«رهان نتنياهو الأخير».. لماذا أقدمت إسرائيل على اجتياح رفح؟
رغم الضغوط الداخلية والخارجية، نفذت حكومة بنيامين نتنياهو خطتها لاجتياح رفح، ما أرجعه محللون إلى مسعى من تل أبيب لتعزيز “الردع المتدرج والضغط على حماس” و”فرصة أخيرة لتحقيق انتصار عسكري أو إطلاق سراح الرهائن يخفف من أزمات الداخل”.
وفي أحاديث منفصلة لـ”العين الإخبارية”، حذر خبيران عسكريان أن “محصلة المعادلة الإسرائيلية –في ظل تقديرات وحسابات خاطئة لها- ستكون صفر، حيث إن سير العمليات العسكرية، لن يكون في صالح الطرفين”.
وعلى إسرائيل أن تعلم، وفق الخبيرين أنها “إذا قضت على البقية الباقية من مقاتلي حماس، فهذا يعني في نفس الوقت أنها ستقضي أيضا على باقي الرهائن، وهو خيار صعب جدا”.
وكثّف الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، غاراته الجوية على قطاع غزة بعد سيطرته على معبر رفح الاستراتيجي مع مصر، التي تستضيف محادثات مكثفة للتوصّل إلى اتفاق بين الدولة العبرية وحركة حماس يلتزم بموجبه الطرفان بوقف النار.
فرصة أخيرة
لواء أركان حرب د. محمد قشقوش، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا ومستشار المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجي بمصر، قال إن “إسرائيل ترى أن اجتياح رفح، هو فرصتها الأخيرة، للقضاء على البقية الباقية من مسلحي حماس، وإنهاء قدرات الحركة العسكرية، وإطلاق سراح الرهائن”.
وأضاف “قشقوش” في حديث خاص لـ”العين الإخبارية”، أن “الهجوم على رفح، هو الخطوة الأخيرة من وجهة نظر إسرائيلية، بعد أن سبقتها وجود قوات إسرائيلية عند الخط الفاصل بين خان يونس ورفح، مع تجاوزات في الجانب الجنوبي في اتجاه كرم أبو سالم حيث منطقة عبور الشاحنات”.
وأشار في هذا الصدد، إلى أن “إسرائيل حين فكرت أن تتمدد جنوب غرب إلى رفح الفلسطينية، اعتقدت أنها ستغلق الطريق أمام الحمساويين، ومن ثم القضاء عليهم، لكن المعادلة ستكون محصلتها صفر، حيث إن سير العمليات العسكرية، لن يكون في صالح الطرفين”.
خيار صعب
وفي تقديره العسكري، رأى المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن “على إسرائيل أن تعلم أنها إذا قضت على البقية الباقية من مسلحي حماس، فهذا يعني في نفس الوقت أنها ستقضي أيضا على البقية الباقية من الرهائن، وهو خيار صعب جدا بالنسبة لها”.
تحديات أخرى تواجه إسرائيل -يضيف الخبير العسكري المصري البارز- تتمثل في أنها لا تعرف حجم الأنفاق المتبقية في رفح الفلسطينية، ولا كيفية انتشار المسلحين.
وفي مسار وشكل العملية العسكرية، أكد “قشقوش” أن المرحلة الأخيرة الحالية، ليست معركة دبابات ومدافع ثقيلة، بل قوات خاصة، وقتال شرس على الأرض، ومعارك داخل الأنفاق.
وقال إن “نقطة القوة التي يمتلكها الجانب الفلسطيني هي الرهائن، ولابد أن يتم استغلالها جيدا للوصول إلى نقطة التعادل”.
وحول موعد انتهاء العملية العسكرية في رفح، قال قشقوش، إنه من “الصعب تقدير موعد إنتهاء العملية؛ لأن العمل العسكري يمضي جنبا إلى جنب مع المفاوضات والعمل السياسي، الذي سيستمر بكثافة خلال الفترة المقبلة”.
وإذ أشار إلى أن “المرحلة القادمة صعبة”، أكد مستشار المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجي، أن “القادم رغم صعوبته سيكون لصالح القضية الفلسطينية، والوصول للمعادلة 1 أمام 1 وليس صفر إلى صفر”.
ولم يستبعد الخبير المصري، أن تسفر الجهود الدبلوماسية، عما هو أفضل في الساعات المقبلة”.
وبشأن تأثير العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح على مصر، قال: “لو اعتبرنا رفح مركز المشكلة فإن ما يحدث تهديدا غير مباشر للأمن القومي المصري، لكن إذا وصلت العمليات للحدود المصرية مباشرة فسيكون تهديدا للأمن القومي المصري”.
وأكد أن “دور مصر ليس دور وساطة فقط؛ لأنه أكبر من ذلك بكثير، فالقاهرة تعمل على الحفاظ على أمنها القومي، وأمن أيضا فلسطين”، معتبرا أن “الحل الدبلوماسي الاستراتيجي الذي تسعى إليه مصر هو إنهاء هذه الحرب في هذه المرحلة وحل مشكلة الرهائن الإسرائيليين، وإرساء حل شامل للصراع من خلال إعلان حل الدولتين”.
الردع المتدرج
وفي قراءته للتطورات الميدانية الحالية، قال اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، والمستشار بأكاديمية ناصر للعلوم العسكرية بالقاهرة، في حديث خاص لـ”العين الإخبارية” إن “العملية العسكرية الإسرائيلية وسيطرتها على معبر رفح الفلسطيني، تأتي في إطار “الردع المتدرج”، بهدف الضغط النفسي على وفد حماس في القاهرة، وذلك حتى تقبل الأخيرة بما ستعرضه إسرائيل، والحصول على تنازلات من الحركة، وعدم تشددها في مطالبها.
وتعقد في القاهرة، محادثات جديدة غداة موافقة حماس على مقترح لوقف إطلاق النار تقدّمت به مصر وقطر.
ووصل وفد حركة حماس، مساء الثلاثاء، إلى القاهرة قادما من الدوحة لمتابعة مفاوضات وقف إطلاق النار
وقال مسؤول في حماس إن محادثات القاهرة قد تكون “الفرصة الأخيرة” لاستعادة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.
وأكد اللواء نصر سالم أن ما “يهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، أمام الرأي العام الداخلي الغاضب، هو العمل على استعادة الرهائن، والقضاء على كتائب حماس الأربعة، التي يقول جيش الاحتلال إنها متواجدة في رفح”.
جاهزية كاملة
وأشار الخبير العسكري المصري البارز إلى أن “القوات المصرية في حالة استعداد ويقظة وجاهزية كاملة، وإسرائيل تعلم جيدا قدرة الجيش المصري على حماية الحدود، وحفظ الأمن القومي المصري”.
وفي رأيه، فإن “موافقة حماس على المقترح المصري بوقف النار أمس الأول، أربك حسابات إسرائيل؛ لأنهم كانوا يجهزون لعملية اجتياح بري لا محالة”.
وبات معبر رفح محل اهتمام دولي في سياق الحرب المستعرة منذ أشهر بين إسرائيل وحركة حماس، خاصة أنه يعتبر المدخل الوحيد للمساعدات من خارج إسرائيل إلى القطاع مباشرة.
كما أنه المخرج الوحيد الذي لا يؤدي إلى الأراضي الإسرائيلية، وتضاعفت أهميته مع توجه مئات الآلاف من الفلسطينيين صوب جنوب غزة من شمال القطاع هربا من القصف الإسرائيلي.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إرسال الدولة العبرية وفدا إلى القاهرة. وقال إنّه اعطى الوفد تعليمات بأن يكون “حازما بشأن الشروط اللازمة للإفراج” عن الرهائن، و”المتطلبات الأساسية لضمان أمن إسرائيل”.
إلى ذلك، حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الثلاثاء من أنّ الدولة العبرية مستعدة “لتعميق” عملياتها في غزة إذا فشلت محادثات الهدنة.
وقال في بيان بعد جولة قام بها في رفح إنّ الدولة العبرية مستعدّة “لتقديم تنازلات” لاستعادة الرهائن.
وأضاف “لكن إذا كان هذا الخيار غير متاح، سنمضي نحو تعميق العملية، وهذا سيحصل في كل أنحاء القطاع، في الجنوب، في الوسط، وفي الشمال”.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز