فساد عابر للحدود.. حبس ليبي بتهمة اختلاس أموال في أفريقيا الوسطى
لا تزال قضايا الفساد التي يكشف عنها النائب العام الليبي، المستشار الصديق الصور، تتوالى، ممتدة عبر مختلف القطاعات ومتخذة أشكالا متعددة، وصولا إلى الفساد العابر للحدود.
وفي هذا السياق، أعلن النائب العام عن صدور حكم من محكمة الجنايات بإدانة شخص متورط في اختلاس أموال استثمارات ليبيا في جمهورية أفريقيا الوسطى.
ووفقا لبيان مكتب النائب العام، فقد رفعت النيابة العامة دعوى ضد شخص ادعى تولي منصب المدير التنفيذي لشركة الاستثمارات الأفريقية “لايكو أفريقيا الوسطى”، حيث قام باختلاس العائدات المالية الناتجة عن استثمار العقارات التابعة للشركة في الدولة المستضيفة. ولم يكتفِ بذلك، بل أبرم عقد تأجير عقاري ألحق بالشركة خسائر تُقدَّر بنحو 7.2 مليون دينار.
وأضاف البيان أن محكمة جنايات طرابلس أصدرت حكمًا يقضي بسجن المتهم لمدة عشر سنوات، وتغريمه 200 ألف دينار، بالإضافة إلى إلزامه برد مبلغ 8 ملايين دينار.
تفشي الفساد
تعاني مناطق غرب ليبيا من هيمنة الميليشيات المسلحة التي بسطت سيطرتها على العديد من المؤسسات والموارد، مما أدى إلى تعطيل المشاريع التنموية والخدمات الأساسية وسط صراعات مستمرة على النفوذ.
ويؤكد خبراء الشأن الليبي أن توالي قضايا الفساد يعكس مدى تورط الميليشيات في نهب المال العام وترسيخ الفساد في مؤسسات الدولة، مما جعل ليبيا من بين أكثر 10دول فسادا، وفقًا لتقارير منظمة الشفافية العالمية خلال السنوات الأخيرة.
منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي عام 2011، دخلت البلاد في صراعات أفرزت حكومات متوازية، أدت إلى انقسام مؤسسي حاد، فاقم من انتشار الفساد، لا سيما مع تعرض الأجهزة القضائية لضغوط وتهديدات من قبل الميليشيات المسلحة التي تحمي الفاسدين التابعين لها.
ورغم هذه التحديات، تواصل النيابة العامة جهودها لمكافحة الفساد، حيث امتدت تحقيقاتها لتطال وزراء ومسؤولين بارزين، في محاولة للحد من هذه الظاهرة التي تهدد مستقبل البلاد.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز
