فارس فؤاد يكتب: طفلة تلك أم مجرمة؟

السبت 15/فبراير/2025 – 09:46 م
طفلة تلك أم مجرمة؟.. سؤال أطرحه على نفسي ويراودني دوما بعدما تابعت قضية اعتداء طالبة، 15 عاما، على زميلتها، وإصابتها في وجهها بـ 50 غرزة عن طريق آلة حادة، وذلك خلال انتظارها أمام لجنتها الامتحانية في منطقة الزيتون.
أمام مدرسة سراي القبة بنات، وقفت الطالبة روضة أمام مدرستها، تنتظر موعد افتتاح لجنتها الامتحانية قبل الساعة التاسعة صباحا، ينتابها الشعور بالقلق والتوتر بعدما ذاكرت دروسها جيدا لأداء الامتحان وتحصيل أعلى الدرجات في امتحانات الشهادة الإعدادية، وفي ذات الوقت كانت تقف شيطانة تدرس في ذات المدرس رفقة صديقها لا تعرف عن الدراسة سوي يوم الامتحان لترسب وتعيد الكرة مرات ومرات.
في ذلك الحين مر صديق الطفلة المجرمة بجوار الطالبة روضة حينما كانت تقف وسط زميلاتها لتنظر له بذهول، لأن المدرسة للبنات فقط ولا يبدو عليه علامات الخجل ومر من بين الطالبات وكأنه يمر بين أصدقائه الشباب، وهنا نظرت إليه الطالبة باستعجاب وهو ما لم يعجب الطالبة المجرمة حيث ظنت أنها معجبة به على خلاف الحقيقة وافتعلت معها خلافا قائلة: أنتي بتبصيله ليه؟ ودفعت المجني عليها بيدها الأمر الذي استنكرته الطالبة روضة وقررت الدفاع عن نفسها.
صديقها المنفلت تدخل معتديا علي الطالبة صاحبة الـ 15 عاما وأسقطها أرضا وانهالوا عليها بالضرب والسب بالمدرسة وحدث ما لم يكن بالحسبان حيث أخرجت الطفلة سلاحا أبيض كانت تحمله بين طيات ملابسها أعدته خصيصا لافتعال المشاكل مع أصدقائها بدافع السرقة ودوافع أخرى لها بمشاركة صديقها الذي تعيش معه بعيدا عن أسرتها.. حسب أقوال أسرة المجني عليها.
أصابت الطالبة زميلتها في وجهها بجرح قطعي وصل إلى 50 غرزة في الوجه ليحطم مستقبل وآمال وطموحات الطالبة المجني عليها في الحياة، وسقطت غارقة في دمائها بالمدرسة وهربت الطفلة مع صديقها وتركت ضحيتها تعاني طوال حياتها بسبب إصابتها في وجهها.
أجهزة الأمن ألقت القبض على الطالبة المتهمة وأحالتها للمحاكمة أمام محكمة الطفل بسبب جرمها الفادح بينما تم حبس صديقها على ذمة التحقيقات، وحاولت الطالبة المتهمة تبرئة نفسها أمام جهات التحقيق قائلة: أنا عندي تبول لا إرادي وهي اتنمرت عليا.. ولكن جهات التحقيق لن ينطلي عليها مثل تلك الحيل والآلاعيب التي أتقنتها المجرمة من كثرة افتعالها للمشكلات مع زميلاتها وحيل محامين باعوا ضميرهم مقابل الأموال.
لذا يجب علينا تقويم أطفالنا في المدراس وتوعيتهم لتجنب العنف مع زملائهم لكي لا يقعوا في مثل تلك الأفعال التي قد تدمر مستقبلهم سواء كان الفاعل جانيا أو مجني عليه، حيث إن الجاني سيتم معاقبته بالحبس فنحن في دولة قانون لا تسمح بمثل تلك الأفعال، وأما إن كان مجني عليه فسيضيع مستقبله بعد تلقيه لكمات أو ضربات.
ومن رأيي الشخصي، أن الأسرة يقع على عاتقها الدور الأكبر في تقويم سلوك أطفالهم وحثهم على الحد من العنف نهائيا لتجنب الوقوع في الأخطاء، فهناك سبل كثيرة للحد من ذلك مثلا إبلاغ مشرف المدرسة أو إبلاغ العامل المختص بأمن المدرسة إذا ما حدثت مشكلة لتجنب تلك الوقائع.