اخبار لايف

ساعة تستور معكوسة الدّوران.. هل تنضم إلى لائحة اليونسكو؟ (خاص)


قدمت تونس مبادرة تسجيل مدينة تستور وجامعها وساعته معكوسة الدّوران على لائحة التراث العالمي لليونسكو.

وتزين صومعة الجامع الكبير في مدينة تستور بمحافظة باجة شمال غربي تونس، ساعة فريدة من نوعها تعيد رسم الزمن بطريقة معكوسة بدورانها من اليمين إلى اليسار، بعكس الساعات العادية التي تدور من اليسار إلى اليمين.

 وقد بناها المهندس محمد تغارينو سنة 1630، وهو أندلسي الأصل أخذ تستور التونسية موطناً جديداً له بعد خروجه قسراً من موطنه الأصلي.

وأشرفت وزيرة الثقافة التونسية أمينة الصرارفي الأحد، بمركز تقديم التراث بمحافظة باجة شمال غربي البلاد، على فعاليات عشرية إعادة تشغيل السّاعة معكوسة الدّوران للجامع الكبير بمدينة تستور حيث تم تقديم مبادرة تسجيل مدينة تستور وجامعها وساعته معكوسة الدّوران على لائحة التراث العالمي لليونسكو.

يذكر أن ساعة تستور الأندلسية هي إحدى ثلاث ساعات فى العالم تدور عكس عقارب الساعة العادية وهي ساعة حائطية تعلو صومعة الجامع الكبير لتستور الذى يعود تشييده إلى سنة 1630 ويعتبر من أهم المعالم الأثرية التى شيّدها الأندلسيون.

وكانت عقارب هذه الساعة قد تعطّلت لسنوات قبل أن تتم إعادة تشغيلها وصيانتها سنة 2014 بمباردة من جمعية صيانة مدينة تستور.

والأندلسي محمد تاغرينو اختار أن تتجه عقارب الساعة إلى الأندلس، وأن تسير مسار دوران الدم في جسم الإنسان تعبيراً منه عن حبه وحنينه إلى بلده الذي هجره قسراً.

وتأسست بلدة تستور حين حطّ الموريسكيون (الأندلسيون) رحالهم قادمين من الأندلس، ووفقا لمراجع التاريخ، فقد عرفت هجرة الموريسكيين إلى المغرب العربي (المغرب والجزائر وتونس) ثلاث مراحل في القرون 13 و15 و17 الميلادية.

وبلغ عدد الوافدين من الأندلسيين على تونس فقط في القرن الـ17 أكثر من ثمانين ألف مهاجر، وأغلب الموريسكيين تعود أصولهم إلى مسلمي شمال أفريقيا، الذين صاحب بعضهم طارق بن زياد عند فتحه إسبانيا.وظلوا يحتفظون بمفاتيح منازلهم في الأندلس على أمل العودة. والوافدين إلى تونس جاءوا من “قشتالة”، و”أرقون”، و”قاتالونيا”.

وقال الباحث في التراث التونسي الحبيب عبيد لـ”العين الإخبارية” إن بلدة تستور تمتلك مخزونا أثريا مهما يعود إلى العهد الأندلسي.

وأكد أن ساعة تستور بنيت بعد تشييد الجامع الكبير سنة 1630، على يد المهندس محمد تغرينو قائلا “فدورانها المعكوس ليس سوى تجسيد لرغبة يائسة لاسترجاع الوقت والعودة به إلى نقطة في الماضي”.

وأشار الى أن هذه الساعة كانت متوقفة طوال ثلاثة قرون قبل أن تعود إلى العمل سنة2014 من قبل المهندس التونسي عبد الحليم الكوندي والذي يعود أصله إلى الأندلس، وتُشغّل كما كانت تدور سابقاً بشكل معاكس للاتجاه المألوف لدوران العقارب”.

وأضاف أن المسجد الذي يحمل هذه الساعة الحائطية ،يضم قاعة للصلاة وساحتين مرصوفتين بآثار رومانية وبيزنطية، وصومعة، وجامع مياه، ومزولة شمسية.

وأفاد بأن “مئذنة الجامع الكبير تحمل نجمة الإسلام ونجمة داود والثالوث المسيحي المقدس وهي رموز الديانات الثلاث تدل على التسامح الذي كان قائماً بين مختلف سكان المدينة”.ساعة تستور

ساعة تستور

ساعة تستور

ساعة تستور

ساعة تستور

aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز US

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى