في ذكرى مولده.. السيد يوسف الحجاجي أيقونة الأقصر الذي جمع بين التصوف والعلم وخلّد اسمه في التاريخ
أعلنت الساحة الحجاجيةً بمدينة الأقصر في بيان لها بدء الاحتفال السنوي اليوم الجمعة بمولد العارف بالله السيد يوسف الحجاجي وذلك بإقامة المجلس الشرقاوي الحجاجي، وإقامةً العديد من الفعاليات الدينيةً من قرائة القرءان الكريم والتواشيح الدينية، والمواعظ للأئمة.
نشأة مباركة وبداية في كنف القرآن
وأضاف البيان أن الفعاليات الدينية ستقام اليوم الجمعة بمسجد السيد يوسف بمنطقة الكرنك، بحضور كوكبة من علماء الدين والأئمة.
وُلد السيد يوسف الحجاجي في 20 فبراير عام 1842 ميلادية بمدينة الأقصر، ونشأ في كنف أسرته بعد وفاة والده في صغره. أظهر شغفًا بالعلم منذ نعومة أظافره، فحفظ القرآن الكريم كاملًا وهو في سن التاسعة، وبدأ يتلقى علوم الدين والتجويد على يد كبار علماء عصره.
رحلة العلم في الأزهر الشريف
انتقل السيد يوسف إلى القاهرة لطلب العلم بالأزهر الشريف، حيث درس العلوم الشرعية والفقه على المذهب الشافعي. جمع بين العلم والعمل، وبرز كتاجر ناجح للمنسوجات، ما أتاح له الاستقلال المالي الذي استثمره في نشر الخير ومساعدة الآخرين.
العودة إلى الأقصر ونشر الطريقة الخلوتية
بعد سنوات من التحصيل العلمي، عاد السيد يوسف إلى الأقصر واستقر في “الساحة الحجاجية”، حيث أسس مركزًا للتصوف والتعلم. عمل على نشر الطريقة الخلوتية، وجمع الناس حوله في حلقات ذكر وعلم، مما عزز مكانته الروحية والاجتماعية.
إسهامات بارزة وتأثير واسع
تميّز السيد يوسف بمعرفته بعلمي الفلك والرياضيات، فوضع تقويمًا عربيًا لأوقات الصلاة وإمساكية للصيام. تأثرت به شخصيات عديدة، مثل الكاتبة الإنجليزية لوسي دف جوردن، التي تعلمت منه اللغة العربية وعلوم الدين خلال إقامتها بالأقصر.
وفاته وخلوده في ذاكرة الأقصر
توفي السيد يوسف الحجاجي عام 1909، ودفن في ضريح داخل مسجده بمنطقة الكرنك. لا يزال المسجد، الذي يحمل اسمه، شاهدًا على إرثه العريق، ويُعد مقصدًا روحيًا وثقافيًا لزوار الأقصر ومحبي التصوف.
رسالة خالدة
تمثل حياة السيد يوسف الحجاجي نموذجًا للعالم المتواضع الذي سخّر حياته لخدمة مجتمعه، جامعًا بين العلم والعمل، ومخلدًا اسمه في ذاكرة الأجيال.