اخبار لايف

فسيفساء لغوية مُهددة.. ترامب يعتزم منح الإنجليزية وحدها صفة الرسمية


تستعد إدارة الرئيس دونالد ترامب لإصدار قرار تنفيذي يمنح الإنجليزية صفة “اللغة الرسمية الوحيدة” في الولايات المتحدة.

هذه الخطوة ستُلغي مرسوما سابقاً أصدره الرئيس بيل كلينتون عام 2000، كان يُلزم الوكالات الحكومية بتقديم خدماتها ووثائقها بعدة لغات.

ويُتوقع أن يسمح القرار الجديد للمؤسسات الممولة اتحادياً بوقف خدمات الترجمة، ما أثار مخاوف حقوقيين من تقييد وصول الأقليات إلى المعلومات الحيوية مثل الرعاية الصحية والإجراءات القضائية.

صراع الروايات

بررت الإدارة الأمريكية القرار بأنه يأتي تعزيزا لإدارة الكفاءة الحكومية، مشددةً على أن إتقان الإنجليزية شرط أساسي للمشاركة المجتمعية. لكن منظمات دعم المهاجرين تصف الخطوة بأنها “هجوم على التنوع”، حيث يعيش في الولايات المتحدة أكثر من 67 مليون شخص يتحدثون لغات أخرى، وفقاً لمركز بيو للأبحاث. وترى فانيسا كارديناس من منظمة “صوت أمريكا”: “القرار إهانة لملايين المواطنين، وسيحرم كبار السن وذوي الإعاقة من الحصول على حقوقهم”.

ماذا عن غير الناطقين بالإنجليزية؟

يتوقع أن يخسر غير الناطقين بالإنجليزية خدمات حكومية مثل خدمات الترجمة للاستمارات الضريبية وشهادات الولادة والوفاة، خاصة في مناطق مثل كاليفورنيا وتكساس حيث تنتشر الإسبانية.

كما يتوقع أن يُلغى السماح بإجراء مقابلات الجنسية بلغات أخرى، رغم أن القانون الحالي يشترط إتقان أساسي للإنجليزية.

ورغم عدم وجود لغة رسمية على المستوى الفيدرالي، أقرت 32 ولاية قوانين تمنح الإنجليزية وضعية خاصة، بينما تعترف هاواي بلغتها المحلية كلغة رسمية ثانية.

وتشير بيانات مكتب الإحصاء إلى استخدام أكثر من 350 لغة على الأراضي الأمريكية، منها 169 لغة أصلية مثل النافاجو التي يتحدثها 170 ألف شخص. لكن نشطاء يرون أن القرار الجديد سيطمس هذا التنوع، ويقول جورج كاريّو من “مجلس البناء الإسباني”: “هذا انتكاسة لثقافة البلاد التي تأسست على التنوّع”.



وتختلف السياسات اللغوية عالمياً: فكندا تعتمد الإنجليزية والفرنسية، وجنوب إفريقيا لديها 11 لغة رسمية، بينما ترفض دول مثل المكسيك وأستراليا تحديد لغة رسمية.

أين تقف الولايات المتحدة؟

وفي الاتحاد الأوروبي، تُترجم جميع التشريعات إلى 24 لغة، وفي حال اعتمد قرار  الولايات المتحدة الجديد، ستكون من بين دول قليلة تفرض لغة وحيدة رغم تنوعها الديموغرافي، وفقاً لمعهد الدراسات اللغوية العالمي.

احتجاجات وتحركات مضادة

وأعلن النائب الديمقراطي أدريانو إسبايلات نيته إلقاء “رد باللغة الإسبانية” على خطاب ترامب القادم، في تحدٍ رمزي للقرار. كما تخطط منظمات مهاجرين لرفع دعاوى قضائية، مستندة إلى سابقة قانونية من 2013 عندما ألغت محكمة اتحادية قانوناً في أريزونا كان يشترط استخدام الإنجليزية في الإدارات الحكومية.

ويرى محللون أن ترامب يستهدف بخطابه المؤيد للغة الإنجليزية قاعدة أنصاره المحافظين، خاصة في الولايات الزراعية حيث تنتشر مخاوف من “تأثير الهجرة على الهوية الأمريكية”.

لكن الخبيرة الدستورية لورا جينكينز تحذر من أن “القرار قد يُطعن بعدم دستوريته، لأنه يتعارض مع مبدأ المساواة في الوصول إلى الخدمات العامة، وهو حق يكفله التعديل الرابع عشر”.

aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز US

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى