غزة تبكي على اختفائها.. أين الطفلة هند؟
‘أين الطفلة هند’، هو السؤال الأبرز الذي شغل وسائل التواصل الاجتماعي إلى حد كبير خلال الأيام الماضية، دون أي إجابة واضحة، وسط حالة من الحزن في غزة على غياب الطفلة الفلسطينية البالغة من العمر 6 سنوات، بعدما احتجزت داخل سيارة مع جثث أقاربها الذين سقطوا بإطلاق القوات الإسرائيلية النار نحوهم في غزة، وفقاً للهلال الأحمر الفلسطيني.
أين الطفلة الفلسطينية هند؟
وبعد مرور أيام على الحادثة، لا يزال الغموض سيد الموقف، وحتى مصير الطاقم الطبي الذي خرج لإنقاذها لا يزال مجهولا.
الحكاية بدأت حينما تواصلت الصغيرة مع فريق الهلال الأحمر الفلسطيني طالبة المساعدة، وبعدما هرع المنقذون لم يرجع منهم أحد، حسب ما ذكرت شبكة العربية عبر موقعها على الإنترنت.
فنشر الهلال الأحمر الفلسطيني العديد من المناشدات عبر منصات التواصل الاجتماعي، من أجل معرفة مصير الثلاثي، وكان آخرها ما جاء على فيسبوك، الثلاثاء: ‘أين هند؟ أين يوسف وأحمد؟ هل ما زالوا على قيد الحياة؟ نريد أن نعرف مصيرهم. لا يزال مصير زملائنا يوسف زينو وأحمد المدهون من فريق إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني الذين خرجوا لإنقاذ الطفلة هند البالغة من العمر 6 سنوات، مجهولا منذ 8 أيام’.
إلى أن تواصلت شبكة ‘سي إن إن’ الأميركية مع الجيش الإسرائيلي، الجمعة، وزودته بتفاصيل عن الواقعة، من بينها الإحداثيات التي حصلت عليها من الهلال الأحمر الفلسطيني. ورد الجيش بالإشارة إلى أنه لم يطلع على تفاصيل واقعة كهذه.
فعادت الشبكة للتواصل مع الجيش الإسرائيلي، الاثنين، حول الطفلة والموظفين المفقودين، لكن الرد جاء: ‘ما زلنا نبحث في الواقعة’.
يذكر أن هند كانت برفقة عائلة عم والدتها، بشار حمادة، حين تم إطلاق النار على سيارتهم، مما أسفر عن مقتل كل من في المركبة وهم الأب والأم وأطفالهما الأربعة، لتظل هند وحيدة، بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني.
ونشرت المنظمة مقطعا صوتيا لاتصال هاتفي مع ليان حمادة البالغة من العمر 15 عاما، كانت تناشد فيه الهلال الأحمر إنقاذهم حيث يتعرضون لإطلاق نار.
وفي المقطع، ظهر صوت المراهقة التي كانت ضمن الأسرة في السيارة، وهي تبكي وتتحدث عن دبابة تقترب منهم، وقالت: ‘يطلقون النار علينا، الدبابة تقترب منا. نحن في السيارة، الدبابة قريبة’. وكانت أصوات طلقات نار تُسمع في الخلفية.
كما نشر الهلال الأحمر الفلسطيني أيضا مقطعا صوتيا لاستغاثة من الطفلة هند، وصفت فيه شعورها بالخوف وطلبت من موظفي المنظمة على الهاتف الحضور لإنقاذها.
ويوم 29 يناير، جاء في منشور على فيسبوك للهلال الأحمر: ‘لأكثر من 3 ساعات، بقي طاقم الهلال الأحمر على اتصال مع الطفلة هند لتهدئتها في ظل مناشدتها المستمرة لإخلائها من السيارة إلى أن تم التنسيق لتوجه مركبات الإسعاف إلى المكان’.
وبينما وصلت طواقمه حوالي الساعة السادسة مساء إلى المنطقة التي بها الطفلة المحاصرة داخل المركبة التي تم إطلاق النار عليها بالقرب من محطة فارس للمحروقات في غزة، فقد الاتصال بهم، وحتى اللحظة ما زال مصير الجميع مجهولاً.
إلى أن عادت ‘سي إن إن’ وتواصلت مع الجيش الإسرائيلي حول عملياته في تلك المنطقة، ليرد الأخير بأن قواته قتلت ‘عشرات المسلحين الإرهابيين في معارك وسط غزة’، وفق زعمه.
ليبقى في نهاية المطاف مصير الطفلة ومنقذيها مجهولاً إلى أجل غير مسمى.