فئران أقرب للتنوع الجيني البشري.. اختراق علمي جديد
اعتمد الباحثون لفترة طويلة على فئران مختبرية موحدة لإجراء أبحاث الطب الحيوي.
وكان لهذا الإجراء ثمن، فقد تم فقدان التنوع الجيني المهم عبر أجيال من التربية الانتقائية، وهذا النقص في التباين الوراثي يحد من فهم الأمراض التي تصيب الإنسان وتطوير علاجات فعالة.
تعالج بيث دومونت، عالمة الأحياء التطورية في مختبر جاكسون في الولايات المتحدة، مع زملائها، هذه المشكلة من خلال إدخال 10 سلالات جديدة من الفئران المختبرية المستمدة من المجموعات البرية.
جُمِعت هذه الفئران من بيئات بيئية متنوعة في جميع أنحاء الأمريكتين الشمالية والجنوبية، بما في ذلك الحقول والحظائر والغابات، وتم نشر تفاصيل هذه السلالات الجديدة مؤخرًا في “بلوس جينتكس”.
وتقدم السلالات الجديدة، والتي طوِّرت من خلال التكاثر الدقيق، ملايين من المتغيرات الجينية مقارنة بالسلالات الفطرية التقليدية.
ويعكس هذا بشكل وثيق التنوع الجيني البشري، ويقدم نموذجاً أكثر دقة لدراسة الأمراض التي تصيب الإنسان.
ولم يكن جمع هذه الفئران البرية مهمة سهلة، إذ اصطاد دومونت وزميلها البروفيسور مايكل دبليو ناخمان من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، إلى جانب فرق من طلاب الدراسات العليا، فئراناً من خمسة مواقع في كندا والولايات المتحدة والبرازيل.
وركز فريق البحث جهوده على نوع فرعي واحد وهو M. musculus localus، مما يضمن توافق التهجين.
وأظهرت الفئران تكيفات كبيرة مع بيئاتها، مثل الحجم الأكبر والنشاط الأيضي العالي في الفئران الكندية لتحمل البرد، والحجم الأصغر مع معدلات التمثيل الغذائي المختلفة في الفئران البرازيلية المتكيفة مع الحرارة.
وبعد 20 جيلا من زواج الأقارب للقضاء على الجينات الضارة، أعاد دومونت اشتقاق هذه الفئران عن طريق التلقيح الصناعي لمنع دخول مسببات الأمراض البرية.
وعلى الرغم من أنها مناسبة للاستخدام المختبري، إلا أن هذه السلالات الجديدة أكثر حيوية بشكل ملحوظ.
وأشارت دومونت إلى أن الفئران سريعة ولا تريد الإمساك بها ويتطلب العمل معها ردود فعل سريعة.
وتُظهر هذه السلالات الجديدة تنوعًا واسعًا في السمات البيوكيميائية والسلوكية العصبية والفسيولوجية والمورفولوجية والتمثيل الغذائي، متجاوزة التنوع الموجود في فئران المختبرات الكلاسيكية، وهذا يجعلها مصدرا قويا لنمذجة الأنماط الظاهرية المرتبطة بالأمراض البشرية.
وتقول دومونت: “إن الاستفادة من السلالات البرية لديه القدرة على إنشاء مجموعة قوية من الموارد لنمذجة السمات والأمراض البشرية، مما يتيح اكتشافات مهمة في كل مجال من مجالات الأمراض تقريبا، ومع بدء الباحثين في إدراك ذلك، سنشهد اهتماما متزايدا بفئران المختبرات المشتقة من البرية”.
ومن المتوقع أن يؤدي إدخال سلالات الفئران المشتقة من البرية إلى إحداث تحول في الأبحاث الطبية الحيوية، وتوفير مجموعة أدوات وراثية أكثر ثراءً للعلماء في جميع أنحاء العالم لفهم الأمراض البشرية وعلاجها بشكل أفضل.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA=
جزيرة ام اند امز