عشية اجتماع أمريكي-أوكراني بالرياض.. رسائل سعودية لزيلينيسكي

عشية اجتماع يعقده وفدان أوكراني وأمريكي في السعودية، حول الحرب في أوكرانيا، التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في جدّة فجر الثلاثاء وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، إن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان أكد خلال لقاء مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي «حرص المملكة ودعمها لكافة المساعي والجهود الدولية الرامية لحل الأزمة، والوصول إلى السلام».
فيما عبّر الرئيس الأوكراني عن الشكر والتقدير للجهود التي تبذلها المملكة، منوهًا بدورها المحوري في منطقة الشرق الأوسط والعالم، بحسب الوكالة الرسمية (واس).
الاجتماع عقد في مدينة جدة قبل يوم من إجراء محادثات بين مسؤولين أوكرانيين وأمريكيين تأمل واشنطن أن تحقق تقدما كبيرا نحو إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
ومن المتوقع أن تقترح كييف خلال الاجتماع الذي يعقد الثلاثاء هدنة مع روسيا في الجو والبحر، وفق ما أفاد مسؤول أوكراني لـ«فرانس برس» الإثنين.
وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه: «لدينا اقتراح لوقف إطلاق النار في الجو ووقف إطلاق النار في البحر، لأن هذان هما خياران لوقف إطلاق النار يسهل تطبيقهما ومراقبتهما ومن الممكن البدء بهما».
وأكد زيلينسكي الإثنين أن «أوكرانيا تسعى إلى السلام منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب»، مطلع العام 2022، مضيفا: «لقد قلنا دائما إن روسيا هي السبب الوحيد لاستمرار الحرب».
وليل الإثنين، التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الذي شكره «على استضافته للولايات المتحدة مرة أخرى في محادثات للمساعدة في حلّ حرب أوكرانيا وتأمين سلام دائم»، بحسب ما أفادت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية تامي بروس.
وأوضح المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف أن المحادثات المقرر إجراؤها الثلاثاء في جدة ستساهم في «تحديد إطار لاتفاق سلام ووقف إطلاق نار أولي» بين روسيا وأوكرانيا.
من جانبه، اكتفى زيلينسكي بالقول: «نأمل في أن نناقش ونتفق على القرارات والخطوات اللازمة» من دون مزيد من التفاصيل.
وكان الرئيس الأوكراني شدد على أن كييف تؤيد «حوارا بنّاء»، لكنها تريد أن «تؤخذ مصالحها في الاعتبار»، مبديا ثقته في أن الاجتماع سيكون «مثمرا».
الاقتراب من السلام
ومساء الأحد، قال زيلينسكي إنه يأمل في «تحقيق نتائج سواء لناحية الاقتراب من تحقيق السلام أو مواصلة الدعم»، في إشارة إلى قرار واشنطن بعد المشادة مع ترامب تعليق المساعدات العسكرية لأوكرانيا وتبادل المعلومات الاستخبارية معها.
وقالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية إنه من المتوقع أن تقترح كييف وقفا جزئيا لإطلاق النار في البحر الأسود، نقلا عن مصدر مطلع على الاستعدادات للمحادثات، على أمل أن تتراجع واشنطن عن قرارها بقطع المساعدات العسكرية والاستخبارات.
وجدد ترامب الاتصالات مع بوتين وانتقد زيلينسكي، ما أثار مخاوف في كييف وبين الحلفاء الأوروبيين من أن الرئيس الأمريكي قد يحاول إجبار أوكرانيا على قبول تسوية لصالح روسيا.
وعقد حلفاء أوكرانيا الأوروبيون الأسبوع الماضي قمة مع زيلينسكي، وأعلنوا أنهم سيزيدون بشكل كبير من الإنفاق الدفاعي.
وقال مكتب رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر الإثنين إنه سيستضيف مباحثات عبر الفيديو السبت مع قادة الدول الراغبة في دعم وقف لإطلاق النار في أوكرانيا.
وذكرت مجلة «ذي إيكونوميست» البريطانية، أن كييف لن تقبل باتفاق يحد من قدرتها على إعادة التسلح، أو يعترف بالأراضي المحتلة على أنها روسية، أو يتدخل في السياسة الأوكرانية من خلال الإصرار على الانتخابات.
واقترحت بريطانيا وفرنسا هدنة برية وبحرية لأوكرانيا ووقف قصف روسيا لمنشآت الطاقة الأوكرانية.
وتبدلت العلاقات بين واشنطن وكييف في شكل جذري في غضون أسابيع قليلة مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني.
يأتي ذلك في وقت تواجه كييف صعوبات على الجبهة. وأعلنت موسكو في نهاية الأسبوع الماضي إحراز تقدم في منطقة كورسك الروسية التي تسيطر أوكرانيا على جزء منها، والسيطرة على قرية في منطقة سومي بشمال أوكرانيا، في أول تقدم من نوعه منذ 2022.
وبلغ التوتر ذروته مع المشادة الكلامية خلال زيارة زيلينسكي إلى البيت الأبيض التي كان من المقرر أن يوقع خلالها اتفاقا يسمح للولايات المتحدة باستغلال موارد أوكرانيا من المعادن.
تقارب
وتراجعت حدة النبرة منذ ذلك الحين، إذ اعتبر زيلينسكي الحادث «مؤسفا»، فيما رأى ترامب أن الرئيس الأوكراني جاهز للتفاوض، وهدد روسيا حتى بفرض عقوبات جديدة عليها.
وأكد ترامب للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية «إير فورس وان» الأحد «سنحقق الكثير من التقدم. اعتبارا من هذا الأسبوع على ما أعتقد».
لكن الخلافات لا تزال قائمة. ولم يتم إلى الآن إبرام الاتفاق حول المعادن الذي يعتزم ترامب من خلاله التعويض عن المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة لكييف.
وسئل ويتكوف عن احتمال توقيع الاتفاق في السعودية، فأكد أن زيلينسكي «عرض توقيعه، وسنرى إن كان سيفعل».
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز