اخبار لايف

عشية ذكرى «الطوفان».. خبراء يرسمون صورة قاتمة لمستقبل الحرب في غزة


عشية الذكرى الأولى لبدء الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة، يرسم خبراء صورة قاتمة لمستقبل القطاع المحاصر.

وأطلقت إسرائيل حربها غير المسبوقة في غزة بعد هجوم حركة حماس على مستوطنات وقواعد عسكرية في غلاف غزة في عملية أسمتها “طوفان الأقصى”.

وقتل منذ بدء الحرب الإسرائيلية نحو 42 ألف فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال، فيما سادت أوضاع مأساوية في غزة التي وقفت على حافة المجاعة لشهور وعانت من انتشار أمراض كانت في طي النسيان.

وفشلت الجهود الأمريكية المصرية القطرية في التوصل لاتفاق هدنة يمهد لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، وهو ما يتوقع الخبراء استمراره خلال الفترة المقبلة.

مخطط منطقة عازلة

وفي تقدير الدكتور عمرو الشوبكي، المستشار بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ومقره القاهرة، فإن ما وصفها بـ”حرب الإبادة على غزة” ستستمر.

واعتبر أن إنهاء المأساة لا يبدو قريبا، قائلا إن: “إسرائيل ستحاول العمل على إقامة منطقة حدودية عازلة في شمال القطاع، بجانب تنفيذ جزء من مخطط تهجير للأردن أو لمصر، بتفريغ بعض سكان غزة”.

لكن الشوبكي يرى في الوقت نفسه، في حديثه لـ”العين الإخبارية” أن “سيناريو التسوية السياسية يظل مطروحا، في حال فوز مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس بالرئاسة الأمريكية، رغم تشدد حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإعلانها رفض كل الحلول السلمية، ورفض حل الدولتين، مشيرا إلى دور الانتخابات الأمريكية البارز في تحديد شكل ومسار الحرب على غزة.

وتجري الانتخابات الأمريكية في نوفمبر/تشرين الأول المقبل، حيث تنافس هاريس الرئيس السابق الجمهور دونالد ترامب.

ورأى المستشار بمركز الأهرام، أن هاريس حال فوزها فإنها ستبذل جهودا كبيرة، مع ممارسة الضغوط اللازمة لإنهاء الحرب، مرجحا أن تستمر الحرب إن فاز ترامب بالانتخابات مع زيادة احتمالات اندلاع حرب إقليمية شاملة.

ورغم تسليمه بأن إسرائيل تمكنت من إضعاف حركة حماس وتفكيك جانب رئيسي من قدراتها العسكرية خلال عام، شدد في الوقت نفسه على أنه “لن تستطيع قوة احتلال القضاء على حركة مقاومة حتى لو اختلفنا معها، بالأدوات العسكرية فقط، نعم ستضعفها لكن لن تستطيع القضاء عليها”.

الأسوأ للقضية الفلسطينية

النبرة نفسها تتجلى في تقدير السفير محمد العرابي، رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية ووزير الخارجية الأسبق، إذ لا يرى أيضا إمكانية للتوصل إلى تسوية قريبة لإنهاء الحرب في غزة، متوقعا في حديث لـ”العين الإخبارية”، أن “تستمر الحرب على غزة لفترة قادمة قد تصل إلى بداية عام 2025”.

وزاد بأن: “العام المقبل، سوف يحمل أمورا قد تكون الأسوأ بالنسبة للقضية الفلسطينية”.

وقال عرابي: “نحن في مرحلة فك وإعادة تركيب القضية الفلسطينية بمفاهيم جديدة قد تكون بعيدة عن المحددات الفلسطينية والعربية”.

وأستطرد “العرب سوف يكونوا الرقم الصعب في هذه التطورات”.

نذر حرب إقليمية

وبدوره، قال المحلل السياسي السعودي، مبارك آل عاتي، في حديث لـ”العين الإخبارية” إن 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري يأتي كمنعطف جديد في تطورات الأحداث الخطيرة في المنطقة، بعد أن أمضت المنطقة عاما من القصف الإسرائيلي الأعمى على قطاع غزة، وما حمله من قتل وتشريد.

وتوقع آل عاتي أن تشهد المرحلة المقبلة منعطفا خطيرا لتطورات الأحداث نظرا لما شهدته المنطقة مؤخرا من تطور مهم جدا تمثل في قصف وتصفية قيادات حزب الله (اللبناني)، وما يجري اليوم من اعتداء إسرائيلي على لبنان، والتهديدات المتبادلة بين إسرائيل وإيران.

وشنت إيران غارتين على إسرائيل بعشرات الصواريخ والمسيرات كانت الأولى في أبريل/نيسان الماضي، أما الثانية ففي أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الإيراني وسط مخاوف من اندلاع الحرب الشاملة في الشرق الأوسط.

وهذا يؤشر، وفقا للمحلل السياسي السعودي، على أن العام القادم سيكون عنوانه، بسط النفوذ واستعراض العضلات الإسرائيلية في المنطقة، وتحديدا تجاه الأذرع التابعة لإيران.

وتابع: “يحمل العام المقبل في طياته نذر حرب إقليمية تتزايد شيئا فشيئا خصوصا مع تواجد حكومة متطرفة في إسرائيل بقيادة نتنياهو مع وجود أيضا قيادات في إيران لا زالت تؤمن بالتوسع وهذا سيؤجج الصراع بينهما”.

فلسطين.. قضية دولية

الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني سليمان بشارات، مدير مركز يبوس للدراسات (فلسطيني/مستقل)، وصف في حديث خاص لـ”العين الإخبارية”، السابع من أكتوبر/تشرين الأول، بأنه “محطة تاريخية ستبقى حاضرة في تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي والصراع الإسرائيلي- الفلسطيني على وجه الخصوص؛ لأنها غيرت الكثير من الموازين والقواعد والمرتكزات الأساسية في عدة اتجاهات”.

وبين أن القضية الفلسطينية عادت للواجهة من جديد بكل قوة، على مستوى الشرق الأوسط والعالم، وأن أي تداعيات ترتبط بالقضية الفلسطينية من شأنها أن تنسحب وتؤثر في باقي المعادلات الإقليمية والدولية.

وفي هذا الصدد، نوه بشارات إلى أن “حرب الإبادة على مدار عام، الحرب دفعت القضية الفلسطينية من كونها صراعا محليا إلى قضية دولية مجددا”.

3 سيناريوهات لمسار الحرب

ويرسم المحلل السياسي الفلسطيني 3 سيناريوهات في قطاع غزة بعد عام من الحرب، قائلا إن “السيناريو الأول؛ يتمثل في استمرار حالة التصعيد ضمن سقف محدد، مع مضي الاحتلال في محاولة تغيير أو فرض رؤيته بالقوة العسكرية، إذا ما أخذنا في الاعتبار المعطيات الموجودة على الأرض”.

والسيناريو الثاني – بحسب بشارات- فهو أن تتحول المواجهة بعد فترة زمنية قريبة إلى مواجهة أكبر، وبالتالي دخول المنطقة ككل إلى حرب إقليمية، ستكون تداعياتها كبيرة”، أما الثالث فيتمثل في إنهاء حالة التوتر والذهاب إلى تسوية سياسية، مع الوضع في الاعتبار ما يتعلق بتداعيات ما ستفضي إليه الانتخابات الرئاسية الأمريكية المرتقبة من نتائج.

ولفت المحلل السياسي الفلسطيني، إلى أن ما يغلب سيناريو على آخر هو الانتخابات الأمريكية، وظهور ارتدادات وطبيعة ونتائج العملية العسكرية التي يقوم بها الاحتلال في لبنان، إضافة إلى طبيعة الرد الإسرائيلي المرتقب، والرد الآخر من إيران الذي سيبنى عليه كيف ستكون شكل التوجهات المستقبلية.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى