رواد الفضاء في مواجهة الغبار المريخي.. تحديات وحلول

يشهد كوكب المريخ، في كل عام مريخي (أي ما يعادل 686 يوما أرضيا)، عواصف ترابية إقليمية تتزامن مع فصل الصيف في نصفه الجنوبي.
كل 3 سنوات مريخية (أي ما يعادل 5 أعوام ونصف على الأرض)، تنمو هذه العواصف لتغطي الكوكب بأكمله، بحيث تكون مرئية حتى من الأرض.
وتشكل هذه العواصف خطرا كبيرا على البعثات الروبوتية، حيث تسبب عواصف كهربائية سكونية تؤثر على الأجهزة الإلكترونية، بالإضافة إلى تراكم الغبار على الألواح الشمسية، مما يؤدي إلى تعطيل المركبات الفضائية، وقد أدت هذه العواصف إلى فقدان المركبة “أبورتيونيتي” عام 2018، والمسبار “إنسايت” عام 2022.
ماذا عن البعثات المأهولة المستقبلية؟
في العقود القادمة، تخطط كل من وكالة “ناسا” ووكالة الفضاء الصينية (CMS) لإرسال رواد فضاء إلى المريخ، حيث تتضمن هذه المهام عمليات طويلة الأمد على سطح الكوكب، ومن المتوقع أن تنتهي بتأسيس مساكن دائمة، إلا أن دراسة جديدة صادرة عن كلية الطب في جامعة جنوب كاليفورنيا، حذرت من أن العواصف الترابية المريخية قد تؤدي إلى مشاكل تنفسية وزيادة مخاطر الأمراض، مما يجعلها تحديا صحيا جديدا يجب الاستعداد له.
وقاد البحث الدكتور جاستن وانغ من جامعة جنوب كاليفورنيا بالتعاون مع علماء من مراكز طبية وهندسية في جامعة كاليفورنيا ووكالة ناسا، وتم نشر الدراسة في مجلة “جيوهيلث”.
ويقول وانغ أن “الغبار المريخي يحتوي على عناصر سامة مثل السيليكا والحديد التي يمكن أن تسبب أمراضاً تنفسية خطيرة. كما أن حجم جزيئات الغبار على المريخ أصغر من تلك التي يستطيع الجسم البشري طردها، مما يجعلها أكثر خطراً على صحة الرئتين”.
واستندت الدراسة إلى تجارب رواد برنامج أبولو الذين أبلغوا عن تأثيرات سلبية لغبار القمر على صحتهم بعد بعثاتهم، وأظهرت التقارير أعراضاً مثل السعال وتهيج الحلق والتهابات العين. وتشير الأدلة إلى أن الغبار المريخي قد يحمل مخاطر صحية مشابهة.
ومع اقتراب خطط استكشاف المريخ، ستحتاج وكالات الفضاء إلى تطوير تقنيات وقائية متقدمة للتعامل مع هذه التحديات الصحية وضمان سلامة رواد الفضاء.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز