سيناتور أمريكي في بكين لتمهيد طريق قمة ترامب وشي

كثّفت الولايات المتحدة والصين جهودهما الدبلوماسية لتقارب يفتح طريق إلى إمكانية الخروج من النزاع التجاري بين القطبين.
وزار السيناتور الجمهوري ستيف داينز المقرب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بكين حيث التقى مع رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ.
وعقب اللقاء، قال داينز إن زيارته “كانت الخطوة الأولى لمسيرة مهمة تالية، تبدأ بلقاء بين الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس ترامب” وأضاف “سيتم تحديد متى وأين سيحدث ذلك”.
وكانت إدارة ترامب قد أعلنت أنها تستخدم الرسوم الجمركية لإجبار بكين على اتخاذ خطوات أكثر حزماً لمعالجة دورها في أزمة مخدر الفنتانيل الأمريكية وفي الأسابيع الأخيرة، شنّ المسؤولون الصينيون هجوماً على الولايات المتحدة بشأن هذه القضية، وزعموا أن واشنطن تستخدمها كذريعة لمهاجمة الاقتصاد الصيني.
وجاء الاجتماع بين داينز ولي في الوقت الذي اجتمع فيه العشرات من كبار المسؤولين التنفيذيين العالميين في بكين لحضور منتدى سنوي يركز على تنمية الصين.
وفي ظل الخلافات بين واشنطن وبكين، سعى المسؤولون الصينيون إلى تقديم بلادهم كقوة للاستقرار العالمي والتجارة الحرة ومغازلة قادة الأعمال كحلفاء وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية.
وفي هذا الإطار، يُعدّ داينز محاوراً مفيداً للصين التي عاش بها عدة سنوات أثناء عمله في شركة “بروكتر آند غامبل”، وهو جانب من سيرته أشار إليه في لقائه مع لي حيث قال إنه نقل مخاوف ترامب بشأن دور الصين في أزمة الفنتانيل.
وتُصنّع الشركات الصينية العديد من المواد الكيميائية المستخدمة في إنتاج مخدر الفنتانيل وتُباع هذه المواد الكيميائية إلى عصابات في المكسيك، التي تُصنّع المخدرات وتنقلها عبر الحدود إلى الولايات المتحدة.
وقال داينز إن الاجتماع كان مثمرًا وأضاف “شعرتُ بالارتياح لأنهم فهموا بوضوح مدى جديتنا في التعامل مع هذه القضية” وأضاف أنه لا يعلم موعد قمة ترامب وشي.
وكانت “وول ستريت جورنال” قد ذكرت سابقًا أن مسؤولين أمريكيين وصينيين بدأوا مناقشات حول قمة محتملة في يونيو/حزيران المقبل كما أشارت الصحيفة إلى أن بكين تدرس الحد من صادراتها من سلع معينة إلى الولايات المتحدة لتخفيف انتقادات واشنطن لفائضها التجاري.
وكانت إدارة ترامب قد فرضت رسومًا جمركية بنسبة 20% على السلع الصينية، في حين ردت بكين بفرض رسوم جمركية أكثر صرامة على الولايات المتحدة.
وفي خطابه أمام منتدى التنمية الصيني السنوي، حذر رئيس الوزراء الصيني من تنامي التشرذم وعدم اليقين في الاقتصاد العالمي، وحثّ الشركات على التعاون في مواجهة هذه المخاطر.
وقال لي “إذا عاد العالم إلى شريعة الغاب، حيث يستغل القوي الضعيف، فسيكون ذلك تراجعًا للتاريخ ومأساة للبشرية” وأضاف “لسنا ضد المنافسة، لكننا ندعو إلى منافسة عادلة قائمة على قواعد دولية مقبولة، وليس على لعبة محصلتها صفر، وبالتأكيد ليس على حلقة مفرغة من قمع الدول الأخرى”.
ورغم أنه لم يذكر ترامب في الخطاب لكن لي بعث برسالة مفادها أن الصين لا تزال هادئة ومنفتحة على الأعمال التجارية، وفقًا لما ذكره وانغ هوي ياو، رئيس مركز الصين والعولمة للأبحاث.
وقال وانغ “ترسل بكين إشارة استقرار مفادها.. لا تقلقوا، الصين هنا.. نحن نبذل قصارى جهدنا لحماية النظام التجاري متعدد الأطراف”.
ومن المخاطر التي تواجه الولايات المتحدة أنه مع تحدي ترامب لكل من الصين وأوروبا، فقد ينتهي به الأمر إلى تقاربهما وبالفعل حظي المسؤولون الأوروبيون بترحيب حار في المنتدى.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز