ضحايا قصف لبنان.. عروس «بلا زفاف» وعائلة «تلاشت» في غمضة عين
بيوت تُهدم، أسر تنزح، عروس ارتدت الأبيض لمثواها الأخير، وأسر بأكملها فارقت الحياة، هذا وأكثر يعيشه لبنان نتيجة القصف الإسرائيلي.
فقبل شهر من حفل زفافها المنتظر، كانت عائلة المهندسة اللبنانية مايا غريب تستعد لاستلام فستانها الأبيض، غير أن حلمها وحياتها انتهيا بشكل مأساوي.
ففي ضربة جوية إسرائيلية استهدفت منزلهم بمدينة صور، قُتلت مايا (23 عامًا) وشقيقتاها ووالديها، في لحظة واحدة أطفأت أحلامهم وآمالهم.
رضا غريب، الناجي الوحيد من العائلة، تحدث بحزن عميق عن فاجعة فقدانه لأسرته في مكالمة هاتفية مع وكالة رويترز من السنغال، حيث انتقل للعمل قبل عام، واصفا المشهد بأنه كان مؤلمًا، حين تلقى رسالة مفجعة من قريب للعائلة تقول “العروس استشهدت”، بعد الحادثة المأساوية.
في اليوم التالي، دُفنت العائلة في جنازة سريعة حضرها عدد قليل بسبب استمرار الغارات الجوية والخطر المحدق في كل لحظة.
لم يستطع رضا العودة لحضور الجنازة، بعدما أُلغيت معظم الرحلات الجوية في ظل التصعيد العسكري بين إسرائيل وحزب الله.
والده، الذي كان محاربًا سابقًا في الجيش اللبناني، رمز للوحدة والتنوع، وشقيقاته كن شابات في مقتبل العمر، تمثل قصتهن مأساة اللبنانيين الذين يقفون على هامش الصراعات دون انتماء سياسي، لكنهم يدفعون الثمن غالياً.
رضا الذي لم يكن لعائلته أي علاقة بحزب الله، تغير موقفه الآن بعد أن فقد كل أحبائه، ليقول: “أريد أن يستمر حزب الله في قتال إسرائيل حتى النصر، دون قبول أي مفاوضات”.
المأساة التي عاشتها عائلة غريب تلخص معاناة آلاف المدنيين اللبنانيين الذين تُسحق حياتهم بين مطرقة الحرب وسندان الأمل المفقود في وقف نزيف الدم، الذي طال عائلات بأكملها.
ففي أعقاب الضربات الإسرائيلية، الإثنين، تفاقمت مأساة العديد من العائلات اللبنانية التي فقدت أفرادًا تحت القصف الإسرائيلي، وفي بلدة الحناوية جنوب لبنان، لقي ثمانية أفراد من عائلة واحدة حتفهم، إلى جانب عاملة منزلية من جامبيا.
وقال محمد سقسوق الذي كان شقيقه حسن من بين القتلى لرويترز، إن الضربة أصابت مبنى بجوار منزل العائلة فانهار المبنى المستهدف على منزلهم.
وأضاف أن “العائلة ليس لها علاقة بحزب الله”، وانتقد الإسرائيليين بسبب الهجمات “العشوائية” وتساءل أيضا عن سبب جر لبنان إلى معركة يقول حزب الله إنها لدعم الفلسطينيين.
وقال عبر الهاتف من ملجأ مؤقت “هلأ (الآن) نحن تشردنا.. نعيش في الشوارع. من قبل كنا نعيش حياة طبيعية تماما. من سيعيد لنا منازلنا؟”.
ومن بين الضحايا حسن سقسوق، وابناه محمد ومنى، وزوجة محمد فاطمة وابنتهما ريما البالغة من العمر تسعة أشهر، بالإضافة إلى أطفال منى الثلاثة، وجميعهم دون التاسعة من العمر.
كما لقيت آنا، العاملة المنزلية القادمة من جامبيا التي كانت في أوائل الثلاثينيات من عمرها، حتفها أيضا.
وقال علي عباس رئيس بلدية سكسكية إن 11 مدنيا قتلوا، الإثنين، بينهم 6 نساء وطفلان في البلدة الساحلية، وأضاف أن القصف استهدف المنازل بشكل مباشر.
وقال عباس لرويترز “هذه منازل مدنية ولا علاقة لها بأي نوع من المنشآت العسكرية”.
وبدأت جماعة حزب الله إطلاق الصواريخ على إسرائيل في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول، وهو اليوم التالي للهجوم الذي شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل، معلنة بذلك تشكيل جبهة دعم للفلسطينيين.
وتصاعدت الاشتباكات بشدة منذ الأسبوع الماضي وقُتل المئات وجُرح الآلاف في لبنان مع شن إسرائيل حملة جوية في معظم أنحاء البلاد.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز