اخبار لايف

زيارة طحنون بن زايد لأمريكا.. محطة مهمة في مسار الشراكة الاستراتيجية


تعزز زيارة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، مستشار الأمن الوطني، لأمريكا، شراكة البلدين الاستراتيجية المتنامية.

وبدأ الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، مستشار الأمن الوطني الإماراتي، زيارة رسمية للولايات المتحدة الأمريكية، أمس الإثنين، تعد الأولى لمسؤول إماراتي رفيع المستوى إلى واشنطن منذ تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية في يناير/كانون الثاني الماضي.

زيارة تعد محطة بارزة في المسار التاريخي للعلاقات الثنائية بين البلدين، التي انطلقت قبل 54 عاماً، وتطورت عبر التعاون المتواصل لتزداد قوة وعمقاً بمرور السنين، إذ تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة شريكاً استراتيجياً فاعلاً وموثوقاً للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة.

وتجسد الزيارة نهج دولة الإمارات في تقوية جسور التواصل، وتعزيز الحوار، وبناء شراكات وعلاقات فاعلة ومتوازنة، تقوم على الثقة والمصداقية والاحترام المتبادل مع دول العالم، لتعزيز الاستقرار والسلام الدوليين، وتحقيق المصالح المتبادلة والتنمية والازدهار لجميع الشعوب.

برنامج الزيارة

ومن المقرر أن يعقد الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان خلال الزيارة اجتماعات رسمية مع كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية.

وسيتم خلال تلك الاجتماعات ما يلي:

  • بحث تعزيز العلاقات الاقتصادية والتكنولوجية بين البلدين.
  • مناقشة التحديات الإقليمية.
  • بحث سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية القائمة بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات والممتدة منذ عقود.

زيارات متبادلة

زيارة تعزز الشراكة الاستراتيجية المتنامية بين البلدين، في ظل حرص مشترك على تعزيزها عبر زيارات متبادلة ومباحثات متواصلة لمسؤولي البلدين.

تأتي زيارة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان بعد أقل من شهر من استقبال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، في فبراير/شباط الماضي، ماركو روبيو، وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، في أول زيارة له للإمارات عقب توليه مهام منصبه.

وبحث الجانبان خلال اللقاء، الذي حضره أيضاً عدد من المسؤولين، من بينهم الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، علاقات التعاون والعمل المشترك بين البلدين وسبل تعزيزها في المجالات المختلفة بما يحقق مصالحهما المتبادلة.

كما تطرق اللقاء إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، والتطورات في منطقة الشرق الأوسط، خاصة المستجدات في الأرض الفلسطينية المحتلة، والمساعي المبذولة تجاه الأزمة في قطاع غزة وتداعياتها على السلام والاستقرار والأمن الإقليمي.

وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات أهمية العمل على تجنب توسيع الصراع في المنطقة، بما يهدد السلم الإقليمي.

أيضاً، تأتي زيارة الشيخ طحنون بعد نحو 6 أشهر من زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للولايات المتحدة الأمريكية في سبتمبر/أيلول الماضي، حيث رافقه خلالها الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، والتي حققت نتائج بارزة، كان من بينها إعلان واشنطن دولة الإمارات العربية المتحدة «شريكاً دفاعياً رئيسياً» للولايات المتحدة، لتكون أول دولة عربية وشرق أوسطية تحصل على مثل تلك الشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وثاني دولة في العالم بعد الهند التي تعد «شريكاً دفاعياً رئيسياً» للولايات المتحدة.

أمر يؤكد التقدير الأمريكي الكبير للدور المسؤول الذي تمارسه دولة الإمارات في محيطها العربي والإقليمي، وانخراطها الفاعل في حل أزمات المنطقة، فضلاً عن مواقفها المتوازنة إزاء القضايا ذات الصلة بالأمن والسلم الدوليين.

جاء الإعلان عقب قمة جمعت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الأمريكي آنذاك جو بايدن في البيت الأبيض.

وخلال الزيارة نفسها، التقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان دونالد ترامب (خلال فترة ترشحه للانتخابات الرئاسية).

وتطرق الجانبان خلال اللقاء إلى العلاقات الاستراتيجية التي تجمع البلدين الصديقين، كما تبادلا وجهات النظر بشأن عدد من الموضوعات والقضايا محل الاهتمام المشترك.

وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن العلاقات الإماراتية – الأمريكية ترتكز على رؤية مشتركة للتقدم والازدهار منذ قيامها قبل أكثر من خمسين عاماً، وتشكل الشراكة التنموية ركيزة أساسية لهذه العلاقة، معبراً في هذا السياق عن تقديره لجهود دونالد ترامب في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات والولايات المتحدة.

وأكد الجانبان أن هذه الزيارة تجسد الحرص المشترك على استمرار العمل من أجل ترسيخ الشراكة الدائمة بين البلدين.

أيضاً، خلال الزيارة نفسها، شهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إعلان إطار للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، بحضور الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، مستشار الأمن الوطني.

ويؤكد الإطار الرغبة المشتركة للبلدين في تعميق التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات ذات الصلة، والالتزام المشترك بتطوير مذكرة تفاهم بين حكومتي البلدين بشأن الذكاء الاصطناعي.

وأكد الجانبان عزمهما على التعاون في العديد من المجالات، أهمها: تعزيز الذكاء الاصطناعي الآمن والموثوق، ودعم البحث والتطوير الأخلاقيين له، وبناء أطر تنظيمية لتعزيز الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى توسيع وتعميق التعاون في مجال حماية الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وتطوير المواهب في هذا المجال.

الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان

آفاق واعدة

وتسهم المباحثات التي شهدتها زيارة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان في دفع العلاقات التاريخية بين البلدين إلى آفاق أرحب، ودفعها نحو المزيد من التعاون المثمر لما فيه صالح البلدين والمنطقة والعالم أجمع، ولا سيما على صعيد العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية المتنامية بين البلدين.

ويتطلع البلدان إلى تعزيز التعاون، لا سيما في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي، ودعم التعاون الاقتصادي خلال زيارة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، بناء على الاتفاقات السابقة في هذا الصدد.

وتقوم العلاقات الثنائية والصداقة التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، على مدى أكثر من خمسة عقود، على أساس قوي من التعاون الوثيق الذي يدعم ازدهار وأمن البلدين.

محطات تاريخية

وتأتي هذه الزيارة في إطار العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، التي حافظت على عمقها وثباتها منذ البدايات، إذ تعد الإمارات من أبرز الشركاء الرئيسيين للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة والعالم.

وتأسست العلاقات الدبلوماسية الثنائية بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية بعد فترة وجيزة من قيام اتحاد دولة الإمارات عام 1971، وتم تدشين سفارة الإمارات في واشنطن عام 1974، كما تم افتتاح سفارة الولايات المتحدة في أبوظبي خلال العام نفسه.

وطيلة هذه الفترة، شهدت العلاقات نقلة نوعية في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والعسكرية.

وبرز ذلك بشكل جلي من خلال مستوى الزيارات المتبادلة والمباحثات المشتركة وتنامي حجم التبادل التجاري بينهما، حيث تجاوز حجم التجارة الثنائية 40 مليار دولار سنوياً، مع تصدير الولايات المتحدة بضائع بقيمة تفوق 26 مليار دولار إلى دولة الإمارات.

وشهدت هذه الشراكة محطات تاريخية كثيرة، كان من أهمها توقيع البلدين عام 2009 اتفاقية المادة 123 التي تعنى بالتعاون النووي، واعتُبرت قاعدة ذهبية لتعزيز المعايير الدولية بشأن عدم الانتشار النووي، إلى جانب تعزيز الأمن والأمان في العالم.

وأتاحت «اتفاقية 123» التاريخية لدولة الإمارات تطوير برنامجها لإنتاج الطاقة النووية السلمية، الذي يزوّد حالياً مراكز البيانات في سائر أنحاء الدولة بطاقة نظيفة وكهرباء منخفضة الانبعاثات.

تعاونٌ انطلق إلى آفاق أرحب عقب إطلاق الحوار الاستراتيجي الإماراتي – الأمريكي في أكتوبر/تشرين الأول 2020، في حدث يستهدف تعزيز التفاهم وتعميق العلاقات الثنائية، وذلك بعد نحو عام من بدء سريان اتفاقية التعاون الدفاعي بين البلدين.

وتولي دولة الإمارات أهمية كبيرة لتعزيز علاقات التعاون المشترك مع الولايات المتحدة الأمريكية في مختلف المجالات، وتعزيزها بما يحقق تطلعات قيادتي البلدين الصديقين وشعبيهما، وفق أسس راسخة من الاحترام المتبادل والثقة والمصالح المشتركة.

aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز US

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى