زيارة رئيس تونس للصين.. تغيير شريك بآخر أم عودة للدبلوماسية التقليدية؟
في زيارة دولة تستمر خمسة أيام، توجه الرئيس التونسي قيس سعيد إلى الصين، تلبية لدعوة من نظيره الصيني شي جين بينغ.
زيارة يشارك فيها الرئيس سعيد، كضيف شرف في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون العربي الصيني الذي سيعقد يوم الخميس 30 مايو/أيار الجاري ببكين.
تلك الزيارة اعتبرها وزير الخارجية التونسي نبيل عمار، أنها ستكون مثمرة بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات، مضيفًا: نحن لا نغير شريكا بشريك آخر.. وما نقوم به مع الصين ليس على حساب شركاء آخرين ولدينا مصالح متبادلة.. ولا نقبل من أي طرف أن يملي علينا مع من نربط علاقاتنا ومصالحنا».
وتعد الصين رابع شريك تجاري لتونس بعد فرنسا وإيطاليا وألمانيا، وظلت حتى 2019 أهم سوق آسيوية للسياحة التونسية ببلوغ عدد السيّاح الصينيين الذين زاروا تونس 32 ألفًا.
ماذا تعني الزيارة؟
اعتبر الدبلوماسي السابق عبد الله العبيدي أن هذه الزيارة تعد خطوة للعودة إلى سياسات الدبلوماسية التقليدية التي كانت في عهدي الرئيسين الحبيب بورقيبة (1956-1987) وزين العابدين بن علي (1987-2011).
وأوضح العبيدي، في حديث لـ«العين الإخبارية»، أن «الصين كانت في فترة حكم بن علي أكبر مستهلك للفوسفات، فيما كانت العلاقات الدبلوماسية المشتركة متميزة»، مشيرًا إلى أن «هذه الزيارة ستكون في صالح تونس وستعود بالنفع على بلادنا في عدة مجالات وميادين».
الزيارة اعتبرها رئيس لجنة الصداقة التونسية الصينية ثابت العابد «تاريخية لما ستثمر عنه من نتائج جيدة»، موضحًا أنه ستعد فرصة للاستفادة من خبرات الصين، وتطوير العلاقات مع هذا البلد في عدة مجالات، إضافة لجلب استثمارات مباشرة في ظلّ عجز الميزان التجاري مع الصين.
وفي حديث لـ«العين الإخبارية»، أكد العابد، أن هذه الزيارة ستمنح فرصا عديدة من شأنها أن تعود بالنفع على الطرفيْن والربح المشترك، مشيرًا إلى أن «تونس تتطلع إلى دعم شراكتها مع الصين في عدة ميادين لتشمل على وجه الخصوص مختلف المجالات الواعدة وذات القيمة المضافة».
شراكات واعدة
وكان الرئيس قيس سعيد، التقى في يناير/كانون الثاني الماضي، وزير الشؤون الخارجية الصيني وانغ يي، وأكّد له تطلع تونس إلى إرساء شراكات واعدة وبرامج تعاون جديدة مع الصين في عدّة ميادين، على غرار الصحة والفلاحة والرياضة والبنية التحتية والطاقات المتجدّدة.
وتلقى قيس سعيد مؤخرا دعوة من نظيره الصيني للمشاركة في الدورة المقبلة لمنتدى التعاون الأفريقي – الصيني التي ستلتئم في شهر سبتمبر/أيلول 2024 ببيكين.
ويعمل البلدان على استرجاع حيوية هذه السوق بعد تأثيرات جائحة كورونا؛ إذ قررت الصين إعادة إدراج تونس ضمن الوجهات المعترف بها رسميا للسياح الصينيين في شهر أغسطس/آب 2023.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز