سموتريتش وبن غفير مهددان بعقوبات أمريكية.. انتقام بايدن من نتنياهو؟
يبدو أن دعم بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي لدونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية ستظهر عواقبه سريعا.
فقد أظهرت رسالة نشرت الخميس أن نحو 88 مشرعا ديمقراطيا في الكونغرس الأمريكي حثوا الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن على فرض عقوبات على عضوين في حكومة بنيامين نتنياهو بسبب العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وحث أعضاء الكونغرس بايدن على توجيه رسالة لشركاء الولايات المتحدة قبل مغادرته منصبه وقالوا إن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وكلاهما من اليمين المتطرف، حرضا مستوطنين إسرائيليين على العنف في الضفة الغربية.
وقال المشرعون في الرسالة “نكتب للتعبير عن قلقنا العميق إزاء تصاعد عنف المستوطنين وتوسيع المستوطنات والتدابير المتخذة لإضعاف السلطة الفلسطينية وزعزعة استقرار الضفة الغربية”.
وجاء في الرسالة التي وقع عليها 17 عضوا في مجلس الشيوخ و71 عضوا في مجلس النواب أن المستوطنين الإسرائيليين شنوا أكثر من 1270 هجوما مسجلا على الفلسطينيين في الضفة الغربية، بمعدل متوسط يزيد على ثلاث هجمات عنيفة يوميا.
وقال ثلاثة من أعضاء الكونغرس إن الرسالة مؤرخة في 29 أكتوبر تشرين/الأول الماضي، لكن تم نشرها اليوم لأن المشرعين لم يكونوا قد تلقوا ردا من البيت الأبيض.
وقال السناتور الديمقراطي كريس فان هولين وعضوا مجلس النواب الديمقراطيان روزا ديلاورو وشون كاستن للصحفيين إن بايدن لديه السلطة لفرض العقوبات بموجب أمر تنفيذي قائم.
ويقود المشروعون الثلاثة جهود تنفيذ مطالب الرسالة.
وأوضحوا أن فعل ذلك من شأنه توجيه رسالة ليس فقط إلى إسرائيل والفلسطينيين، وإنما إلى حلفاء الولايات المتحدة في أماكن أخرى من العالم أيضا، مفادها أن الولايات المتحدة ستتصدى للقضايا الإنسانية.
وقال فان هولين “نعتقد أن من المهم أكثر من أي وقت مضى أن يصرح الرئيس بايدن الآن بأن الولايات المتحدة لن توافق على الدوام على الأفعال المتطرفة لحكومة نتنياهو”.
ولم يرد متحدثون باسم البيت الأبيض والسفارة الإسرائيلية بعد على طلبات للتعليق من رويترز.
وخلال الفترة الماضية يسود تحالف قوي بين سموتريتش وبن غفير من ناحية ونتنياهو من جهة أخرى، وسبق للوزيرين أن عرقلا مرارا فرص التوصل لاتفاق هدنة لوقف حرب غزة، وهددا بالانسحاب من الحكومة الإسرائيلية، ما يعني انهيارها، وهو يخشاه نتنياهو.
وتدعم الولايات المتحدة منذ عقود حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين وحثت إسرائيل على عدم توسيع المستوطنات.
واحتفل نتنياهو وحلفاؤه بإعادة انتخاب دونالد ترامب هذا الشهر رئيسا للولايات المتحدة، وهو حليف قوي لإسرائيل لكن تصرفاته غير متوقعة في بعض الأحيان.
وفي ولايته الأولى، حقق الرئيس الجمهوري المنتخب مكاسب كبيرة لنتنياهو.
وكان سموتريتش قد دعا في وقت سابق هذا الأسبوع إلى فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة في عام،2025 وإنه سيدفع الحكومة إلى إشراك إدارة ترامب القادمة لكسب دعم واشنطن.
ويضطلع سموتريتش أيضا بدور الإشراف على المستوطنين وهو من أدوار وزارة الدفاع في إطار اتفاق تشكيل الائتلاف الحاكم مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
بينما اعتاد بن غفير التحريض على الفلسطينيين واقتحام المسجد الأقصى برفقة مستوطنين من اليمين المتطرف.
ويعتقد نتنياهو أنه قادر على العمل بشكل جيد مع ترامب ويعتقد أن أولئك الذين يؤثرون عليه “على الجانب الصحيح”.
وبالمقارنة بالإدارة الديمقراطية التي احتقرته وسعت إلى إسقاطه، فإن نتنياهو مقتنع بأن ترامب هو الخيار الصحيح لإسرائيل.
ولكن ماذا يعني هذا بالنسبة لإسرائيل؟
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إنه من الآن وحتى تنصيب ترامب في 20 يناير/كانون الثاني المقبل، يتمتع الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن بكامل السلطة للتصرف كما يشاء. ويتعين على إسرائيل أن تدرس إمكانية أن يستغل بايدن هذه المرة لتصفية الحسابات مع نتنياهو.
ويشعر المسؤولون بالقلق إزاء تكرار قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 23 ديسمبر/كانون الأول 2016، عندما اتخذ الرئيس الأسبق باراك أوباما (ديمقراطي)، في أيامه الأخيرة في منصبه، خطوة غير عادية بالامتناع عن استخدام حق النقض الأمريكي في المجلس، مما سمح بتمرير قرار ضد المستوطنات اليهودية.
وقد أدت هذه الخطوة إلى تعقيد إسرائيل قانونيا وفتح الباب أمام دعاوى قضائية محتملة في المحاكم الدولية في لاهاي.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز