زيلينسكي متخبط بين «النووي» و«الناتو».. وروسيا تجدد «الخط الأحمر»
روسيا تجدد رسم «الخط الأحمر» أمام أوكرانيا، وهو الانضمام لحلف «الناتو»، الشرارة التي أشعلت أسوأ صراع شرقي أوروبا.
واليوم السبت، جددت الخارجية الروسية تحذيرها لكييف بالقول إن «انضمام أوكرانيا لحلف الناتو سيجعل الحل السياسي والدبلوماسي للصراع مستحيلا».
وانضمام أوكرانيا للحلف يعتبر الشرارة التي أطلقت الحرب المستمرة منذ فبراير/ شباط 2022.
فقبل ذلك، وتحديدا في ديسمبر/ كانون أول 2021، قدمت موسكو مشروعي معاهدتين تضمان طلبات أطلقت عليها «الضمانات الأمنية»، تشمل تعهدا ملزما بأن أوكرانيا لن تنضم إلى حلف «الناتو».
وتخشى روسيا، في حال انضمام كييف للناتو، من أن يجعلها تمركز جنود الحلف مباشرة على حدودها الشرقية، على خط تماس يهدد أمنها، ولذلك طالبت أيضا بخفض قوات الحلف المتمركزة في أوروبا الشرقية بشكل عام.
لكن أمريكا وأعضاء آخرون بالحلف رفضوا آنذاك طلبات موسكو ولوحوا بالعقوبات الاقتصادية، قبل أن تعقد محادثات دبلوماسية بين موسكو وواشنطن لكنها لم تنجح في نزع فتيل التوتر، وانتهى الأمر باندلاع الحرب.
بين «النووي» و«الناتو»
في خطاب ألقاه الخميس في بروكسل، طرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي احتمال أن يسعى بلده إلى اقتناء السلاح النووي في مسعى إلى ردع موسكو، في حال تعذّر عليه الانضمام إلى حلف الناتو.
وقال زيلينسكي “إما أن تمتلك أوكرانيا أسلحة نووية توفّر لها الحماية وإما أن تنضمّ إلى حلف ما”، مضيفا “لا نعرف تحالفا بفعالية” الناتو.
وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وافقت أوكرانيا على تسليم روسيا الأسلحة النووية السوفياتية التي كانت مودعة لديها، في اتفاق أبرم العام 1994 وعُرف باسم “مذكّرة بودابست”.
والجمعة، عاد زيلينسكي وأوضح في مقابلة مع التلفزيون الأوكراني أن أوكرانيا تفضّل أن تكون في حلف شمال الأطلسي على أن تمتلك سلاحا نوويا.
وقال “حجّتنا هي أنه في وقت (توقيع) مذكّرة بودابست، تخلّينا عن الأسلحة النووية وحصلنا على ضمانة (الحفاظ) على أمن أوكرانيا وسلامة أراضيها”، معربا عن أسفه لأن هذه المذكرة انتُهِكت دون أن “يتم إيقاف روسيا”.
وأضاف زيلينسكي “لو لم تتخلَّ أوكرانيا عن أسلحتها النووية، لكانت تحت المظلّة نفسها التي تنضوي تحتها القوى النووية الأخرى غير الأعضاء في حلف الناتو”، قبل أن يؤكّد أنّ أوكرانيا “دولة مسالمة” وأنّ “الناتو اليوم أفضل من أيّ سلاح”.
وعلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة على تصريحات زيلينسكي، معتبرا أنها تنطوي على “استفزاز خطير”.
وقال بوتين خلال لقاء مع صحفيين أجانب “إنه استفزاز خطير. وسيلقى كلّ تدبير في هذا الاتّجاه ردّا مناسبا”.
وأشار إلى أنه ليس “على دراية” إن كان في وسع أوكرانيا صنع سلاح نووي، معتبرا أن “الأمر ليس صعبا في العالم الحديث”.
وأضاف الرئيس الروسي “يمكنني القول على الفور إن روسيا لن تسمح بحدوث ذلك في أيّ ظرف”.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز