طروحات الشركات الأولية.. ضحية جديدة لعدم اليقين بالأسواق
من المتوقع أن تواصل أعداد وقيم الطروحات الأولية على مستوى العالم التباطؤ، الذي شهدته في الربع الثاني من هذا العام، مع سيطرة الغموض
والتقلبات على الأسواق.
وأكد مصرفيون ومديرون تنفيذيون للشركات أن سوق الطروحات العالمية تواجه هذا العام صعوبات كبيرة، مع تأجيل كثير من الشركات خططها بسبب التقلبات والغموض في الأسواق.
تشير التوقعات، التي نقلتها وول ستريت جورنال عن مصرفيين ومحامين ومديرين، إلى تباطؤ نشاط الطروحات العامة في سبتمبر/ أيلول الجاري — والذي يكون في العادة مزدحما بالطروحات — إلى مخاوف المستثمرين من استمرار التقلبات إلى نهاية العام في ظل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المزمع عقدها في نوفمبر/ تشرين الأول المقبل واحتمالية خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة.
أرقام متواضعة
ووفق أحدث البيانات، فقد جمعت الطروحات العامة الأولية في الولايات المتحدة نحو 25 مليار دولار هذا العام، في تراجع كبير عن المتوسط السنوي طوال العقد الماضي، والبالغ 55 مليار دولار.
كما تراجعت كل من شركة تكنولوجيا القيادة الذاتية الصينية وي رايد ومنصة بيع التذاكر ستب هب عن خطط الطرح العام الأول، فيما قررت شركة سيريبراس لصناعة الرقائق الإلكترونية المخصصة للذكاء الاصطناعي تأجيل طرحها حتى نهاية العام الجاري أو الانتظار حتى العام المقبل.
أسهم بأقل من قيمتها الدفترية
الاضطراب الذي تشهده الأسواق أدى إلى زعزعة ثقة المستثمرين، إذ تتداول أسهم العديد من الشركات التي طرحت للاكتتاب العام في العامين ونصف الماضيين الآن بأقل من أسعار طرحها، باستثناء الطرح العام الأولي الناجح لشركة ريديت في مارس/ آذار الماضي، التي ارتفع سعر أسهمها بنسبة 70% مقارنة بسعر الطرح عند 34 دولارا.
الأمل في الشركات الصغيرة
ما زال الأمل موجودا بالنسبة للشركات الصغيرة، حيث تفوق مؤشر راسل 2000 للشركات الصغيرة على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بأكثر من 5 نقاط مئوية منذ يونيو/ حزيران الماضي.
واختتمت وول ستريت تقريرها بالقول: “بسبب سيطرة الشركات الصغيرة — التي تقل قيمتها عن 5 مليارات دولار وقت طرحها — على غالبية الطروحات العامة، شهدنا تحقيقها أرباحا مشجعة”.
الطروحات في الخليج تغرد منفردة
في منطقة الخليج يبدو الوضع مختلفا عما تشهده الأسواق العالمية، فقد شهدت قيمة الطروحات الأولية في الخليج خلال الربع الثاني من هذا العام نموا بـ 44% على أساس سنوي إلى 2.6 مليار دولار بحسب تقرير لشركة “EY” صدر في أغسطس/ آب الماضي.
ويأتي النشاط القوي لسوق الطروحات الأولية في الخليج، رغم تباطؤ في أعداد وقيم الطروحات الأولية على مستوى العالم في الربع الثاني من هذا العام حيث تراجع عدد الطروحات الأولية العالمية بـ 15% على أساس سنوي فيما تراجعت عوائد هذه الطروحات بـ 31% إلى 27.8 مليار دولار.
وكشف التقرير أن السعودية تواصل هيمنتها على نشاط الاكتتابات العامة في الخليج، حيث استحوذت على 61% من قيمة الاكتتابات الأولية في المنطقة بقيمة 1.6 مليار دولار.
وتم طرح عشر شركات للاكتتاب العام في الربع الثاني في السوق السعودية منها خمس شركات في السوق الرئيسية تداول وخمس شركات في نمو.
أما أكبر اكتتاب شهدته المنطقة فكان طرح مستشفى الدكتور سليمان عبد القادر فقيه الذي جمع 763 مليون دولار.
وخارج السعودية، كان الاكتتاب الأكبر في أبوظبي لشركة ألف للتعليم الذي جمع 515 مليون دولار.
وتوقع تقرير “EY” أن تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 23 طرحا أوليا هذا العام يشمل 16 شركة وسبعة صناديق في قطاعات متنوعة، حصة الأسد منها للسوق السعودية.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA=
جزيرة ام اند امز