في ذكرى ميلاده.. مصطفى درويش الذي اعتذر عن فيلم «الملحد» ورحل مبكرًا إثر أزمة قلبية

ولد الفنان الراحل مصطفى درويش، في مثل هذا اليوم، 11 يناير، وترعرع في أسرة مصرية بسيطة كانت الداعم الأول لمسيرته الفنية، حيث كان يتمتع بموهبة فنية فريدة، حُفرت في ذاكرة الجمهور بأدواره القريبة من الناس وشخصيته التي جمعت بين خفة الظل وعمق الأداء، لم يكتفِ مصطفى درويش، بإتقان شخصياته على الشاشة، بل ترك بصمة حقيقية في قلوب جمهوره وزملائه، بين مشوار فني قصير لكنه حافل بالنجاح، ومواقف جريئة، وقصص إنسانية ملهمة، عاش مصطفى درويش مسيرة قصيرة لكنها مفعمة بالحياة، ليبقى اسمه خالداً رغم رحيله المبكر.

نشأة فنية استثنائية

على الرغم من عدم دراسته للفن بشكل أكاديمي، إلا أن موهبته الاستثنائية قادته لدخول عالم التمثيل، حيث بدأ مشواره الفني مصادفة في عام 2011 مع المخرج خالد يوسف من خلال فيلم «كف القمر»، وكانت هذه البداية بوابة نحو أدوار درامية بارزة أثبت فيها قدرته على التنوع والإبداع.

أعمال بارزة تركت بصمة

قدم مصطفى درويش مجموعة من الأعمال الفنية التي حظيت بإعجاب الجمهور والنقاد، أبرزها مشاركته في مسلسلات مثل «بـ 100 وش»، حيث أبدع في دور ‘فتحي’، و«خيانة عهد، وضد الكسر»، إلى جانب أدواره في مسلسلات «أيوب وأبو عمر المصري».

استطاع درويش بخفة ظله وحضوره الطاغي أن يحفر اسمه بين نجوم الفن، ويترك بصمة لا تُنسى رغم رحيله المبكر.

جدل واعتذار… موقفه من فيلم الملحد

أثار مصطفى درويش الجدل بعد اعتذاره عن المشاركة في فيلم الملحد، في تصريحات تليفزيونة أثارت تفاعلاً واسعاً، موضحًا أنه رفض العمل بعد قراءة السيناريو، مؤكداً أن القضية التي يناقشها الفيلم قد تثير حساسيات في المجتمع، وأكد احترامه لعقائد الآخرين وتقديره للحرية الفكرية، لكن دون التورط في عمل قد يُساء فهمه.

موقفه من إبراهيم عيسى

في تصريحات أخرى، انتقد درويش الكاتب والإعلامي إبراهيم عيسى بشكل مباشر، معتبراً أن بعض آرائه قد تجاوزت الحدود المقبولة، وعبّر عن رفضه لما وصفه بـ’الاستفزاز الفكري’، مؤكداً أنه يفضل الابتعاد عن الأعمال التي تحمل طابع الجدل العقائدي أو تتعرض للثوابت الدينية.

الرحيل المفاجئ

في 1 مايو 2023، فُجع الوسط الفني برحيل مصطفى درويش عن عمر ناهز 43 عاماً إثر تعرضه لسكتة قلبية مفاجئة. كان خبر وفاته صدمة كبيرة لجمهوره وزملائه، خاصة أنه كان في أوج عطائه الفني.

حضر جنازته عدد كبير من نجوم الفن الذين عبروا عن حزنهم لفقدانه، مؤكدين أن درويش كان يتمتع بدماثة الخلق وروحاً مرحة أحبها الجميع.

نشاطات فنية وإنسانية

إلى جانب أعماله الفنية، كان مصطفى درويش ناشطاً في العمل الخيري، إذ شارك في حملات مجتمعية تهدف لدعم الفئات الأكثر احتياجاً، كما عرف عنه تقديم الدعم للشباب الموهوبين، سواء من خلال توفير فرص عمل أو التشجيع على تحقيق أحلامهم.

ذكرى لا تُنسى

برحيل مصطفى درويش، فقدت الساحة الفنية فناناً موهوباً قدم أعمالاً قريبة من القلوب وترك أثراً عميقاً في الدراما المصرية.

ستظل ذكرى مصطفى درويش حية في قلوب محبيه، وسيبقى إرثه الفني شاهداً على موهبته وأخلاقه الرفيعة.