كيف غير انتخاب ترامب نظرة الأمريكيين إلى الاقتصاد؟
كشف أحد الخبراء الاقتصاديين في الولايات المتحدة عن نظرة مختلفة أكثر إيجابية من المواطنين الأمريكيين تجاه الاقتصاد، وهي نظرة تطورت بفضل انتخاب دونالد ترامب.
وفي حديثه لموقع “بيزنس إنسايدر”، قال إيرني تيديشي، مدير الاقتصاد في مختبر الميزانية بجامعة ييل، والذي أنهى في مارس/ آذار فترة 3 سنوات في مجلس المستشارين الاقتصاديين للبيت الأبيض، إن حالة تذبذب الاقتصاد في الولايات المتحدة قد تبددت، وأن المستهلكين والشركات يشعرون بذلك.
وعلى الرغم من البيئة المستقرة نسبيًا، يشعر الناس بمزيد من الحماس، وفي نوفمبر/تشرين الثاني، وصلت معنويات الشركات الصغيرة إلى أعلى مستوى لها منذ يونيو/ حزيران 2021، وفقًا لاستطلاعات مؤشر التفاؤل للاتحاد الوطني للشركات المستقلة.
كما ارتفع عدد أصحاب الأعمال الذين قالوا إنهم يتوقعون تحسن الاقتصاد ويعتقدون أن الوقت مناسب للتوسع بشكل كبير.
كما ارتفعت توقعات المديرين التنفيذيين للشركات للربع الرابع، وفقًا لاستطلاع التوقعات الاقتصادية الذي أجرته Business Roundtable.
وتحسنت أيضا، توقعات الرؤساء التنفيذيين للتوظيف والاستثمار الرأسمالي والمبيعات.
وقد، كانت معنويات المستهلكين في اتجاه تصاعدي لعدة أشهر، وفقًا لاستطلاعات أجرتها جامعة ميشيغان، وهي مستمرة في هذا الاتجاه إلى نهاية العام.
يضاف إلى ذلك أنه كان هناك تحول حزبي كبير في الرؤية تجاه الاقتصاد الأمريكي، بأن تحسنت توقعات الجمهوريين حول الاقتصاد في ديسمبر/كانون الأول، في حين ساءت توقعات الديمقراطيين.
ويعتبر الخبير الاقتصادي ذلك أنه جزء من اتجاه في المشاعر الاقتصادية لدى المواطنين، حيث يشعر الناس بتحسن كبير بشأن الاقتصاد وآفاقهم عندما يكون الحزب السياسي الذي يدعمونه في السلطة.
وأوضح الخبير الاقتصادي أن تصورات الاقتصاد لها علاقة بما هو أكثر من الاقتصاد نفسه، مشيرا إلى أن هذا لا يعني أن الناس كانوا يكذبون أو أن إجاباتهم لم تكن لها دوافع اقتصادية حقيقية عندما كانوا متشائمين في الماضي، ولكن من الواضح أن الأمر يتعلق بأكثر من مجرد الظروف المادية الماثلة أمامهم، بل يتعلق أيضًا بميولهم الإيديولوجية وكيف تشكل ما يعتقدون أنه المستقبل.
وأضاف تيديشي بقوله، “إن تصورات الاقتصاد لدى الأمريكيين حزبية للغاية بالتأكيد”.
وذكرت بيزنس إنسايدر في تقريرها، أنه عندما يقول الناس إن الاقتصاد سيئ، فإنهم يقصدون مجموعة متنوعة من الأشياء، بما في ذلك الأسعار مرتفعة للغاية، والأخبار السلبية التي يقرؤونها، والرئيس العجوز.
وأشارت إلى أن المشاعر ليست حقائق، بما في ذلك عندما يتعلق الأمر بالناتج المحلي الإجمالي، كما أن السياسة تؤثر كثيرًا على الطريقة التي يقول بها الشركات والمستهلكون إنهم يرون العالم من حولهم، بما في ذلك عندما يتعلق الأمر بالمال.
ومن السهل القول إن التحول في المشاعر هو دعم للحزب المهيمن الآن، إذ بعد أن يتجه دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، سيقول الجمهوريون إن كل شيء رائع، وبالنسبة للديمقراطيين، كل شيء فظيع.
لكن هذا ليس ما يحدث حقًا، كما قالت جوان هسو، مديرة استطلاعات المستهلكين في جامعة ميشيغان، إذ عندما يقول الناس إن توقعاتهم أفضل أو أسوأ، فهذا ليس مجرد نتيجة الانتخابات ولكن للسياسات التي يعتقدون أنها تلوح في الأفق.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز