«علامة تجارية سامة”.. الديمقراطيون يبحثون الانفصال عن الحزب
يتساءل عدد متزايد من الديمقراطيين عما إذا كان التحول إلى “مستقل” سيساعدهم على الفوز في الانتخابات.
فبعد الخسائر الكبيرة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، يفكر بعض الديمقراطيين في إعادة صياغة العلامة التجارية بشكل جدي وسط تساؤلات عما إذا كانت العلامة التجارية لحزبهم باتت سامة لدرجة أنهم يجب أن يتخلصوا منها خاصة في الولايات المتأرجحة والحمراء.
ومنذ فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الشهر الماضي، يتابع مايك دوجان، عمدة ديترويت الديمقراطي حملة مستقلة لمنصب حاكم مشيغان ويدرس الاستراتيجيون الديمقراطيون جهود المستقل دان أوزبورن، الذي تفوق كمرشح لمجلس الشيوخ في نبراسكا في حين يروج أحد جامعي التبرعات للرئيس جو بايدن لترشح حاكم ولاية فلوريدا على ما يسميه تذكرة “الحزب الرأسمالي”.
وتعكس المناقشات التي يتم بعضها في جلسة خاصة، مدى عدم اليقين الذي يسود الحزب الديمقراطي من الخطوة التالية بعد فوز ترامب الذي حصد التصويت الشعبي ووسع دعمه بين أجزاء رئيسية من القاعدة الديمقراطية وذلك وفقا لما ذكرته مجلة “بوليتيكو” الأمريكية.
ويراهن الديمقراطيون الذين قفزوا من السفينة على أن الناخبين محبطون للغاية من الأحزاب السياسية القائمة وقال دوجان “توصلت إلى استنتاج مفاده أنه إذا وصفت نفسك بالديمقراطي، فإن جميع الجمهوريين يصطفون ضدك تلقائيًا.. إذا وصفت نفسك بالجمهوري، فإن جميع الديمقراطيين يصطفون ضدك تلقائيًا”.
وأضاف “أنا لا أعتقد حقًا أن هناك طريقًا للمضي قدمًا لهذه الولاية إذا لم تتمكن من جعل الأشخاص المعقولين في كلا الحزبين يعملون معًا”.
وقال مصدر مطلع على المناقشات طلب عدم الكشف عن هويته إن عدد من العاملين في شركات الإعلام الديمقراطية الكبرى يجرون محادثات حول إنشاء شركة من شأنها للمساعدة في انتخاب المستقلين ذوي الميول اليسارية ودعم الديمقراطيين الشعبويين.
ومع ذلك، يواجه المرشحون المستقلون تحديات لوجستية هائلة مع افتقارهم إلى الأحزاب الرئيسية لدعمهم ماليًا وبنيويًا حيث يخشى الناخبون أن يكون الدعم لهؤلاء مضيعة للتصويت، حتى مع تزايد عدد الأمريكيين المصنفين كمستقلين.
لكن بعض الديمقراطيين يعتبرون أداء أوزبورن المتفوق دليلا على قدرة المرشحين المستقلين الذين يتبنون الشعبوية الاقتصادية على استعادة الناخبين الذين ينفرون من الحزب الديمقراطي.
وقال استراتيجي ديمقراطي طلب عدم الكشف عن هويته “أي شخص ينظر إلى خريطة مجلس الشيوخ، ليس فقط في عام 2026 ولكن على مدى السنوات الست المقبلة وما بعدها، يرى أننا بحاجة إلى مسار لتقليص الأغلبية الجمهورية”.
وفي تصريحات لـ”بوليتيكو” أعرب أوزبورن، الذي لم يستبعد الترشح مرة أخرى في عام 2026، عن أمله في أن يترشح المزيد من المستقلين وقال “هذا ما تحتاجه البلاد حقًا”.
وقال جون مورجان، جامع التبرعات لبايدن في فلوريدا والذي يفكر في الترشح لمنصب حاكم الولاية، إنه قد يطلق محاولة تحت حزب جديد يسمى “الحزب الرأسمالي” معتبرا أن فلوريدا قد تكون المكان الذي يظهر فيه حزب ثالث جديد.
كان مورجان قد غير تسجيله من ديمقراطي إلى مستقل قبل بضع سنوات لأنه اعترض على الجناح الأيسر للحزب وكيف يصف البعض أنفسهم بأنهم “اشتراكيون ديمقراطيون”.
وبالفعل، تخلى بعض المنتمين إلى يسار الوسط عن الحزب الديمقراطي وفي السنوات الأخيرة، قام اثنان من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين هما جو مانشين وكيرستن سينيما بتغيير تسجيلاتهما الحزبية إلى مستقل بعد خلافات مع حزبهما.
ومؤخرا، أطلق السيناتور بيرني ساندرز وهو مستقل يشترك مع الديمقراطيين وترشح مرتين للحصول على ترشيح الحزب للرئاسة، جهودًا لدعم المزيد من المرشحين المستقلين.
وفي رسالة بريد إلكتروني إلى الحلفاء بعد فوز ترامب، سأل ساندرز “هل يجب أن ندعم المرشحين المستقلين المستعدين لمواجهة كلا الحزبين؟”.
واعتبر السيناتور المستقل أنجوس كينج، الذي يشارك في اجتماعات الحزب الديمقراطي، إن خريطة مجلس الشيوخ هي دليل على مدى تراجع الحزب خارج الولايات الساحلية والمراكز الحضرية الكبرى وقال إنها صورة مختلفة تمامًا مقارنة بما كانت عليه قبل 12 عامًا.
وأضاف أن انتخابات التجديد النصفي لعام 2026 تصب في صالح الحزب الجمهوري لأن نائبة الرئيس كامالا هاريس فازت بولاية واحدة فقط من الولايات التي يسيطر عليها الجمهوريون وهي مين.
ومع ذلك، حذر كينج من أن خوض حملة مستقلة ليس بالمهمة السهلة وقال “إن الترشح كمستقل هو عمل صعب لأنك لا تمتلك جهازًا حزبيًا” وأضاف “أعتقد أنه قد يأتي وقت حيث سيكون هناك المزيد من الأشخاص الذين يترشحون كمستقلين.. لكن في الوقت الحالي، لا تصلح البنية”.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز