زيلينسكي يضبط خطوته على إيقاع ترامب.. هل يحل زمن السلام؟
أعاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ضبط خطوته على وقع تبدلات المشهد الأمريكي، مستخدما لغة جديدة تتناسب مع واقع في طريقه للتحقق.
قال زيلينسكي الثلاثاء خلال اجتماع في كييف مع وزير خارجية الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين إنه “يدرك تماما ضرورة التوصل لحل وإنهاء الأزمة الأوكرانية بأسرع وقت ممكن”.
وإشارة الرئيس الأوكراني إلى إنهاء الحرب لم تكن الأولى حيث سبقها إعلانه في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، إمكانية إجراء مفاوضات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك بالرغم من المرسوم المعمول به في أوكرانيا والذي يحظر مثل هذه المفاوضات.
ولفت زيلينسكي إلى أن “لا أحد سيوافق” على صراع مسلح “سيستمر لعشر سنوات أخرى أو سنوات عديدة”.
ومنتصف الشهر الجاري أعرب عن رغبته في مشاركة وفد يمثل روسيا في المؤتمر الثاني لحل النزاع الأوكراني.
ويعتقد مراقبون أن زيلينسكي لا يستجيب فقط لوقائع الميدان حيث يتقدم الجيش الروسي بإطراد بعد جمود استمر شهور على الجبهات وإنما أيضا يتعامل مع احتمالات التغيير في الولايات المتحدة الأمريكية.
والأحد الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن تنحيه عن السباق الرئاسي معلنا دعمه لنائبته كامالا هاريس.
وكان بايدن الزعيم الأكثر التزاما تجاه دعم كييف وكسر منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا خطا أحمر وراء آخر في تسليح الجيش الأوكراني وحتى السماح باستخدام أسلحة بلاده في ضرب العمق الروسي.
وعلى ما يبدو يستجيب زيلينسكي لاحتمالات فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي ينظر على نحو مختلف لمسار الحرب في أوكرانيا والدعم الأمريكي السخي الذي التزم به بايدن.
وعطل أنصار ترامب الجمهوريين في الكونغرس تمويلا لأوكرانيا لشهور، حتى أن عددا من المراقبين يشير إلى أن هذا التأخير في تسليم الأسلحة والدعم المالي ربما كان وراء الهزائم المتلاحقة التي منيت بها كييف في الجبهات.
كما يميل ترامب إلى أن تتحمل أوروبا نصيب أكبر في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وهو رأس الحربة في عمليات واشنطن الديمقراطية لمواجهة خطر التمدد الروسي.
يشار إلى أن الرئيس بوتين يؤكد باستمرار استعداد روسيا للسلام وأن أي مفاوضات يجب أن تأخذ في الاعتبار الواقع الجديد على الأرض، ومطالب روسيا الأمنية.
وفي استجابة للغة زيلينسكي الجديدة قال المتحدث بسم الكرملين دميتري بيسكوف في وقت لاحق إن المفاوضات مع أوكرانيا ممكنة، ولكن يجب أن توافق الحكومة الأوكرانية على نتائجها.
وفي 14 يونيو/حزيران الماضي حدد الرئيس بوتين في اجتماع مع قيادة وزارة الخارجية شروط حل الأزمة في أوكرانيا، مشيرا إلى أن من بينها انسحاب القوات الأوكرانية من دونباس ونوفوروسيا، وتخلي كييف عن فكرة الانضمام إلى “الناتو”.
بالإضافة إلى ذلك، ترى روسيا أن من الضروري رفع كافة العقوبات الغربية المفروضة عليها وإقامة دولة محايدة وخالية من الأسلحة النووية في أوكرانيا.
وطالما رفضت كييف الشروط الروسية لبدء عملية تفاوض جدية لإحلال السلام في أوروبا وطرحت من ناحيتها خطة برعاية أمريكية اعتبرتها روسيا مستحيلة.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز