زيلينسكي وماكرون في «تواصل يومي».. وفرنسا محطة دبلوماسية جديدة

في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية وتصاعد العمليات العسكرية، برزت فرنسا كلاعب دبلوماسي نشط في محاولات احتواء الأزمة.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه يتواصل يوميًا مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، مشيرًا إلى زيارة مرتقبة له إلى باريس الأسبوع المقبل.
حيث سيعقد لقاءات مع المسؤولين الفرنسيين لبحث مستجدات الحرب والدعم العسكري والدبلوماسي الذي تقدمه فرنسا لكييف.
ويعكس هذا التواصل اليومي مدى انخراط باريس في الجهود الرامية لإيجاد حلول دبلوماسية للحرب، إذ سبق أن قاد ماكرون عدة مبادرات دبلوماسية مع موسكو وكييف على مدار السنوات الماضية، رغم أن النتائج كانت محدودة في وقف النزاع.
تصعيد عسكري
على الأرض، لا تزال العمليات العسكرية تتصاعد دون أي بوادر تهدئة حقيقية. وأعلنت أوكرانيا تسلم دفعة جديدة من مقاتلات «إف-16» لتعزيز دفاعاتها الجوية.
بينما واصلت موسكو شن هجمات على منشآت الطاقة والمناطق السكنية الأوكرانية، ما أدى إلى أضرار كبيرة في البنية التحتية.
وفي المقابل، شنت كييف هجمات على مستودعات النفط في جنوب روسيا، ضمن استراتيجية استهداف المواقع التي تساهم في تمويل المجهود الحربي الروسي.
ورغم التصريحات الروسية حول استعدادها لوقف الضربات على منشآت الطاقة، فإن كييف تؤكد أن موسكو غير جادة في أي هدنة، مشيرة إلى استمرار الهجمات الجوية والصاروخية.
اتصالات أمريكية-أوكرانية
بالتوازي مع التحركات الفرنسية، شهدت الأزمة الأوكرانية تطورات على صعيد الاتصالات الأمريكية، حيث أجرى زيلينسكي مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تناولت مقترحات لإنهاء الحرب، بما في ذلك إمكانية مشاركة واشنطن في إدارة محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تسيطر عليها روسيا.
كما طلب زيلينسكي تعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية، وهو ما تعهد ترامب بالنظر فيه عبر توفير مواقع إضافية للعتاد العسكري في أوروبا.
ومع ذلك، تواصل روسيا فرض شروطها في أي مفاوضات، حيث رفض الرئيس فلاديمير بوتين وقفًا كاملًا لإطلاق النار طالما أن القوات الأوكرانية تنفذ عمليات داخل الأراضي الروسية، خاصة في منطقة كورسك.
تبادل أسرى برعاية إماراتية
ورغم التصعيد العسكري، نجحت الجهود الدبلوماسية في تحقيق تقدم على صعيد الملف الإنساني، حيث جرت صفقة تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا بوساطة إماراتية، شملت إطلاق سراح 175 جنديًا من كل جانب.
إضافة إلى إفراج موسكو عن 22 جنديًا أوكرانيًا جريحًا كبادرة حسن نية. وتُعدّ هذه الخطوة إحدى الإشارات النادرة على إمكانية تحقيق تقدم دبلوماسي، رغم بقاء النزاع العسكري في حالة اشتعال.
قلق أوروبي
وفيما تتزايد الاتصالات بين ترامب وبوتين وزيلينسكي، أعربت بعض الدول الأوروبية عن قلقها من مسار المحادثات، حيث يخشى قادة الاتحاد الأوروبي أن تؤدي أي تفاهمات بين واشنطن وموسكو إلى حلول على حساب المصالح الأوكرانية.
وأكد وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس أن العرض الروسي بوقف مؤقت للهجمات على منشآت الطاقة الأوكرانية «لا يعني شيئًا»، مشيرًا إلى ضرورة فرض ضغوط أكبر على الكرملين.
كما حذرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، من أن أي اتفاق لا يضمن انسحاب القوات الروسية بالكامل من أوكرانيا لن يكون مقبولًا أوروبيًا، داعية إلى تعزيز دعم كييف، بما في ذلك تزويدها بمزيد من الذخائر والمدفعية الثقيلة.
هل تعيد باريس التوازن؟
مع تصاعد الجهود الدبلوماسية، تسعى فرنسا إلى لعب دور أكثر تأثيرًا في إيجاد مخرج للأزمة، خاصة في ظل التقارب الأمريكي-الروسي الأخير.
فبينما تواصل باريس دعم كييف عسكريًا، تحاول أيضًا الدفع نحو مفاوضات أكثر توازنًا تضمن مصالح أوكرانيا وأمن أوروبا.
ومع زيارة زيلينسكي المرتقبة إلى باريس، ستتجه الأنظار إلى ما إذا كانت فرنسا قادرة على تقديم مبادرة دبلوماسية جديدة تعيد إحياء جهود التفاوض، أو أن الأزمة ستظل عالقة في دوامة التصعيد العسكري والجمود السياسي.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز