سامح شكري: استمرار إسرائيل في عدوانها الغاشم على «غزة» خلف أكثر من 22 ألف شهيد
توجه وزير الخارجية سامح شكري إلى كمبالا، عاصمة أوغندا، أمس الخميس، لتمثيل مصر في القمة الـ19 لحركة عدم الانحياز؛ باعتباره نائبا عن الرئيس عبدالفتاح السيسي.
قمة عدم الانحياز
وأعلن السفير أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن القمة الـ19 لحركة عدم الانحياز ستعقد في كمبالا هذا العام، وتأتي هذه القمة بناءً على رئاسة أوغندا للحركة للفترة من 2024 إلى 2027، وذلك بعد انتهاء فترة رئاسة أذربيجان.
وأوضح السفير أبوزيد أن القمة تحمل عنوان ‘تعميق التعاون من أجل الرخاء العالمي المشترك’، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن يشارك في القمة أكثر من 120 دولة، وستشهد فعالياتها مناقشة سبل تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في سبيل تحقيق الرخاء العالمي المشترك.
وقال شكري إن مصر تولي اهتماما تاريخيا خاصا بحركة عدم الانحياز لكونها إحدى الدول المؤسسة للحركة والداعمة لمبادئها، وأن الحركة بدأت تتزايد أهميتها على ضوء تعاظم التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية التي باتت تواجه الدول النامية في الوقت الراهن، وزيادة حدة الصراعات وحالة الاستقطاب على المسرح الدولي، والتي تستوجب تعزيز دور الحركة وإحياء مبادئ باندونج.
نص كلمة سامح شكري بقمة عدم الانحياز
ويستعرض موقع قناة صدى البلد النص الكامل لكلمة سامح شكري وزير الخارجية بقمة عدم الانحياز على النحو التالي..
يوري موسيفيني، رئيس جمهورية أوغندا الشقيقة، رئيس قمة عدم الانحياز، السيدات والسادة رؤساء الدول والحكومات،
يطيب لي أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لجمهورية أوغندا على حفاوة الاستقبال وحُسن التنظيم، كما أتوجه بالشكر لجمهورية أذربيجان على جهودها المقدّرة في رئاسة الحركة خلال السنوات الأربع الماضية.
في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية المتزايدة أمام الدول النامية، تبرز الحاجة لتعزيز دور حركة عدم الانحياز وإحياء مبادئ باندونج، التي كانت مصر سبّاقة في إرسائها وصونها، لاسيما احترام القانون الدولي، وسيادة الدول، وعدم التدخل في شئونها الداخلية، والالتزام بمقاصد وأهداف ميثاق الأمم المتحدة، لإقامة عالم مستقر يقوم على التضامن الدولي والازدهار المشترك.
وليس بخاف عليكم أننا نجتمع في توقيت يواجه فيه عدد من أعضاء الحركة تهديداً مباشراً لأمنه واستقراره .. بل وبقائه.. فمنطقة الشرق الأوسط تشهد أزمة واسعة النطاق، إثر استمرار إسرائيل في عدوانها الغاشم على قطاع غزة، مما خلّف حتى الآن أكثر من 22 ألف شهيداً، أغلبهم من النساء والأطفال… وقد بلغ التدمير حداً غير مسبوق لم تسلم منه المنشآت الطبية، والإنسانية، والبنية التحتية الأساسية، ودور العبادة، وقامت إسرائيل باستهداف العاملين بالمجالين الطبي والإنساني، وموظفي الأمم المتحدة، والصحفيين.
المساعدات الإنسانية لفلسطين
وقد أدت هذه الانتهاكات إلى دفع أكثر من 1.6 مليون فلسطيني في قطاع غزة للنزوح، في مواجهة ممارسات إسرائيلية تفرض الحصار، والتجويع، وتعرقل المساعدات الإنسانية، وتتمادى في خرق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
ومن ثم، تدعو مصر لتمسك حركة عدم الانحياز بمواقفها التاريخية للتنديد بالممارسات الإسرائيلية غير المشروعة، ورفض تهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته، وتؤكد مصر أن السلم والاستقرار لن يتحقق في الشرق الأوسط سوى بإنهاء الاحتلال وانسحاب إسرائيل من كافة الأراضي العربية المحتلة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وعلى صعيد قارتنا الأفريقية، تؤكد مصر تضامنها مع الدولة السودانية وجميع أطياف الشعب السوداني الشقيق، وتعرب عن قلقها البالغ من استمرار المواجهات العسكرية، وتجدد دعوتها لكافة الأطراف لإعلاء مصالح السودان والالتزام بوقف إطلاق النار، واللجوء للحوار … وانطلاقاً من حرصها على حقن دماء الشعب السوداني وتخفيف معاناته الإنسانية، قامت مصر باستقبال أكثر من 350 ألف من الأخوة السودانيين منذ بدء الأزمة، كما أطلقت آلية دول جوار السودان لدعم الرؤية والملكية الوطنية السودانية لحل الأزمة.
وتشدد مصر على دعمها التام لوحدة أراضي جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة، وسيادة الصومال علي كامل ترابه، وتشجب مصر بشدة أية إجراءات أحادية يتخذها أي طرف إقليمي لتهديد وحدة وسلامة الصومال، كما تؤكد معارضتها الحاسمة لأية إجراءات من شأنها التعدي على سيادة وحق الصومال –دون غيره – في الانتفاع بموارده، ونحذّر من التحركات التي تقوض الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي، وتزيد من حدة التوتر بين دوله، وندعو لتكاتف الجهود لاحتواء أزمات المنطقة، بدلاً من الاستمرار في سياسة تأجيج النزاعات على نحو غير مسئول.
تغير المناخ
وتنوه مصر بما تواجهه منطقة الساحل الأفريقي من مخاطر الإرهاب، وتهديد الأمن الغذائي … فضلاً عن تغير المناخ وندرة المياه، خاصة بمصر، وهو الأمر الذي يتطلب إعلاء روح التعاون واحترام قواعد القانون الدولي للمجاري المائية العابرة للحدود، بدلاً من اتباع إجراءات أحادية، لا تأخذ في اعتبارها الآثار الاقتصادية والاجتماعية والبيئية على كافة الأطراف، مما يهدد الاستقرار الإقليمي.
تواجه الدول النامية أعباءً اقتصاديةً متزايدةً، خاصة ما يتصل بأزمة الديون وتفاقم العجز في الموازنات العامة، مما يحتم إيلاء الدول المتقدمة مزيداً من التجاوب مع مطالب مبادلة الديون وتحويل جانب منها إلى مشروعات تنموية مشتركة تساهم في دفع التعافي الاقتصادي وتعزيز النمو الشامل والمستدام، إضافة إلى العمل لدفع مؤسسات التمويل الدولية لمساندة ودعم جهود الدول النامية.
وتؤكد مصر الدور المحوري لحركة عدم الانحياز في مواصلة حشد الجهود لتحقيق التعافي الاقتصادي في دول الحركة، ولعل انعقاد اجتماعنا اليوم – وقبل يوم واحد من انعقاد قمة الجنوب الثالثة هنا في كمبالا– يمثل فرصة لتعزيز التنسيق للخروج بخطة عمل واضحة تساهم في تسريع وتيرة النمو في الدول النامية ووصولها لأهداف التنمية المستدامة قبل عام 2030.
الاتفاقية الإطارية لتغير المناخ
وندعو للبناء على نجاح مؤتمري الأطراف COP27 وCOP28، اللذين عقدا في دولتين من أعضاء الحركة، وأسهما في الدفع بالأجندة الدولية للمناخ وتعزيز مفهوم العدالة المناخية، في وقت تتعاظم فيه وطأة الأزمات المناخية وتداعياتها السلبية على الدول النامية… ونرحب بشكل خاص بتفعيل صندوق الخسائر والأضرار الذي تم اقراره في قمة المناخ COP27 وتم تفعليه في COP28، ونثمن إطلاق برنامج عمل الانتقال العادل، وندعو كافة الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها المتضمنة في الاتفاقية الإطارية لتغير المناخ واتفاق باريس وتفعيل المبادئ المتفق عليها وفى مقدمتها المسئولية المشتركة متباينة الأعباء، والانصاف.
ختاماً، أكرر تقديري لجمهورية أوغندا الشقيقة، وإني على ثقة من نجاحها في قيادة الحركة بكفاءة واقتدار لتحقيق طموحات شعوبنا نحو عالم أكثر أمناً واستقراراً وازدهاراً.