اخبار لايف

طموحات التصنيع بالعقود.. إمبراطورية فوكسكون تتوسع عالميا


تعمل شركة فوكسكون التايوانية الرائدة في مجال صناعة الإلكترونيات على تنفيذ استراتيجية توسع عالمية واسعة النطاق.

أعلنت فوكسكون، الشركة الرائدة في تصنيع هواتف آيفون في الصين، عن خطط لإنشاء مصنع ضخم في المكسيك لتصنيع خوادم مزودة بشرائح الذكاء الاصطناعي من شركة إنفيديا. يهدف هذا الاستثمار لتلبية الطلب المتزايد على الذكاء الاصطناعي، حيث وصف رئيس فوكسكون، يونغ ليو، سعة المصنع بأنها “هائلة جدًا”.

توسع الصناعة

وفقًا لتقرير لمجلة الإيكونوميست، تعكس خطط فوكسكون التوسعية طموحات صناعة التصنيع بالعقود، التي تشهد نموًا هائلًا، حيث تصنع الشركات مثل فوكسكون أجهزة لشركات أخرى.

أعلنت فوكسكون، المعروفة أيضًا باسم هون هاي، عن تحقيق مبيعات قياسية في الربع الرابع من عام 2024، حيث بلغت قيمة المبيعات 65 مليار دولار، مما يشير إلى نمو بنسبة 15% عن العام السابق.

أعلنت الشركات الصغيرة والمتوسطة في صناعة التصنيع بالعقود، مثل “كونتا كمبيوتر” و”جابيل”، عن نتائج مالية قوية، مما يعكس النمو الكبير في هذا القطاع. خلال العامين الماضيين، تضاعفت القيمة السوقية لأكبر 8 شركات تصنيع بالعقود، مما دفعها للتوسع في أسواق ومنتجات جديدة.

يعود جزء كبير من نجاح شركات التصنيع بالعقود إلى تطورات الذكاء الاصطناعي، حيث شهدت مراكز البيانات زيادة مطردة في الطلب، على عكس الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر الشخصية التي شهدت تراجعًا في الطلب.

أعلنت شركة مايكروسوفت عن استثمار ضخم قيمته 80 مليار دولار في بنية تحتية للذكاء الاصطناعي خلال العام الحالي، وذلك في 3 يناير/كانون الثاني.

تتوقع شركة فوكسكون، الشريك الرئيسي لشركة مايكروسوفت، أن تشكل مبيعات الخوادم المزودة بالذكاء الاصطناعي حوالي 25% من إجمالي مبيعاتها في عام 2025.

تتوقع شركة ميزوهو اليابانية أن تصل مبيعات الخوادم المزودة بالذكاء الاصطناعي إلى نصف إجمالي مبيعات شركة كونتا. كما تتطلع شركات تصنيع عقود أخرى، مثل لوكشاير الصينية (شريك آبل) وكومبال التايوانية، إلى تحقيق نمو في مبيعاتها بفضل الذكاء الاصطناعي.

توسعت شركات تصنيع العقود في صناعات جديدة، حيث كشفت فوكسكون عن تصميمين جديدين للسيارات الكهربائية في أكتوبر/تشرين الأول، مما يضيفهما إلى ستة نماذج أخرى تصنعها الشركة لصالح عملاء آخرين، في خطوة تعكس التوسع في صناعة السيارات الكهربائية.

توسعت شركات تصنيع العقود في مجالات جديدة، حيث بدأت “بيغاترون” في إنتاج معدات شبكات 5G، بينما تتوسع “كونتا” في الأجهزة الطبية القابلة للارتداء وأجهزة المنزل الذكي، وأطلقت فوكسكون أقمارًا صناعية تجريبية إلى الفضاء.

تسعى فوكسكون إلى تعزيز سيطرتها على سلسلة القيمة من خلال تطوير وتوفير مكونات أساسية مثل تقنيات التبريد السائل لأرفف الخوادم التي تقوم بتجميعها، مما يعزز قدراتها في الإنتاج.

توسعت “لوكشاير”، الشركة المتخصصة في تصنيع مكونات الهواتف الذكية، إلى مجال التجميع، حيث أعلنت استحواذها على قسم التجميع في شركة “وينغتيك” الصينية، الموردة لشركة آبل، في 31 ديسمبر/كانون الأول.

تحول جغرافي 

يحدث تحول جغرافي في قطاع التصنيع بالعقود نتيجة لفرض الرسوم الجمركية من قبل الإدارة الترامب في عام 2018، مما دفع الشركات إلى إعادة تنظيم عملياتها في مواقع جديدة.

على الرغم من تركيز إنتاج الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر الشخصية في الصين، وفقًا لشركة “كاونتر بوينت” للأبحاث، تشهد صناعة التصنيع بالعقود تحولًا جغرافيًا، حيث تنتقل بعض العمليات إلى الهند وفيتنام، وتصنيع المنتجات الأخرى يُقرب من الأسواق المستهدفة.

وفقًا لتقديرات بنك “جيه بي مورغان تشيس”، يُنتج الآن حوالي ثلثي إنتاج الخوادم لشركات التصنيع التايوانية في المكسيك، مما يقلل من تكاليف الشحن إلى العملاء الرئيسيين، وهم عمالقة الحوسبة السحابية الأمريكية.

تواجه شركات تصنيع العقود تحديات كبيرة، بما في ذلك المنافسة الشديدة. حيث تنخرط هذه الشركات في صراع دائم لتحقيق الهيمنة على الأسواق، وتظهر هذه المنافسة واضحة في العلاقة بين “لوكشاير” و”فوكسكون”، حيث تأسسها عمال سابقون في فوكسكون، مما يزيد من حدة المنافسة بين الشركتين.

استحوذت مجموعة تاتا الهندية على عمليات آيفون المحلية لشركة ويسترون التايوانية في عام 2023، ثم أتبعت ذلك باستحواذها على أغلبية أسهم شركة بيجاترون الهندية، مما يعزز وجودها في سوق تصنيع الإلكترونيات المحلي.

تعتبر مخاطرة التركيز على عدد قليل من العملاء تحديًا كبيرًا أمام شركات تصنيع العقود، حيث تعتمد لوكشاير حوالي 70٪ من إيراداتها على شركة أبل، بينما تصل النسبة إلى 60٪ في حالة فوكسكون مع شركة أبل.

تعد مخاطر التجارة تهديدًا كبيرًا لشركات التصنيع بالعقود، خاصة بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية على كندا والصين والمكسيك. يؤدي هذا الإجراء إلى زيادة التكاليف على الشركات التي تعتمد بشكل كبير على عدد قليل من العملاء، مما يجعل من الصعب عليها تمرير هذه التكاليف دون التأثير على هامش الربح.

هذا السياق قد يؤدي إلى هوامش ربح أصغر للشركات المصنعة، حيث يتعين عليها تحمل الرسوم الجمركية أو نقل مصانعها إلى دول خالية من الرسوم الجمركية. في هذه الصدد، نجحت آبل وسامسونغ في الحصول على استثناءات جمركية خاصة بسلاسل توريدهما خلال فترة رئاسة ترامب.

تأمل شركات التصنيع في تكرار الاستثناءات الجمركية السابقة، بدعم من عمالقة الحوسبة السحابية، حيث تعتمد فوكسكون وأقرانها بشكل كبير على الشركات التكنولوجية الكبرى، على الرغم من جهودها في التنويع وتقليل التبعية.

aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA==

جزيرة ام اند امز

US

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى