اخبار لايف

سحر المريخ في فيديو جديد.. كيف تبدو سحب الكوكب الأحمر؟


نشرت وكالة “ناسا” مقطع فيديو جديد يعرض لقطات مذهلة للسحب على سطح المريخ، تم تجميعه من صور التقطها مسبار “كيوريوسيتي” التابع للوكالة.

يكشف الفيديو عن سحب رقيقة مائلة للونين الأحمر والأخضر، تتجول في السماء المريخية بأنماط مدهشة تشبه تلك التي تشكلها السحب على الأرض، ويسعى الباحثون لدراسة كيفية تشكلها وأماكن ظهورها على المريخ، بما يمكن أن يساعد العلماء على فهم تأثيرها على مناخ الكوكب الأحمر.

وتعرض الصور، التي التُقطت في 17 يناير/ كانون الثاني بواسطة إحدى الكاميرتين الموجودتين على متن “كيوريوسيتي”، سحب “ليليّة مضيئة” أو سحب الشفق، التي تظهر في السماء العالية على المريخ بحيث تتوهج بأشعة الشمس حتى عندما يكون الليل قد حل على سطح الكوكب.

وتم جمع هذه اللقطات خلال 16 دقيقة، ثم تم تسريعها بمعدل 480 مرة لعرضها في الفيديو النهائي، وفقا لبيان صادر عن مختبر الدفع النفاث التابع لناسا.

وتتكون هذه السحب العالية من ثلج جاف، أي جليد ثاني أكسيد الكربون، وتطفو على ارتفاع يتراوح بين 60 و80 كيلومترا فوق سطح المريخ، حيث يكون الجو باردا بما يكفي لتكثف ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي المريخي وتحوله إلى سحب.

وفي بعض اللقطات، تظهر البلورات الجليدية وهي تسقط على السطح على شكل أعمدة بيضاء كثيفة قبل أن تتبخر على ارتفاع حوالي 50 كيلومترا بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

وهذه هي المرة الرابعة التي يرصد فيها “كيوريوسيتي” هذه السحب خلال عام مريخي، حيث تظهر عادة خلال أوائل الخريف في النصف الجنوبي للكوكب، وفقا للبيان الصادر عن مختبر الدفع النفاث، تم اكتشاف هذه السحب لأول مرة عام 1997 بواسطة مهمة “باثفايندر” التابعة لناسا شمال خط الاستواء المريخي.

مسبار "كيوريوسيتي" التابع لناسا

ويقول مارك ليمون، عالم الغلاف الجوي في معهد علوم الفضاء بولاية كولورادو، الذي قاد دراسة عن ملاحظات “كيوريوسيتي” للسحب الشفقية في موسميها الأولين: “سأتذكر دائما المرة الأولى التي شاهدت فيها تلك السحب المتألقة واعتقدت في البداية أنها تداخل لوني في الصور”. وأضاف: “الآن أصبحت السحب تظهر بانتظام في نفس الوقت من كل عام، ما يجعلنا نخطط لالتقاط الصور مسبقا”.

وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، كشف العلماء عن أكبر خريطة للسحب على المريخ تم إنشاؤها حتى الآن، والتي جُمعت من صور التقطها مسبار “مارس إكسبريس” التابع لوكالة الفضاء الأوروبية على مدار عقدين، وتضمنت الخريطة مجموعة متنوعة من أنماط السحب التي تظهر على المريخ، بما في ذلك أنماط لم تُشاهد من قبل على الأرض.

وقالت دانييلا تيرش، الجيولوجية الكوكبية في مركز الفضاء الألماني والمشاركة في إعداد الخريطة: “السحب على المريخ متنوعة ومثيرة تماما مثل تلك التي نراها في سمائنا على الأرض”.

ورغم هذه التطورات، لا يزال لغز عدم ظهور السحب الشفقية في أماكن أخرى على المريخ يشغل العلماء، بما في ذلك ليمون. فرغم أن مسبار “بيرسيفيرانس” لم يرصد أي سحب شفقية منذ هبوطه في فوهة “جيزيرو” في 2021، وهي تقع شمالًا من موقع “باثفايندر”، إلا أن “كيوريوسيتي” لم يرصد هذه السحب حتى 2019، بعد نحو سبع سنوات من هبوطه في فوهة “غيل” جنوب خط الاستواء المريخي.

وأشار ليمون إلى أنه لم يكن من المتوقع أن يتكاثف ثاني أكسيد الكربون إلى جليد في هذه المنطقة، ما يثير التساؤلات حول العوامل التي تبرد الجو بشكل يسمح بحدوث هذا التكوين، و قد تكون بعض المناطق أكثر عرضة لتكوين هذه السحب، مثل الأماكن التي تشهد تموجات جوية تعرف باسم “موجات الجاذبية” التي تبرد الغلاف الجوي بما يكفي لتجميد جزيئات ثاني أكسيد الكربون وتشكيل السحب الناتجة.

ومع ذلك، أضاف ليمون: “لا تزال موجات الجاذبية المريخية غير مفهومة تماما، ولسنا متأكدين تماما مما يجعل السحب الشفقية تتشكل في مكان دون آخر”.

aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز US

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى