«طائرات روسية من سوريا إلى ليبيا».. مرور عابر أم بديل محتمل؟
طائرة شحن غادرت قاعدة روسية في سوريا إلى ليبيا، ففتحت المجال أمام تساؤلات حول مستقبل التعاون العسكري بين الحليفين.
ونقلت وكالة “رويترز” عن “مسؤول أمني سوري متمركز خارج القاعدة الجوية الروسية في اللاذقية”، قوله إن طائرة شحن روسية غادرت قاعدة “حميميم” متجهة إلى ليبيا اليوم السبت، بعد أيام من انهيار نظام بشار الأسد.
وتوقع إقلاع المزيد من الطائرات الروسية من القاعدة الجوية الموجودة قرب القاعدة الروسية في طرطوس بمحافظة اللاذقية الساحلية، التي غادرتها قبل أيام قطع بحرية روسية.
ووجدت روسيا لنفسها موطئ قدم في “المياه الدافئة” في البحر المتوسط عبر وجودها العسكري في سوريا، الذي تعزز في السنوات الأخيرة.
ورغم عدم وجود تعليق رسمي روسي أو ليبي، فإن خبراء أكدوا أن العلاقات بين البلدين علاقات صداقة وتعاون تنظمها اتفاقات خصوصا في الجانب العسكري منها.
وأوضح الخبراء أن روسيا ليس لها أي وجود رسمي في ليبيا، إلا أن الأخيرة تستقبل من وقت لآخر ضيوفا رسميين من روسيا للتنسيق وبحث مستقبل التعاون.
تعاون رسمي
وقال المحلل العسكري الليبي محمد الترهوني، في حديث لـ”العين الإخبارية”، إن روسيا حليف قوي للجيش الليبي، وهناك اتفاقات عسكرية وأمنية بين البلدين تتضمن التدريب والتأهيل والتعاون المعلوماتي والاستخباراتي.
وأشار إلى أن الزيارات الروسية تأتي في هذا الإطار ولا تُمثل وجودا عسكريا بشكل دائم داخل ليبيا، مضيفا “الجيش الليبي كرر مرارا رفض وجود قواعد أجنبية في ليبيا”.
أمن قومي
من جانبه، قال رئيس حزب “ليبيا الكرامة” والأكاديمي المختص بالأمن القومي الدكتور يوسف الفارسي، إن العلاقة بين روسيا وليبيا خاصة في الشرق جيدة، في إطار التعاون والاحترام المتبادل لسيادة الدول.
وأضاف الفارسي، في حديث لـ”العين الإخبارية”، أن ليبيا خاصة الشرق، كررت مرارا رفضها وجود قوات أجنبية على أراضيها وتعتبر ذلك أمنا قوميا، وروسيا تحترم ذلك، فالجانبان يحتفظان بتعاون وتشاور وتواصل وزيارات خاصة في ظل الاضطرابات المتلاحقة في المنطقة.
وأشار الفارسي إلى حالة عدم اليقين التي تحيط بالأزمة السورية والأطراف الفاعلة والمتداخلة بها.
توسيع النفوذ
من جانبها، حذرت أمل العلوي، الباحثة في العلوم السياسية الليبية، من أنه كان من المتوقع أن تؤثر الأزمة السورية والتطورات الأخيرة بها على العديد من دول المنطقة.
وأشارت في حديث لـ”العين الإخبارية” إلى أن هناك مساعي من القوى الخارجية لتوسيع نفوذها في أي منطقة تشهد فراغا أمنيا، موضحة أن تغير التحالفات الدولية وأولوياتها بشكل مستمر يجعل التنبؤ بالسيناريوهات التي قد تحدث أمرا ليس سهلا.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA==
جزيرة ام اند امز