اخبار لايف

سلطان الجابر يعلن إطلاق أول منشأة للطاقة المتجددة في العالم

اقتصاد

خلال افتتاح القمة العالمية لطاقة المستقبل 2025


قال الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، رئيس مؤتمر الأطراف COP28، إن توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، هي الأساس الراسخ لتحقيق إنجازات عظيمة في قطاع الطاقة المتجددة بدولة الإمارات.

جاء ذلك خلال كلمته بالقمة العالمية لطاقة المستقبل 2025، المنعقدة اليوم بأبوظبي ضمن أسبوع أبوظبي للاستدامة 2025.

وخلال كلمته أعلن الدكتور سلطان الجابر عن إطلاق أول منشأة للطاقة المتجددة في العالم قادرة على توفير الطاقة المتجددة على نطاق واسع بشكل مستقر ومستمر في كافة الأوقات. 

وقال الدكتور سطان الجابر، “إنه مع بداية الربع الثاني من القرن الحادي والعشرين.. نشهد مرحلة مِفصلية نقف فيها بين عالَمين.. أحدهما نعرفه.. وآخر نستكشف ملامحه واحتمالاته هذه المرحلة التي أسميها “نقلة نوعية من الحاضر إلى المستقبل”. 

وأضاف الجابر أن هناك ثلاثة عوامل قوية ومؤثرة تتضافر معاً لإعادة صياغة وتشكيل مستقبلنا بطرق لم نكن لنتخيلها، وهي:

أولاً، نهوض الأسواق الناشئة المسؤولة حالياً عن أكثر من نصف معدلات النمو والازدهار في العالم. 

ثانياً، النقلة النوعية في منظومة الطاقة.. والتي تسهم في توسيع مزيج الطاقة وخلق قطاعات جديدة بالكامل.

ثالثاً، التطور الكبير في الذكاء الاصطناعي ودوره في تسريع وتيرة التغيير.

هذه التوجهات مجتمعة قادرة على دفع عجلة التقدم، وتسريعه بوتيرة غير مسبوقة.

وأكد الدكتور سلطان الجابر أن دولة الإمارات تقدم العديد من النماذج العملية لمفهوم النقلة النوعية من الحاضر إلى المستقبل. فهي تتميز بنجاحها في الجمع بين: الإرث والتقاليد، والريادة في تبنّي أفضل وأحدث الابتكارات النوعية. لقد نجح الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيّب الله ثراه)، في تحويل المستحيل إلى ممكن.. وإلى واقع ملموس. لقد حوَّل الرمال إلى أرضٍ خصبة.. وأرسى الأسس التي ساهمت في أن تصبح الإمارات دولةً رائدة ومتقدمة في قطاع الطاقة. واليوم.. تواصل قيادتنا الرشيدة السير على هذا النهج.

وذكر الجابر أن “الرؤية الاستشرافية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات هي مصدر إلهامٍ نسترشد به دائماً للوصول إلى آفاق جديدة. وبفضل توجيهاتكم السديدة ودعمكم اللامحدود، حققنا إنجازات غير مسبوقة في مجال الطاقة الشمسية.. بدءاً من تطوير أكبر محطة شمسية في موقع واحد بالعالم.. وصولاً إلى تطوير محطة رائدة عالمياً في مجال تحلية المياه. وفي طاقة الرياح.. رسخنا ريادتنا عبر تطوير محطات قادرة على التكيف مع رياح البحار المضطربة وكذلك مع الرياح منخفضة السرعات. كما انتقلنا إلى مرحلة جديدة في مجال الطاقة النووية مع تشغيل 4 وحدات ضمن محطة براكة”.

إنجازات رائدة

مضيفاً: “حققنا إنجازات رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي. بداية من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، أول جامعة إماراتية للدراسات العليا متخصِّصة بالكامل في مجال الذكاء الاصطناعي، إلى شركات الاستثمار الاستراتيجي في هذا المجال مثل شركة “MGX”.  وفي مجال الفضاء، أرسلنا مسباراً إلى المريخ، ولم نتوقف هناك حيث سنرسل قريباً مهمةً إلى حزام الكويكبات عبر مركبة “المستكشف محمد بن راشد”، وسنقوم كذلك بإطلاق القمر الصناعي “محمد بن زايد سات” لاستكشاف كوكبنا”.

وتابع الجابر: “لقد كانت توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، هي الأساس الراسخ لتحقيق هذه الإنجازات. وكانت الدعوة التي ألهمت العمل متعدد الأطراف، ومهّدت الطريق أمام تغليب العزم والتصميم على الشكوك والمخاوف، ونجحت في توحيد جهود العالم، للتوصل إلى “اتفاق الإمارات” التاريخي خلال مؤتمر الأطراف COP28″.

وأكد وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي أنه على مدار عقود، كان أكبر عائق أمام تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الطاقة المتجددة هو عدم استقرار إمداداتها. ومن أهم التحديات التي يواجهها القطاع: كيفية توفير الطاقة لعالم يشهد حركةً مستمرة من خلال مصادر غير مستقرة؟ وكيفية تحويل المصادر المتجددة إلى طاقة موثوقة يمكن الاعتماد عليها؟ اليوم… أصبحت لدينا إجابة”.

إطلاق أول منشأة للطاقة المتجددة

وخلال كلمته أعلن الدكتور سلطان الجابر عن إطلاق أول منشأة للطاقة المتجددة في العالم قادرة على توفير الطاقة المتجددة على نطاق واسع بشكل مستقر ومستمر في كافة الأوقات. بالتعاون مع شركة مياه وكهرباء الإمارات، تمكنت شركة مصدر من جمع 5 غيغاواط من الطاقة الشمسية مع سعة تخزين تبلغ 19 غيغاواط ساعة لإنتاج 1 غيغاواط من الطاقة النظيفة المستمرة دون انقطاع. هذا المشروع سيسهم، لأول مرة على الإطلاق، في تحويل الطاقة المتجددة إلى طاقة حمِل أساسي. وهذه خطوة أولى تشكل بداية لنقلة نوعية في هذا المجال. وما كان لهذا الإنجاز أن يتحقق لولا التشجيع والدعم الراسخ الذي تلقيناه من قيادتنا الرشيدة ومن شركائنا.

وأضاف أن تخزين الطاقة باستخدام البطاريات هو أسرع تقنيات الطاقة نمواً في العالم اليوم. ستتم إضافة سعة تخزين إضافية قياسية تبلغ 100 غيغاواط إلى الشبكة الكهربائية هذا العام. لكن هذا يمثل جزءاً بسيطاً من الطلب الإجمالي على الطاقة الذي تحركه التوجهات الثلاثة الشاملة، خاصةً النمو الكبير في الذكاء الاصطناعي. قبل بدء استخدام أدوات وحلول الذكاء الاصطناعي، كان الطلب على الطاقة في طريقه إلى الارتفاع من 9000 غيغاواط إلى أكثر من 15000 غيغاواط بحلول عام 2035. ولكن مع نمو تطبيقات مثل ChatGPT بمقدار نصف مليار زيارة كل شهر واستخدامها طاقةً تعادل عشرة أضعاف ما يستخدمه البحث لمرة واحدة على غوغل فقد يصل الطلب بحلول 2050 إلى 35000 غيغاواط. إننا نتحدث هنا عن نسبة زيادة تقدر بأكثر من 250%.

خيارات متنوعة للطاقة

وتابع الدكتور سطان الجابر: “كلي ثقة بأنكم تتفقون جميعاً على أنه لا يوجد مصدر واحد للطاقة بإمكانه تلبية هذا الطلب غير المسبوق، خاصةً وأنه لا يزال هناك مليار شخص في العالم يفتقرون إلى الطاقة، لذا، نحتاج إلى أن يكون لدينا خيارات متنوعة في مصادرها، وبكل وضوح، فإن السياسات واللوائح التنظيمية التي تستبعد بعض هذه المصادر بشكل سابق للأوان لن تكون في مصلحة أحد. إننا نحتاج إلى تطبيق نهج يعتمد على مزيج متنوع من المصادر.

مضيفاً: “هذه هي الذهنية التي قادتنا إلى إنجاز أحدث إضافة لمحفظة أبوظبي المتنوعة من الطاقة، EXERGY وهي شركة استثمارية دولية في مجال الطاقة، ذات هيكل تنظيمي فريد للتكيف مع احتياجات الطاقة الإضافية. EXERGY تعني تحقيق أقصى إمكانات كل وحدة وشرارة وجول من الطاقة عبر الاستثمار في مختلف مجالات القطاع، من الغاز إلى الكيماويات والوقود منخفض الكربون، والبنية التحتية للطاقة… إنها شركة طاقة مصممة لمواكبة المستقبل”.

نقلة نوعية

وختم الجابر كلمته بقوله: “إن النقلة النوعية من الحاضر إلى المستقبل تعني وضع البشرية في جوهر عملية التقدم وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات العالمية. كما تعني ضرورة عدم التركيز على الاكتشافات التي لا تساهم في مساعدة البشرية وتحسين حياة الناس. وهذا هو جوهر جائزة زايد للاستدامة. فبفضل الجائزة، هناك في كل يوم، في مكان ما من العالم، قرية تشرب مياهاً نظيفة لأول مرة. وطفل يتمكن من الدراسة تحت ضوء يعمل بالطاقة الشمسية. ومزارعٌ يحصد محاصيلَ من أرضٍ كانت قاحلةً ذات يوم. هذه الجائزة تبني على إرث الشيخ زايد، رحمه الله، الذي كان مؤمناً بأن المستقبل الذي نبنيه لا يتعلق بتوليد الطاقة فقط، بل بتمكين المجتمعات وازدهارها.

وتابع: “وقع العالم في فخ الاختيار الزائف بين الحصول على الطاقة وضمان الاستدامة. إن هذا التفكير الذي يخيّر بين أمرين يعوق ويبطئ التقدم. لقد حان الوقت لتغيير هذه السردية. لأن الطاقة والاستدامة ليسا متعارضين. إنهما شريكان متكاملان. والاختيار ليس بين مسارَين، بل يتعلق بإنشاء مسارٍ جديد يضمهما معاً. مسار يفتح الباب أمام النمو، ويقود جهود الرفاه والازدهار، ويطلق العنان للفرص الاقتصادية غير المسبوقة… مسار يقودنا للوصول إلى تحقيق النقلة النوعية من الحاضر إلى المستقبل”.

aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA==

جزيرة ام اند امز

US

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى