سيناء.. كنز مصر الاقتصادي بين السياحة والطاقة
تعتبر شبه جزيرة سيناء واحدة من أهم المناطق الاستراتيجية في مصر، ليس فقط بسبب موقعها الجغرافي الفريد، ولكن أيضًا بسبب إسهاماتها الكبيرة في الاقتصاد المصري.
وتشكل سيناء محورًا رئيسيًا في قطاعات السياحة، والنفط، والغاز، بالإضافة إلى دورها في الناتج المحلي الإجمالي.
في هذا التقرير، نستعرض الأهمية الاقتصادية لسيناء بناءً على أحدث البيانات والإحصاءات لعام 2024، مع التركيز على السياحة، والطاقة، ونصيبها من الناتج الاقتصادي، بالإضافة إلى خطط الحكومة المصرية لتعمير المنطقة.
السياحة قطاع حيوي يدعم الاقتصاد
وتشهد سيناء نشاطًا سياحيًا كبيرًا، خاصة في منطقتي جنوب سيناء والبحر الأحمر، حيث تتركز ثلثا الطاقة الفندقية العاملة في مصر.
وفقًا لبيانات عام 2024، تبلغ الطاقة الفندقية في مصر نحو 220 ألف غرفة، منها حوالي 146 ألف غرفة في منطقتي البحر الأحمر وجنوب سيناء، أي ما يعادل 66% من إجمالي الغرف الفندقية في البلاد.
كما تشير البيانات إلى أن عدد الليالي السياحية في سيناء شهد زيادة ملحوظة خلال عام 2024، مدعومة بتحسن الأوضاع الأمنية وزيادة الاستثمارات في البنية التحتية السياحية.
وتعد شرم الشيخ ودهب من أهم الوجهات السياحية التي تجذب السياح من مختلف أنحاء العالم، مما يسهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد المحلي والإيرادات السياحية لمصر.
ويؤكد وليد البطوطي مستشار وزير السياحة المصري الأسبق، أن سيناء من أهم روافد القطاع السياحي في مصر، حيث تعد من الأماكن الجاذبة للسياح الأجانب والعرب على حد السواء.
ويشير في حديثه لـ”العين الإخبارية”، إلى أن محافظة جنوب سيناء دخلت مبكراً في خطة التنمية المصرية، وتنشط بها السياحة الشاطئية فضلاً عن تنشط السياحة الثقافية من خلال الزيارات المتعددة إلى باقي أرجاء الجمهورية.
وعزا البطوطي النجاح المبهر للسياحة في سيناء إلى عدة عوامل على رأسها القداسة الدينية فضلاً عن الأماكن الخلابة، وعنصر الأمان والشواطئ.
النفط والغاز ثروات طبيعية تدعم الاقتصاد الوطني
ولا تتوقف أهمية سيناء الاقتصادية في قطاع السياحة فقط، بل يمتد إلى القطاع الاقتصادي، حيث تعتبر سيناء والسواحل الشرقية لمصر من أهم مناطق إنتاج النفط والغاز في البلاد وفقًا لبيانات وزارة البترول والثروة المعدنية لعام 2024.
وتساهم السواحل الشرقية بنحو 70-80% من إجمالي إنتاج الغاز الطبيعي في مصر، حيث تنتج منطقة البحر المتوسط وحدها 62% من الإنتاج، بينما تساهم دلتا النيل بنسبة 19%.
أما في قطاع النفط، فإن السواحل الشرقية، بما في ذلك خليج السويس، تساهم بنحو 45% من إجمالي إنتاج النفط في مصر، بينما تأتي النسبة الباقية (55%) من المناطق الغربية، خاصة الصحراء الغربية.
وتشير التقديرات إلى أن نصيب سيناء من إنتاج البترول يصل إلى 82%، مما يجعلها منطقة محورية في قطاع الطاقة المصري.
وفي هذا الشأن يقول وزير البترول المصري الأسبق أسامة كمال إن سواحل مصر الشرقية مليئة بالمواد البترولية، وتعد أحد كنوز مصر ذات الأهمية القصوى للبلاد.
وفي حديث خاص لـ”العين الإخبارية”، أكد كمال أن مصر تعتمد على سواحلها الشرقية في تأمين احتياجاتها من المواد البترولية، وأن تلك المناطق ذات أهمية استراتيجية كبرى لدى مصر ولذا كانت وما تزال محط أنظار واهتمام العالم.
مخزون من الثروات
وتوضح خبيرة الطاقة والغاز المصرية الدكتورة وفاء علي في حديث خاص لـ”العين الإخبارية”، أهم سيناء من حيث القيمة الاقتصادية، حيث تشير الخريطة الطاقوية إن محافظة جنوب سيناء تعتبر من أهم المواقع التي يوجد بها نقاط للنفط المصري المنتج من أبو رديس وبلاعيم ورأس سدر حيث تنتج من النفط ثلث الإنتاج النفطي في مصر وتقدر طاقة حقل بترول بلاعيم حوالى ١٦٠ ألف برميل يوميا و٢٥ مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي.
ويتم حاليا تطوير وتنمية هذا الحقل بترول بلاعيم الذى يضم ٤٩ منصة بحرية، ويصل متوسط حفر الآبار السنوي إلى ٣٠ بئر، وهناك محطات تجميع في منطقة بلاعيم للإنتاج البرى أو البحري بخزانات سعتها ١٠٠ ألف برميل يوميا من النفط الخام للمعالجة أما الغاز يذهب إلى الاسالة عبر الأنابيب.
وتنوه إلى أن من أهم مكامن النجاح في سيناء حقل ظهر، الذي يعود من جديد إلى كل خريطة الإنتاج المصري هذا وتشهد الخريطة الطاقوية المصرية مشروعات ترتبط بسيناء وهى مشروعات رئيسية بمناطق العين السخنة جنوب سيناء لمناطق التخزين والتداول بتكلفة تصل إلى ٨٠٠ مليون دولار وقد تم أيضا إنشاء أكبر مستودع في العالم بسقف عائم لتخزين النفط الخام في جنوب سيناء بقدرة استيعابية تصل إلى ١,١ مليون برميل يوميا مما جعل المشروع يدخل موسوعة جينيس كرقم قياسي.
هذا بالإضافة إلى إنتاج شركة بتروبل التي وضعت ٨ آبار جديدة على خريطة الإنتاج عام ٢٠٢٤ بمتوسط إنتاج ٨٩٤ مليون قدم مكعب من الغاز و٥٩ ألف برميل من النفط باستثمارات بلغت ٥٨٥ مليون دولار.
ليس ذلك فحسب فمن حيث الثروة المعدنية تشير “علي” إلى أنه يتم إنتاج ٢١ مليون طن احتياطي من الفحم، و١٠ ملايين طن كبريت في شمال سيناء وحدها أما الفحم المتداول وليس الاحتياطي يبلغ ١٧٠ مليون طن، بالإضافة إلى توافر كميات من النحاس شرق سيناء بجانب معادن هامة كاليورانيوم الهام لصناعة الطاقة النووية والطفل الكربوني والمنجنيز الهام للصناعة.
نصيب سيناء من الناتج الاقتصادي المصري
وتشكل سيناء جزءًا مهمًا من الناتج المحلي الإجمالي لمصر، حيث تساهم بنحو 1.8% من إجمالي الناتج المحلي، وفقًا لبيانات وزارة التخطيط لعام 2024. كما سجلت المنطقة معدل نمو في الناتج المحلي بلغ 3.2% خلال عام 2023، مدعومًا بزيادة الاستثمارات في قطاعات السياحة والطاقة والبنية التحتية.
وتشير البيانات أيضًا إلى أن سيناء تساهم بنحو 4% من إجمالي الناتج المحلي في قطاع النفط والصناعات التحويلية، مما يعكس دورها المتزايد في تعزيز الاقتصاد الوطني.
خطط حكومية طموحة لتعمير سيناء
وتعمل الحكومة المصرية على تنفيذ خطط طموحة لتعمير سيناء وتنميتها اقتصادياً واجتماعياً، وتشمل هذه الخطط مشاريع كبيرة في البنية التحتية، مثل إنشاء الطرق والكباري، وتطوير الموانئ، وزيادة الاستثمارات في قطاع الطاقة.
كما تهدف الحكومة إلى جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والمحلية في قطاع السياحة، من خلال تطوير المناطق السياحية وتوفير التسهيلات اللازمة للمستثمرين.
بالإضافة إلى ذلك، يتم تنفيذ مشاريع لتحسين الخدمات العامة، مثل التعليم والصحة، لتعزيز جودة الحياة في المنطقة وجذب المزيد من السكان للاستقرار في سيناء.
تظل سيناء واحدة من أهم المناطق الاقتصادية في مصر، حيث تلعب دورًا محوريًا في قطاعات السياحة والطاقة، وتسهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي. مع استمرار الجهود الحكومية لتعمير المنطقة وتنميتها، من المتوقع أن تشهد سيناء مزيدًا من النمو الاقتصادي والاجتماعي في السنوات القادمة، مما يعزز مكانتها كركيزة أساسية في الاقتصاد المصري.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA==
جزيرة ام اند امز