة للغاية في الطباعة الصغيرة.
وقد ساهمت هذه التكتيكات في استرداد أكثر من نصف مليون عملية تبرع بلغت قيمتها 64 مليون دولار خلال الشهرين ونصف الأخيرين من عام 2020 من حملة ترامب واللجنة الوطنية الجمهورية واللجان المشتركة – متجاوزة بكثير نظيراتها الديمقراطية.
لكن وضع صندوق هاريس للانتخابات بدا مختلفا إذ لم يبد أحدًا اعتراضا على أنهم سجلوا للحصول على عمليات سحب شهرية. لكن هل يجب أن تستمر هذه التبرعات حتى بعد خسارة الانتخابات؟
وقال أدريان هيبود، الخبير الاستراتيجي الديمقراطي من ميشيغان: “أنفقت حملة هاريس أكثر مما جمعت، وهي الآن مشغولة في محاولة جمع الأموال”، مشيرا إلى أن حملة هاريس طلبت مساعدته بعد خسارتها أمام ترامب لجمع التبرعات.
وبينما لا يزال هناك صفحة تبرعات لصندوق هاريس للنصر نشطة على منصة ActBlue، فإن الصندوق نفسه الآن غير فعال، وأي تبرعات تذهب مباشرة إلى اللجنة الوطنية الديمقراطية.
وبحسب مسؤول بحملة هاريس: “إن هذه التبرعات لصندوق هاريس للنصر تساعد الديمقراطيين في جميع أنحاء البلاد بينما نعيد بناء الحزب”، مضيفًا أن المتبرعين يمكنهم إلغاء التبرعات في أي وقت.
ومع ذلك، فإن حقيقة إعادة توجيه الأموال تثير إشكالية أخلاقية أخرى: هل هذا عادل بالنسبة للمتبرعين الذين ساهموا لكيان يحمل اسم هاريس؟ فنائبة الرئيس التي ستغادر منصبها لن تتمكن من الوصول إلى الأموال بينما تقيم مستقبلها السياسي وما إذا كانت سترشح نفسها للرئاسة مرة أخرى، أو لمنصب حاكم كاليفورنيا، أو تبتعد عن السياسة تمامًا.
بالنسبة للعديد من خبراء السياسة تشكل هذه واحدة من الأسباب التي تجعل من الأفضل إنهاء الاستقطاعات من حسابات المتبرعين بعد يوم الانتخابات.
وقال مسؤول في حملة المرشح الاسبق ميت رومني الرئاسية لعام 2012 إن جميع التبرعات المتكررة توقفت في غضون أيام قليلة من خسارته.، مضيفا أن قرار صندوق هاريس بمواصلة سحب الأموال من المتبرعين بمبالغ صغيرة كان “غير أخلاقي للغاية” وأشبه بـ”عملية احتيال”.
وقال مايك نيليس، رئيس شركة جمع التبرعات الديمقراطية عبر الإنترنت “Authentic”، إن توقعاته عند خسارة حملات عملائه أن “يتوقفوا عن جمع التبرعات المتكررة لأنه لا يوجد حاجة”.
لكنه أشار، بصفته مستشارًا كبيرًا لحملة هاريس الأولية الرئاسية لعام 2020، إلى أنه موافق على استمرار اللجنة الوطنية الديمقراطية في جمع التبرعات من متبرعي هاريس. وقال: “إذا كنت تنقل الأموال إلى كيان سيستمر في تحقيق تأثير مثل اللجنة الوطنية الديمقراطية أو حملة سياسية أخرى، فأنا مرتاح تمامًا لاستمرار التبرعات المتكررة طالما كانت واضحة للمتبرع ومتوافقة مع ActBlue وقوانين لجنة الانتخابات الفيدرالية”.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز